80 شابا يستعرضون بسياراتهم المعدلة بتنظيم شخصي

80 شابا يستعرضون بسياراتهم المعدلة بتنظيم شخصي
80 شابا يستعرضون بسياراتهم المعدلة بتنظيم شخصي
80 شابا يستعرضون بسياراتهم المعدلة بتنظيم شخصي

شارك أكثر من 80 شابا في تجمع للسيارات المعدلة شمال الرياض، واستعرض أصحاب السيارات هواياتهم وإبداعاتهم، وأساليبهم في تغيير أشكال سياراتهم بطرق متعددة، وابتكار تحركات جديدة للسيارة أثناء وقوفها وفق اختيارات مدروسة ومعروفة لدى أمهر المختصين في ذلك المجال.
يراقب عبد المحسن الحامد منظم الاستعراض، والمشرف على أحد المواقع الإلكترونية المتخصصة في تعديل السيارات حركة دخول السيارات الراغبة في المشاركة، ويتأكد من تسلُّمهم لنموذج استبانه حول العرض والسيارات المشاركة.
تختفي الفوضى في ذلك المكان، حيث الدخول إلى الساحة المخصصة للاستعراض التي هي عبارة عن شارع رئيسي في أحد المخططات شمال الرياض يكون عن طريق بوابة صنعت من الأقماع، ولم يجرؤ أحد على اختراق ذلك النظام كونهم حريصون على الالتزام به، وحددت الأماكن الخاصة بكل نوع من أنواع السيارات حيث أحد المنظمين يدل كل مشارك على مكانه المخصص له مسبقا، تختلف الرؤية والصورة للشارع نفسه في وقتين مختلفين، من حيث هواة التفحيط الذين تعم الفوضى قارعة الطريق المستخدم، وبين هواة التعديل الذين ينتظر كل واحد منهم التعليمات ويقف في طابور من السيارات حتى يعرف مكانه.

#2#

#3#

بعد الوقوف، يمكنك مشاهدة كل شيء، فطريقة إيقاف تلك السيارات تمنحك القدرة والحرية على الاستمتاع والتمعن بكل ابتداعات ومبتكرات أولئك الشباب، تشدك تلك الملصقات التي استخدمها الشباب لتجميل سياراتهم، فلم تغب عن أذهانهم القيادة وصور خادم الحرمين الشريفين، وما ذلك إلا تعبير عن ولاء المواطن للوطن، ولكنه بحسب طريقة الجيل المقبل.
يؤكد عبد المحسن الحامد أن هذا التجمع غير الرسمي الذي تقوم عليه مجموعة من الشباب السعودي، يمثل فرصة لاكتشاف المواهب والأفكار وتبادل الخبرات والبحث عن الحلول للكثير من المشكلات التي تواجه الشباب في تعديل سياراتهم، مبينا أن الالتزام التام بالتعليمات والأنظمة شرط أساسي للمشاركة، وقال «لا نقبل أي تجاوزات أو خرق للنظام».
وأوضح الحامد أن تعديل السيارات هواية مثل بقية الهوايات كالفنون وتسلق الجبال، وتربية الطيور وغيرها، مشيرا إلى أن بروز تلك الهواية نابع من الاهتمامات المختلفة التي ظهرت في الآونة الأخيرة بسبب الانفتاح الإعلامي، والذي نقل عديدا من الهوايات المختلفة في البلدان الأخرى، ما جعل الشباب السعودي على تواصل مع العالم سعيا إلى اللحاق بالركب، ومجاراة الآخرين.
من جهته، أشاد عبد الرحمن أبو جاسم (60عاما) الذي حضر مع أبنائه الثلاثة للاستمتاع بهذه المشاهد الجميلة وبمستوى التنظيم الذي وجده في هذا الاستعراض، مطالبا المشاركين بأن يستمروا على هذا النهج الذي يعطي مساحة للتعبير عن الإبداعات دون إحداث الفوضى.
من جانب المشاركين، قدّر عبد العزيز الصيرم أحد المشاركين تكلفة التعديلات التي يجريها الشباب على سياراتهم المختلفة بأنها تتجاوز 20 ألف ريال في بعض الأحيان، وذلك بحسب نوع التعديل، مشيرا إلى أنها تختلف من ناحية الألوان الخارجية والداخلية، وكذلك الإطارات والجنوط وغيرها، في حين نبه ماجد السالم على أن بعض التعديلات تفتقر إلى السلامة، وعلل ذلك بالتكلفة المادية العالية التي يتطلبها مبدأ السلامة، بينما ذكر حسن المدخلي أن تركيب هيدروليك أو فتح الأبواب مثل لمبرجيني وملحقاتها يتطلب مهارة ودقة تامة، فيما أشار فيصل الرشيد أن هناك من الشباب من تمكن من افتتاح ورش متخصصة في هذا المجال.
وأكد مطلق المسلم أن هذا الفعالية اتسمت بالتنظيم المتميز واحترام المكان من جميع المشاركين.
أما الزوار الذين استمتعوا بالاستعراض الشخصي، فأبدوا مطالبهم بإيجاد أماكن مناسبة لأولئك الشباب، وللزوار الذين سيحضرون لمشاهدتهم والاطلاع على الابتكارات الحديثة.
وتمنى خالد العوبثاني أن يكون هذا التجمع نواة لناد يجمع الشباب بطريقة مشروعة لتكون دعما للسياحة الوطنية في الرياض خاصة، وهو ما وافقه فيه عدد كبير من المشاركين الذين طالبوا الجهات المسؤولة بفتح ساحة خاصة لاستعراض السيارات المعدلة مثل بقية مناطق المملكة كمدينة جدة والظهران، كما ناشدوا الأمير الدكتور عبد العزيز بن عياف أمين مدينة الرياض الذي استطاع أن يعيد الحياة في الرياض من خلال المهرجانات والفعاليات بأن يدعم هذه الهواية وأن تكون ضمن برامج الأمانة وفعالياتها.
من جهته، علق الدكتور بكر محمد إبراهيم أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود على هذه الهواية بالتأكيد أنها يجب أن تسير وفق عاداتنا ومبادئنا، وأضاف «مثل هذه الهوايات يجب أن تشرع للشباب وتوضع لها التنظيمات لنجعل الشباب يتمتع حسب رغباته وأهوائه ضمن حدود معينة، مشددا على أنها ستسهم في ملء الفراغ لديهم واكتشاف هواياتهم وقدرتهم.
وأشار أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود إلى أن مثل هذه الهوايات النابعة من الشباب ستحمل الرسائل الموجهة في الحملات الأمنية للشباب بصورة أسرع من الوسائل التقليدية، لأنها منهم وإليهم وتخاطبهم بالمستوى الفكري نفسه الذي يفكرون به.

الأكثر قراءة