الطاقة- النفط

ترقب وانتظار .. أسواق النفط في حيرة بين تخفيضات «أوبك +» وأزمة الديون الأمريكية

ترقب وانتظار .. أسواق النفط في حيرة بين تخفيضات «أوبك +» وأزمة الديون الأمريكية

استمرت تقلبات أسعار النفط الخام في ظل حالة عدم اليقين والحيرة بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتجنب التخلف عن سداد الديون، وتخفيضات "أوبك +" المحتملة خلال الاجتماع الوزاري المرتقب للمجموعة في 4 حزيران (يونيو) المقبل.
وهدأت وتيرة صعود الأسعار مع مؤشرات على أن حرائق الغابات الكندية قد تم احتواؤها إلى حد معين في الوقت الحالي، وتم الإبلاغ عن عودة الإنتاج والعرض إلى المستويات الطبيعية.
ويقول محللون نفطيون إن المخاوف من احتمال تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها تؤثر في الأسعار، بينما نجد أن احتمالية خفض "أوبك +" الإضافي في أوائل يونيو توفر بعض الضغوط الصعودية، لافتين إلى أن ترقب السوق لتطورات سقف الديون واجتماع "أوبك +" ستصل إلى ذروتها في أوائل يونيو المقبل، ما يترك أسواق النفط في وضع الانتظار والترقب هذا الأسبوع.
ولفت المحللون إلى أن الخوف من تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها يقود إلى معنويات هبوطية والسلوك التجاري ذي الصلة ما يضغط على الأسعار.
وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" هيرويوكي كينوشيتا المحلل الياباني ومختص شؤون المصارف والطاقة إن التحذيرات للمضاربين كان لها أثر واسع في السوق، وفسرها البعض بخفض جديد للإنتاج.
وأضاف أن توقعات "أوبك +" بإجراء خفض مزيد من الإنتاج أعطت النفط بعض الضغط الصعودي، مشيرا إلى أن "أوبك +" تدرس خطواتها المقبلة بعناية شديدة وتتصدى لأنشطة المضاربة، مثلما حدث في نيسان (أبريل) الماضي، حيث فاجأت السوق بخفض جديد لمستويات الإنتاج للمجموعة بأكثر من مليون برميل يوميا.
من جانبه، ذكر أندرو موريس مدير شركة بويري الدولية للاستشارات، أن بعض التقارير الدولية ترجح أن التوقعات بالنسبة إلى سوق النفط ليست في أفضل حال في الوقت الحالي، حيث إن محركات الاقتصاد الكلي مثل مفاوضات صفقة الديون الأمريكية والسياسة النقدية الأمريكية الأكثر تشددا تضغطان على السوق.
وذكر أن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أبلغت عن انخفاض كبير في مخزونات النفط الخام الأمريكية، إضافة إلى ارتفاع إنتاج البنزين وسحب مخزونات البنزين، ما يشير إلى طلب صحي وسط توقعات بتعافي الطلب الصيني بوتيرة أفضل في الفترة المقبلة مع ازدهار موسم السفر الجوي.
من ناحيته، أوضح أندريه جروسي مدير شركة "إم إم أيه سي" الألمانية، أن الطلب الصيني سيظل أحد العوامل الرئيسة الداعمة لأسعار النفط الخام، مشيرا إلى أن واردات الصين من الخام جاءت في الربع الأول من العام أقل بقليل من التوقعات، كما أدت البيانات الاقتصادية المحبطة من الصين في الأسابيع الأخيرة إلى انخفاض معنويات السوق، لافتا إلى أن دوائر تحليلية دولية تتوقع تعافي الطلب الصيني على النفط الخام في النصف الثاني من العام الجاري.
ونوه إلى أن الانتعاش الصيني الحقيقي سيحدث في النصف الثاني من العام مع ارتفاع الطلب على وقود الطائرات والبنزين بفضل زيادة التنقل والطلب القوي على المواد الأولية للبتروكيماويات والانتعاش في البنية التحتية والبناء، مشيرا إلى أن "وود ماكينزي" ترجح أن النمو الاقتصادي الصيني قد يتجاوز الأهداف الرسمية وقد يرتفع تنقل المستهلكين وإنفاقهم لتحمل زيادة متجددة في أسعار سلع الطاقة خاصة النفط الخام.
بدورها، ذكرت ويني اكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية، أن أسعار النفط الخام تلقت دعما قويا بعد أن قدرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن المخزونات في البلاد هبطت 12.5 مليون برميل في الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن الأمر الذي فاجأ التجار ودفع إلى زيادة شراء النفط الذي عزز الأسعار.
من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط الخام أمس، في ظل حالة عدم اليقين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتجنب التخلف عن سداد الديون وتخفيضات "أوبك +" المحتملة.
وقال كيفن مكارثي رئيس مجلس النواب، إن المفاوضات شهدت بعض التقدم، لكن عديدا من المسائل ظلت دون حل.
واجتمع المفاوضون عن الرئيس الأمريكي جو بايدن، والنائب الجمهوري في الكونجرس كيفن مكارثي، الأربعاء في البيت الأبيض؛ لمحاولة التوصل إلى اتفاق.
بحلول الساعة 08:18 صباحا بتوقيت جرينتش (11:18 صباحا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي - تسليم تموز (يوليو) 2023 - بنحو 0.61 في المائة، بما يعادل 0.48 دولار، إلى 77.88 دولار.
وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي - تسليم يوليو - 0.73 في المائة، بما يعادل 0.54 دولار، ليسجل 73.80 دولار.
كانت أسعار النفط الخام قد ارتفعت بنحو 2 في المائة، في نهاية تعاملات الأربعاء وسط تزايد التكهنات باتجاه "أوبك +" لخفض الإنتاج، وبيانات تراجع مخزونات النفط الأمريكية وإمدادات الوقود.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 77.49 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 75.96 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك": إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما إنتاج الدول الأعضاء حقق ثاني ارتفاع على التوالي وإن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 74.60 دولار للبرميل.

إنشرها

سمات

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط