ضيوف الرحمن يتوجهون اليوم إلى عرفات لقضاء ركن الحج الأعظم
أكمل مشعر عرفات استعداداته لاستقبال توافد الحجيج وجموع ضيوف البيت الحرام الذين يتوجهون إليه اليوم الثلاثاء، التاسع من شهر ذي الحجة، للصعود إلى جبل عرفات لقضاء يوم عرفة، ركن الحج الأعظم، مستشعرين مناسكهم بكل طمأنينة وتحفهم عناية الرحمن.
وبدأ تحرك الحجاج من منى نحو صعيد عرفات في يوم الوقفة الكبرى، صباح اليوم، وسيؤدون صلاتي الظهر والعصر قصرا وجمعا ثم يبدأون بالنفرة متجهين إلى مزدلفة للمبيت فيها ثم الانتقال منها إلى منى لتكملة مناسك الحج.
وقضى حجاج بيت الله الحرام، أمس الإثنين الثامن من شهر ذي الحجة، يوم التروية في مشعر منى اقتداء بهدي الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم.
ورافق توافد ضيوف الرحمن إلى مشعر منى الآلاف من رجال الأمن بمختلف قطاعاته لمتابعة توافد الحجاج إلى المشعر وسط تكامل لمنظومة عمل مختلف الجهات المعنية بخدمة الحجاج.
وتميزت حركة تصعيد جموع الحجيج لمشعر منى بالانسيابية وفق خطة مرورية شملت المحاور الرئيسة لشبكة الطرق، بمتابعة أمنية من سماء المشعر عبر طيران الأمن لضمان انتظام مرحلة التصعيد.
وأعلن العقيد طلال بن شلهوب المتحدث الأمني لوزارة الداخلية، عن اكتمال تنفيذ المرحلة الأولى من خطة نقل الحجاج إلى المشاعر المقدسة خلال اليوم الثامن من ذي الحجة، بكل سلاسة ويسر وطمأنينة.
وأكد اكتمال نقل الحجاج من مكة المكرمة والمسجد الحرام إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية والمبيت فيها تمهيدا للتصعيد منها للوقوف بعرفات.
ونوه بأن الجهات الأمنية والحكومية المشاركة كافة، مستمرة بكامل استعداداتها في تنفيذ مهامها، في المشاعر المقدسة، للتحقق من حصول حجاج الداخل على التصاريح اللازمة للحج، لافتا إلى أن رجال الأمن سيواصلون تنفيذ مهامهم في جميع المداخل المؤدية إلى العاصمة المقدسة والطرق والممرات المؤدية إلى المسجد الحرام، وفرض طوق أمني محكم حول المشاعر المقدسة حتى نهاية موسم الحج.
وكشف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأنه تم ضبط عدد من مخالفي تعليمات الحج في مداخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لمحاولتهم الحج دون تصريح وتم مخالفاتهم وتطبيق العقوبات المقررة بحقهم، وإعادتهم من حيث أتوا، مؤكدا أنه سيعاقب كل من يتم ضبطه وهو ينقل أشخاصا لا يحملون تصاريح حج نظامية، بالسجن لمدة تصل إلى ستة أشهر وبغرامة مالية تصل إلى 50 ألف ريال، والتشهير به، وترحيله إن كان وافدا، ويمنع من دخول المملكة وفقا للمدد المحددة نظاما.
من جانبه، قال الدكتور عايض الغوينم وكيل وزارة الحج والعمرة لشؤون الحج: إن الوزارة تواصل جهودها ميدانيا لضمان سلامة وصحة الحجاج وتكامل الخدمات، واستحداث النظم التي تمكن الحجاج من تأدية نسكهم بكل يسر وسهولة بالشراكة مع المنظومة من خلال تقديم برنامج خادم الحرمين الشريفين لخدمة ضيوف الرحمن كثيرا من المبادرات التي تتابع الأوضاع الأمنية والصحية لضمان تقديم أفضل الخدمات وتسهيل أداء نسك الحجاج.
وقال: "يتم في الوقت نفسه مع الشركاء بالمركز الوطني للالتزام البيئي متابعة الأوضاع البيئية وجودة الهواء، حيث تفيد التقارير بأن جودة الهواء جيدة وتتواصل عمليات القياس منذ 20 يوما عبر عشرة مراكز بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، واستفادة الحجاج من المشاريع التحولية التي قادتها رؤية السعودية 2030 من خلال برنامج خدمة ضيوف الرحمن بالتشارك مع 40 جهة تنفيذية تقود وتنفذ حزمة من المبادرات الهادفة للتسهيل والارتقاء وإثراء رحلة ضيوف الرحمن".
بدوره، أكد الدكتور محمد العبدالعالي، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أن الحالة الصحية للحجاج مطمئنة ولم تسجل بينهم أي أمراض وبائية، داعيا الحجاج إلى الالتزام بالوقاية من الحرارة والتعرض المباشر لأشعة الشمس وشرب السوائل بكميات كافية أثناء تنقلاتهم، لافتا إلى حرص الوزارة بالتكامل مع الجهات المعنية للعمل على راحة الحجيج واكتمال الجاهزية من خلال الخطط التي تم تنفيذها عبر الكوادر التي تجاوز عددها 32 ألفا، وتتشرف بخدمة ضيوف الرحمن منذ اللحظة الأولى لقدومهم في 14 منفذا وتقديم الخدمات الصحية سواء في المنافذ البرية والبحرية والجوية.
وقال: "بعد ذلك تمتد شبكة الخدمات التي تقدم لهم من خلال 140 مركزا صحيا إضافة إلى 32 مستشفى بينها ثلاثة مستشفيات ميدانية بطاقة تصل إلى 6132 سريرا بينها 761 سريرا للعناية المركزة و222 سريرا للتعامل مع الإجهاد الحراري والضربات الحرارية".