طارق الصاعدي.. رسام كاريكاتير يتحدى الإعاقة ويفوز بجائزة الاقتصادية

طارق الصاعدي.. رسام كاريكاتير يتحدى الإعاقة ويفوز بجائزة الاقتصادية

فازت رسومات الفنان طارق مرزوق الصاعدي بجائزة أفضل كاريكاتير، في المسابقة التي نظمتها جريدة "الاقتصادية" أخيرا، وفاز بالمركز الأول.
والصاعدي (34 عاما) فنان مفعم بالحياة والطموح الوثاب، فلم تمنعه إعاقته الجسدية من الدخول إلى دائرة النجومية والأضواء، وشرع في الإبداع بريشة الفنان الذي يرصد الأحداث الاجتماعية والسياسية، ويترجمها إلى رسوم كاريكاتيرية لا تخلو من النقد الساخر الخفيف الظل، الذي يعكس شخصيته المرحة المتفائلة، إيمانا منه بأن النقد الكوميدي هو الأقرب للجمهور وهو الذي يدوم في أذهانهم طويلا، كما أن هذ الرسوم لها القدرة على اختزال الأحداث في صورة واحدة.
حقق الصاعدي خلال مسيرته الفنية إعجاب الكثير من النقاد من خلال اشتراكه في العديد من المسابقات الفنية، وحاز على مراكز متقدمة ساهمت في بروز اسمه على الساحة، كان أبرزها تحقيق المركز الأول لمسابقة مجلة "الجديدة" عام 1998م، ثم التحق عام 1424هـ بصحيفة "عكاظ" لمدة ثمانية أشهر وتوقف بعد ذلك لأسباب مادية لم تساعده على الاستمرارية، كما قام بإنتاح العديد من التصاميم الجرافيكس للشركات والمدارس الحكومية.
قال الصاعدي لـ "الاقتصادية" عقب تسلمه الجائزة إن فن الكاريكاتير فن حي، يلامس هموم البشر، ويختزلها بالابتسامة اللاذعة، ولذلك فهو يعتمد على التواصل مع الجمهور المتفاعل معه، لا أن يبقى حبيس الورق والعزلة، ولا سبيل إلى ذلك بغير النشر في الصحف، ليعيش ويبقى، وإن شغفه بالرسم السياسي خاصة جاء لاهتمامه ومتابعته للمتغيرات على الساحة السياسية، وقناعته بأن هذا النوع من الرسوم يعيش طويلا، أما الرسومات الاجتماعية فإنها مثل عود الكبريت تحترق سريعا.
ويضيف الفنان الصاعدي أنه قام بمراسلة العديد من الصحف المحلية التي لم تبادله الاهتمام الحقيقي، بل إن بعضها قام باقتباس جل أعماله وتقليدها ونشره، فلم يجد سبيلا للتواصل من الناس إلا عبر شبكة الإنترنت، ونشر أعماله في مواقع الرسم الكاريكاتيرية. ولكن المأساة عادت لتتكرر مرة أخرى ليتفاجأ بها مقلدة ومزيفة بأسماء رسامين آخرين في صفحات الصحف والمجلات بعد أيام قلائل، لكن رغم هذه التعديات إلا أنه سعيد جدا بتفاعل الجمهور والتعليق على أعماله، ودائما ما يجد بريده الإلكتروني مزدحما برسائل المشاهدين، ويذكر أن كاريكاتير " باعوضة السلام " في موقع إسلام أون لاين، أحدث حراكا فنيا ونقديا، ومازال يتلقى العديد من التعليقات بشأنه.
ويعزو طارق الصاعدي هذا التعدي إلى عدم وجود جهة يلجا إليها تحفظ حقوقه الفكرية وتضمن له عدم ضياع جهوده المبذولة في إنتاج أعماله الفنية، كما لا توجد رابطة للفنانين الكاريكاتيريين في المملكة تقوم بإعداد المعارض الفنية للرسم الكاريكاتيري، أو تؤمن لهم فرص العمل.
ويحلم الصاعدي بالعمل في إحدى الصحف المحلية، ليسهم في بناء مستقبله الفني ويجد قناة لإخراج إبداعه للناس، وتأمين حياته بمهنة تتناسب وقدراته وميوله.

الأكثر قراءة