الرياض استحوذت على 50% من سياحة الأعمال في المملكة
كشف عبد الرحمن الجساس المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية في منطقة الرياض عن أن الرياض قد استحوذت على ما يزيد على الـ 50 في المائة من سياحة الأعمال والمؤتمرات في المملكة خلال عام 2008، مرجعا السبب في ذلك للإمكانات الضخمة التى تملكها الرياض من قاعات المعارض والمؤتمرات كما اعترف الجساس في حواره مع «الاقتصادية» أن وضع الخدمات في محطات الطرق لا يرقى إلى المستوى الملائم، مضيفا أنهم يعملون بشكل مستمر مع أمانة الرياض على تطوير آلية ترخيص وتشغيل المحطات والرقابة عليها قائلا «الخدمات في المحطات ستشهد نقلة نوعية في القريب العاجل»، مؤكدا وجود خطة لإعادة تصنيف وحدات الإيواء السياحي تتضمن زيارة ما يقارب 60 منشأة أسبوعيا، إضافة إلى جولات التفتيش للتأكد من جودة الخدمات في هذا القطاع الذى انتقلت مسؤوليته للهيئة قبل نحو عام واحد.
وأفصح الجساس عن أن الرياض مقبلة خلال العامين المقبلين على تدشين مجموعة من الفنادق، ما سيزيد الطاقة الاستيعابية للسياح ويسهم في زيادة عدد الرحلات المحلية والخارجية لمنطقة الرياض، وقال «سيتم خلال الفعاليات المقبلة في مدينة الرياض زيادة حصة الشباب وإشراكهم في تنظيمها من الطلاب والمتطوعين لتنمية جانب العمل التطوعي وخدمة المجتمع لديهم»، مشددا على أن أبرز تحد يواجههم هو تطلعات السائح السعودي الذي اعتاد التنقل في الداخل والخارج ولديه القدرة على تقييم الخدمات التى يستهلكها، وأنه سيتم تطوير الجولات السياحية التى أقيمت في الرياض وتحويلها إلى مسارات سياحية لجميع محافظات المنطقة.
بداية حدثنا عن مشاريعكم المستقبلية؟
تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في جهاز التنمية السياحية في منطقة الرياض على عديد من المشاريع السياحية على مستوى المنطقة، ومن مبدأ الشراكة الذي تنتهجه الهيئة مع القطاعين العام والخاص في المنطقة كأحد مبادئها الأساسية لتنمية السياحة فيها، يظهر عدد من المشاريع التي نعمل على تطويرها وإنجازها، وعلى سبيل المثال مشروع تطوير القرية التراثية في محافظة الغاط، مشروع تطوير وسط المجمعة، مشروع تطوير مطلات القدية، مشروع تطوير الدرعية التاريخية، وبرنامج المسارات السياحية الذي سينفذ داخل مدينة الرياض ولعدد من المحافظات، إضافة إلى عديد من المشاريع الأخرى التي نعمل عليها مع شركائنا من القطاعين العام والخاص.
ما مقومات الجذب السياحي في العاصمة؟ وما نصيب السياحة في الرياض من حجم السياحة في المملكة بشكل عام؟
صناعة السياحة تتضمن عديدا من الأنماط أو المنتجات السياحية، كالسياحة البيئية، التراثية، سياحة الأعمال، وسياحة التسوق وخلافه، ومنطقة الرياض تحتضن عددا من مقومات الجذب السياحي ومن أهمها السياحة التراثية، فمنطقة الرياض تحتوي على عديد من مواقع التراث العمراني التاريخية التي ترتبط بتاريخ هذه البلاد العزيزة كالدرعية التاريخية، مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، وحصن المصمك وغيرها، وكذلك سياحة الأعمال. فالرياض هي عاصمة المملكة ومقر أجهزة الدولة الرئيسة، وكثير من الشركات الكبرى في عديد من القطاعات كقطاع المال والاتصالات وتقنية المعلومات والطاقة، ولما توفره الرياض من إمكانات ضخمة من قاعات المعارض والمؤتمرات والاجتماعات المختلفة تصل طاقتها إلى أكثر من 12 ألف شخص، استحوذت مدينة الرياض على ما يزيد على 50 في المائة من سياحة الأعمال والمؤتمرات في المملكة خلال عام 2008، وكذلك سياحة التسوق التي تشتهر بها مدينة الرياض، إضافة إلى السياحة البيئية والصحراوية التي نسعى لترسيخ مفهومها وتطوير مشاريعها في المنطقة.
