توصيل الطلبات في الصباح.. خطر متنقل خلف أعين الرقابة
رغم قرار اللجنة المشكلة من إمارة منطقة الرياض وأمانتها والغرفة التجارية والشرطة والمرور في توصياتها بشأن تنظيم خدمة توصيل الطلبات، باقتصار توصيل الطلبات من التموينات التجارية والمطاعم خلال الفترة الواقعة بين صلاة الظهر والساعة 12 من منتصف الليل فقط, مع التزام المنشأة التي تقوم بالتوصيل بإيضاح الوسيلة المستخدمة في التوصيل سواء كانت سيارة أو دراجة نارية، حيث تشمل البيانات اسم المنشأة، وعنوانها ورقماً خاصاً بوسيلة النقل، وأن يرتدي جميع العاملين في خدمة توصيل الطلبات للمنازل زياً موحداً عبارة عن معطف لونه أحمر، يكتب عليه من الخلف اسم المنشأة التجارية وتحتها يكتب (خدمة توصيل الطلبات للمنازل).
إلا أن طلبات التوصيل التي ترد إلى محال التموينات الغذائية وبعض المطاعم الصغيرة دفعت بأصحاب تلك المحال إلى مخالفة الأنظمة والقوانين، وتسيير خطوط توصيل الطلبات في الصباح الباكر مستغلين ضعف الرقابة عليهم من قبل اللجنة المشكلة. ولم يكتف أولئك بتلك المخالفة فحسب، بل إنهم لم يلتزموا بأي من الشروط والقوانين الأخرى مثل ارتداء الزي الموحد والاشتراطات الصحية التي حددتها وزارة الشؤون البلدية والقروية، وتحديد هوية العامل المكلف بتوصيل الطلبات، رغم تأكيد الغرفة التجارية الصناعية في الرياض على جميع مشتركيها بأهمية تطبيق قرار تنظيم خدمة توصيل الطلبات.
وأبدى الكثير من المستهلكين تذمرهم من استمرار توصيل محال التموينات الغذائية خاصة لطلباتهم طوال فترة عملهم، مشيرين إلى أن ضعف الرقابة عليهم أسهم في ذلك.
وأوضح وليد الحلوان الذي يسكن في حي الريان أنه فوجئ ذات يوم بأحد عمال التوصيل يطرق باب منزله في الصباح الباكر وهو يحمل عددا من الأكياس تحتوي على طلبات الزبائن، حيث تبين له بعد سؤاله أنه أخطأ في عنوان المنزل. وبسؤاله عن سبب توصيله في هذا الوقت رغم صدور قرار المنع، أفاد العامل الوافد أنه لم يتعرض للمساءلة يوما ما، مشيرا إلى أنه يتناوب مع أبناء جلدته الذين يعملون في البقالة نفسها على توصيل الطلبات منذ الصباح الباكر وحتى موعد إغلاق محلهم.
في حين أشار خالد العبيد، الذي يقطن شمال الرياض، إلى أنه كثيرا ما يرى العمالة الوافدة التي تعمل في إحدى البقالات القريبة من مقر سكنه يقومون بتوصيل الطلبات في الصباح، مشيرا إلى أن أحدهم كاد يتسبب في حادث مروري له بسبب عدم التزامه بقواعد المرور، وقال ''تعودت على منظر الدباب وهو يسير محملا بعدد من الطلبات بشكل متكرر حين أود الذهاب إلى عملي''، مؤكدا أن الأخطر في ذلك أن أولئك العمالة حينما يقودون دراجاتهم النارية في ذلك الوقت فإنهم لا يبالون كثيرا بقواعد السلامة كونهم يعلمون أن غالبية أهل الحي نائمون، وهو ما يجعلهم يقودون تلك الدراجات بتهور واضح، الأمر الذي من شأنه أن يشكل خطورة عليهم وعلى الأهالي بشكل عام.
يذكر أن اللجنة المشكلة كانت قد ألزمت التموينات التجارية والمطاعم التي تقوم بتوصيل الطلبات للمنازل بالتقيد بما ورد في لائحة محال إعداد وتجهيز الوجبات الغذائية الصادرة من وزارة الشؤون البلدية والقروية، التي تحدد اشتراطات تعبئة وتغليف الوجبات المطهوة, وأن تقوم الجهات التي تقوم بتوصيل الطلبات للمنازل بتزويد مراكز الشرطة ببيانات كاملة حديثة عن العاملين لديها الذين يقومون بتوصيل الطلبات، تتضمن نسخة من الإقامة توضح أن العامل على كفالة تلك المنشأة، ونسخة من الشهادة الصحية الصادرة من البلدية، ومعلومات كاملة عن الوسيلة المستخدمة في توصيل الطلبات.