أكبر فعالية مزاد عالمي لتداول أرصدة الكربون .. تعزيز مبادرة السعودية نحو الحياد الصفري

أكبر فعالية مزاد عالمي لتداول أرصدة الكربون .. تعزيز مبادرة السعودية نحو الحياد الصفري

تعتزم شركة سوق الكربون الطوعي الإقليمية عقد أكبر فعالية مزاد لتداول أرصدة الكربون في العاصمة الكينية، نيروبي يوم 14 حزيران (يونيو) الجاري، ومن المتوقع أن يشهد الحدث بيع أكثر من مليوني طن من أرصدة الكربون عالية الجودة المتوافقة مع معايير "كورسيا" والمسجلة لدى منظمة "فيرا" وستشارك في الفعالية أكثر من 15 شركة من السعودية ودول أخرى. وأسس صندوق الاستثمارات العامة بالتعاون مع مجموعة تداول السعودية شركة "سوق الكربون الطوعي الإقليمية"، لتوفير التوجيهات والموارد اللازمة لدعم قطاعات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومساعدتها على تأدية دورها في جهود التحول العالمي إلى الحياد الصفري.
وسيتسنى للشركات المشترية استخدام هذه الأرصدة لتعويض أثر انبعاثاتها الكربونية، وتعزيز إسهاماتها في التحول العالمي نحو الحياد الصفري.
ويأتي اختيار مدينة نيروبي موقعا لإقامة فعالية المزاد؛ بهدف تأكيد الدور المهم لأسواق الكربون الطوعية في استقطاب الاستثمارات، وجلبها إلى الاقتصادات الناشئة، إضافة إلى جذب التمويل لأرصدة الكربون الإفريقية، وتأكيد التزام شركة "سوق الكربون الطوعي الإقليمية" بإحداث تغيير إيجابي.
وتتمثل مهمة الشركة في تأسيس سوق قوية قادرة على إصدار وتداول أرصدة الكربون، واستخدامها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما سيكون لها دور محوري في تيسير التحول إلى اقتصاد عالمي منخفض الكربون.
وتعد فعالية مزاد نيروبي الحدث الثاني الذي تنظمه شركة "سوق الكربون الطوعي الإقليمية"، حيث نظمت الشركة في تشرين الأول (أكتوبر) 2022، أول مزاد لها ضمن الدورة السادسة لمبادرة مستقبل الاستثمار في مدينة الرياض، الذي تم تصنيفه المزاد الأكبر من نوعه على مستوى العالم، وجرى خلاله مزايدة 1.4 مليون طن من أرصدة الكربون بنجاح، أي ما يعوض تقريبا الانبعاثات الصادرة من نحو 250 ألف سيارة عائلية على مدار عام كامل. ويتم إصدار أرصدة الكربون من خلال مشاريع تتفادى إصدار الانبعاثات الكربونية عبر استخدام مصادر الطاقة المتجددة أو تقنيات تحسين كفاءة الطاقة، أو من خلال مشاريع تعمل على التقاط الانبعاثات من الجو وتخزينها، والتي تعرف باسم مشاريع إزالة الكربون، كما تعمل شركة "سوق الكربون الطوعي الإقليمية" على طرح حلول تلائم احتياجات السوق من أجل تعزيز العمل المناخي عبر دعم مشاريع قادرة على تحقيق خفض كبير وسريع في الانبعاثات.
وتشمل فعالية مزاد نيروبي مجموعة متنوعة من المشاريع التي تتفادى وتزيل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، التي يوجد عديد منها في إفريقيا، ومن بينها مشاريع توريد مواقد طهي نظيفة ومحسنة في كينيا ورواندا، ومشاريع للطاقة المتجددة في مصر وجنوب إفريقيا.
وأوضحت رانيا نشار رئيس مجلس إدارة شركة "سوق الكربون الطوعي الإقليمية"، أن الشركة تعد عامل تمكين رئيسا في التعامل مع متطلبات الطاقة الحالية بطريقة مسؤولة ومبتكرة، وتتماشى مع جهود صندوق الاستثمارات العامة الهادفة إلى الإسهام في الحد من الآثار المترتبة على تغيرات المناخ، وبما يتماشى مع مبادرات المملكة لتحقيق أهداف الحياد الصفري بحلول عام 2060.
وستسهم فعالية المزاد في تعزيز عمق وحجم شركة "سوق الكربون الطوعي الإقليمية"؛ لتتمكن من تحقيق تغيير إيجابي وتسهم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
فيما أفادت ريهام الجيزي الرئيس التنفيذي لشركة "سوق الكربون الطوعي الإقليمية"، بأن هذا المزاد يمثل معلما تاريخيا بارزا في مسيرة تطوير أسواق الكربون الطوعية، ويشجع الشركات على تعويض انبعاثاتها الكربونية أثناء سعيها نحو تحقيق أهدافها المتعلقة بخفض الانبعاثات، إلى جانب تسليط الضوء على قدرة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على العمل جنبا إلى جنب؛ لتعزيز مبادرات العمل المناخي القائمة على الابتكار في الاقتصادات الناشئة، حيث تحتاج دول جنوب العالم إلى استثمارات مالية ضخمة في التخفيف من حدة المناخ، وبالنظر إلى موقعنا، فإننا مؤهلون للعمل من كثب مع مطوري المشاريع؛ لتوجيه التمويل للمشاريع التي تحدث تأثيرا مناخيا، وتوفر فرصا اقتصادية في هذه المناطق".

الأكثر قراءة