الملاحظ أن سياحة الرياض حققت نقلة ملحوظة، ما السر في ذلك؟
لا يوجد سر في ذلك، كل ما في الأمر أن منظومة السياحة بدأت في التبلور وبدأت تتضح أدوار الشركاء في المنطقة، ووجد جهاز يعمل ليل نهار لربط الشركاء ببعضهم والعمل كفريق واحد لتحقيق النتائج على أرض الواقع، نحن لا نعمل بمنأى عن شركائنا، سواء كانوا من القطاعين العام أو الخاص أو من المجتمع المحلي، فكل هذه الأطراف جزء لا يتجزأ نحو تحقيق الطموح والنجاح، لذا كان هنالك ملامسة لأرض الواقع في العمل السياحي، واقتراب أكثر من رغبات المجتمع.
هناك توقعات متفائلة حول طفرة سياحية مقبلة، ما مدى صحة هذه التوقعات؟
- بالتأكيد، فالسياحة لا تتوقف على نمط معين، حين يتحقق تكون هنالك سياحة، وفي حال عدم تحققه ينتفي وجود السياحة. السياحة قد نجدها في أشكال متنوعة، فعلى سبيل المثال عملت الهيئة، وبعد انتقال صلاحيات تنظيم وترخيص الفنادق والوحدات السكنية المفروشة، على إعادة هيكلة هذا القطاع المهم وتصنيفه وفق المعايير الدولية وتشجيع ودعم الاستثمار في هذا القطاع، حيث كان هنالك توجه كبير من المستثمرين إلى إنشاء وحدات سكنية وفنادق، وخصوصا فئة الفنادق التي كان هنالك اتجاه قوي للاستثمار فيها. ومنطقة الرياض مقبلة خلال العامين المقبلين على تدشين مجموعة من الفنادق، ما سيزيد من الطاقة الاستيعابية للسياح، وبالتالي ستسهم في زيادة عدد الرحلات المحلية والخارجية الوافدة على منطقة الرياض، وهكذا ينسحب الموضوع على جميع مقومات السياحة من حيث تفعليها لتحقيق طفرة سياحية مقبلة.
ما أبرز الخطوات التي تم اتخاذها لتنشيط السياحة في الرياض؟
- من أبرز الخطوات إنشاء مجلس التنمية السياحية في منطقة الرياض برئاسة الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن أمين منطقة الرياض، وعضوية عدد من المسؤولين من القطاعين العام والخاص، حيث يستمد جهاز الرياض طاقته من خلال توجيهات المجلس وتوصياته، حيث انبثق من هذا المجلس عدد من لجان التنمية السياحية في عدد من المحافظات، وكذلك عدد من اللجان التنفيذية. وكل ذلك أدى إلى بلورة عمل جهاز السياحة في منطقة الرياض، ونقله من مرحلة التأسيس إلى مراحل التنفيذ على مستوى المدينة وعلى مستوى المنطقة بشكل عام. وتلعب الفعاليات والمهرجانات دورا كبيرا في عملية التنشيط السياحي في منطقة الرياض، حيث أقيم في مدينة الرياض والمحافظات التابعة لها عديد من الفعاليات والمهرجانات من بينها مهرجان ربيع الزلفي ومهرجان تراث الرياض الأول وكذلك ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي الثاني وأيضا مهرجان الرياض للتسوق والترفيه 1430 ومهرجان تمير السياحي الخامس وملتقى الغاط السياحي.
ما أبرز التحديات أو المعوقات التي تواجه قطاع السياحة في الرياض؟
- التحديات أو المعوقات التي تواجه قطاع السياحة في الرياض هي ذاتها التي تواجه قطاع السياحة في المملكة بشكل عام، فالسياحة صناعة ناشئة مقارنة بالصناعات الأخرى،، فقد عملت الهيئة العامة للسياحة والآثار منذ تأسيسها على تطوير البناء المؤسسي لهذه الصناعة، وجهاز التنمية السياحية في منطقة الرياض إحدى لبنات هذا البناء أو الهيكل الذي لا يزال يمر بمرحلة تطوير قدراته وإمكاناته بشكل مستمر، حيث كان آخرها افتتاح مركز متخصص للتراخيص ودعم الاستثمار خارج مقر الهيئة على الطريق الدائري الشرقي. من جهة أخرى صناعة السياحة صناعة متداخلة مع الكثير من الصناعات والخدمات الأخرى، لذلك تعمل الهيئة وفقاً لمبدأ الشراكة وهذا المنهج يحتاج إلى الكثير من التنسيق وبناء قدرات الشركاء وتمكينهم، فبجانب العمل مع شركائنا من القطاع العام كالبلديات والطرق والمياه وغيرها، نعمل أيضاً مع مختلف مقدمي الخدمات من القطاع الخاص من مقدمي خدمات الإيواء ومنظمي الرحلات والإرشاد السياحي وغيرهم بما في ذلك إعادة هيكلة هذه القطاعات وتطوير أدائها وجودة خدماتها من خلال عديد من المبادرات التي تتبناها الهيئة سواء في تطوير الموارد البشرية السعودية للعمل في هذه القطاعات بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات التعليم والتدريب وصندوق تنمية الموارد البشرية، أو من خلال تشجيع ودعم الاستثمار في هذه القطاعات وتوفير التسهيلات. إذا أخذنا في الاعتبار تطلعات المواطن السعودي الذي اعتاد التنفل والسفر داخل المملكة وخارجها ولديه القدرة والمعرفة على تقييم جودة الخدمات التي يستهلكها، لك أن تتخيل حجم التحديات التي نعمل في محيطها.
#2#
هل تؤثر محطات الطرق وخدماتها السيئة في إقبال السياح على مهرجانات الرياض؟
- أنت ذكرت نصف الإجابة في سؤالك من خلال تقييم خدمات مراكز ومحطات الخدمة على الطرق بأنها سيئة، المملكة بلد شاسع المساحة، ومنطقة الرياض تبعد بعض محافظاتها عن العاصمة مسافة تصل إلى 700 كيلومتر، ونسبة كبيرة من الرحلات السياحية الداخلية تصل إلى نحو 82 في المائة تتم عبر الطرق البرية وداخل المنطقة الواحدة تكاد تصل إلى 100 في المائة، لذلك تأتي أهمية وضرورة توفير خدمات راقية على الطرق توفير احتياجات المواطن والعائلة السعودية وعابري طرق المنطقة من أبناء الدول الشقيقة المجاورة المتجهين إلى الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة أو إلى مصايف ومدن ومناطق المملكة الأخرى عبر منطقة الرياض. إن وضع هذه الخدمات الآن لا يرقى بأي شكل إلى المستوى الملائم أو حتى الحد الأدنى مما يجب أن تكون عليه لأسباب متعددة لا يتسع المجال للتفصيل فيها، ولكن هنالك عمل مكثف في إطار المبادرة التي أطلقها الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة وأمين منطقة الرياض لتطوير محطات الخدمة على الطرق، ونعمل الآن بقوة وبشكل عاجل مع زملائنا من الأمانة على تطوير آلية ترخيص وتشغيل هذه المحطات والرقابة على أدائها وفق اللوائح المنظمة، لذلك فإن خدمات هذه المحطات والمراكز ستشهد نقلة نوعية في القريب العاجل.
الجولات السياحية المجانية على معالم الرياض، هل زادت من إقبال السياح على المهرجانات السياحية في الرياض؟
- بالتأكيد زادت من إقبال السائح، وأعطت مؤشرات قوية جدا لرغبة المجتمع المحلي في مثل هذا النوع من المشاريع والبرامج، وكان الإقبال أكثر من رائع، ولله الحمد استطعنا نقل هذه التجربة لتنفيذها من خلال عدة جهات، ونعمل الآن على تطوير هذه الجولات السياحية وتحويلها إلى مسارات سياحية لمحافظات المنطقة، والعمل في مراحله الأخيرة لإطلاق مسارات (الرياض – المجمعة – الزلفي – الغاط) ومسار (الرياض – شقراء – أشيقر) ومسار (الرياض – الخرج) مع استمرارية مسار الجولات السياحية لمدينة الرياض، ونود أن نشكر جميع الشركاء الذين ساهموا في تحقيق النجاح لهذه الجولات.
رغم إغراء شعار السياحة الداخلية للمواطن الذي يفكر أولا في قضاء عطلته في بلاده، إلا أن الأسعار تشكل العائق الأكبر لكثير منهم، ما الذي فعلتموه حيال ذلك؟
- سأكتفي بما أشار إليه الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة حيث قال « إن ارتفاع أسعار الخدمات السياحية لا يخص الهيئة وحدها بل يخص عدة جهات من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، مبينا أن هذا الموضوع محل دراسة من قبل الهيئة حيث يتم بحث أي شكوى من المواطنين، وأضاف: بدأنا هذا العام تصنيف الفنادق والوحدات السكنية السياحية ونأمل أن تعتمد الدولة برنامج تمويل الإيواء السياحي ليكون القطاع الخاص محفزا لجميع النشاطات السياحية المختلفة، إذ يجب أن يلقى المواطن كل ما يحتاج إليه في بلده وبالأسعار المناسبة، والسياحة لا يمكن أن تكون غير منافسة ويشمل ذلك النقل الجوي من خلال خطوط الطيران وشبكة الطرق والاستراحات وغيرها، كما تقوم الهيئة في سبيل معالجة هذه القضية التي ظهرت منذ فترة طويلة تتجاوز عمر الهيئة ويتكرر الحديث عنها في المواسم السياحية؛ باتخاذ العديد من الإجراءات التي تستهدف أن يحظى السائح بخدمة تتناسب وما يدفعه مادياً، عبر معالجة أسباب ظهور تلك المشكلة، مثل الموسمية، وقلة منشآت الإيواء مقابل حجم السوق الضخمة، ما أدى إلى زيادة الطلب على العرض»، وفي هذا الإطار تقوم الهيئة حاليا بإجراء دراسة تهدف إلى وضع سياسة لتسعير قطاع الإيواء السياحي من فنادق وشقق مفروشة.
هناك من يقول إن برامج السياحة تتجاهل العنصر الأكبر من عناصر المجتمع ألا وهو الشباب، ما تعليقكم؟
كما تعلم الشباب يشكلون نسبة كبيرة من تركيبة المجتمع السعودي، لهم اهتماماتهم وتجذبهم فعاليات وأماكن معينة، وقد قامت إدارة السياحة والمجتمع أخيرا بإجراء دراسة تستطلع رغبات الشباب واهتماماتهم ونظمت عدة لقاءات لدراسة تطوير فعاليات ونشاطات أكثر تلبي احتياجات هذه الفئة، هذا لا يعني أن فعاليات الشباب لم تكن تحظى باهتمام، فالمتابع لبرامج الفعاليات والمهرجانات السياحية في المنطقة يجد فيها كثيراً من الفعاليات الخاصة بالشباب خاصة الفعاليات ذات الطابع الرياضي والثقافي، لكن أيضا سيتم التركيز على فئة الشباب في الفعاليات المقبلة من خلال عدة محاور أهمها، تنظيم فعاليات ونشاطات خاصة بفئة الشباب وتحظى باهتمامهم كفعاليات السيارات ورياضة المغامرات وعروض الطيران والفعاليات الثقافية بأنواعها، إضافة إلى زيادة الفعاليات الموجهة للشباب ضمن المهرجانات الثابتة على رزنامة السياحة في منطقة الرياض، وكذلك إشراك الشباب في تنظيم الفعاليات خاصة الطلاب والمتطوعين لتنمية جانب العمل التطوعي وخدمة المجتمع لديهم، وفي هذا سيكون هنالك تنسيق مع الجهات ذات الصلة كرعاية الشباب والأمانة وغيرها لتوفير مزيد من الفعاليات والأماكن المخصصة لفئة الشباب.