ثقافة وفنون

فيلم «رمسيس باريس» .. قصة حب سابقة لزمانها

فيلم «رمسيس باريس» .. قصة حب سابقة لزمانها

بوستر العمل.

فيلم «رمسيس باريس» .. قصة حب سابقة لزمانها

بطلة العمل هيفاء وهبي.

فيلم «رمسيس باريس» .. قصة حب سابقة لزمانها

من كواليس الفيلم.

بين شارع رمسيس في القاهرة وشارع الشانزليزيه في باريس تدور أحداث فيلم "رمسيس باريس" للفنانة هيفاء وهبي، والتي تظهر فيه بطريقة مختلفة وتقدم كوميديا لم نعتد على رؤيتها فيها من قبل. لم يأت الفيلم بشيء جديد بالنسبة إلى البعض، كما أنه لم يقدم قصة لم تعالجها السينما المصرية والعربية في السابق، لكنه قدم نوعا من الكوميديا لم نعد نتابعه كثيرا في الفترة الأخيرة، كوميديا الموقف، التي لا تطلب مجهودا لإضحاك المشاهد بل تأتي بالبساطة والقدرة على تدوير المشاهد بطريقة تضحك الجمهور دون أن تخدش الحياء. وفكرة العمل تنقل المشاهد من زمن إلى آخر، من خلال قصة حب سابقة لزمانها إلى واقع يفرض نفسه على مجموعة من الشبان المصريين في غربة قاسية.
نجح "رمسيس باريس" في حجز مكانة خجولة له بين الأفلام التي تسابقت خلال الفترة الماضية وقبل دخولنا موسم الصيف، لكنه ورغم كل ما أشيع حوله من مشكلات وقضايا استدعت تدخل القضاء المصري، تمكن من ترك بصمة لا بأس بها من عالم الأفلام التجارية، ويمكن تصنيفه على أنه فيلم خفيف ماتع وكوميدي لا يرهق المشاهد بل ينقله إلى عالم من الضحك خلال فترة زمنية قصيرة، كفيلة بالتخفيف عنه الضغوط اليومية والحياتية التي يعيشها.
من الماضي إلى العصر الحديثيبدو فيلم "رمسيس باريس" مختلفا فيما يقدمه خاصة لجهة القصة التي وإن بدت مستهلكة إلى حد ما، لكن كتابتها بهذه الطريقة والدخول إلى الأحداث الحقيقية للفيلم من بوابة التاريخ، تجعل من العمل متفردا في مضمونه يقدم مادة يرغبها المشاهد وتشد انتباهه. يبدأ الفيلم من قصة حب بين إيزابيل ابنة المحتل الفرنسي حاكم رشيد، وبين الشاب المصري سليم، هذه الفتاة التي تتجرأ وتهرب ليلة زفافها على شخص فرنسي، لكن والدها ينجح في إرجاعها وإرسالها إلى فرنسا، وهناك تلجأ إلى ساحر مغربي لكي يجلب لها سليم الشاب الذي تحبه بأي طريقة، يقوم هذا الأخير بإعطائها علبة فيها مخدرات ويطلب منها إرسالها إلى سليم حتى يستعملها ويحضرها لفرنسا، لكن يتم القبض على سليم دون أن يتمكن من إيصال العلبة التي تبقى مختفية لفترة من الزمن إلى أن يعثر عليها شخص في العصر الحديث.
في إطار كوميدي ساخر مليء بالتشويق والأكشن، تدور أحداث القصة وتتنقل بالمشاهد من قصة الحب هذه إلى انتقال مجموعة من الشباب المصريين من رمسيس إلى باريس، في رحلة تتضمن كثيرا من الأحداث والمفاجآت والمطاردات غير المتوقعة، إلى أن تقرر هذه المجموعة تشكيل عصابة لسرقة لوحة الموناليزا من متحف اللوفر بعد أن يتنكروا في شخصيات لإبعاد الشبهات عنهم.
بين رمسيس وباريس
أمضت النجمة هيفاء وهبي والنجوم الذين شاركوها العمل أكثر من شهر في العاصمة الفرنسية باريس لإنهاء تصوير مشاهد الفيلم، وقد وثقت وهبي أوقات التصوير بمجموعة من الصور واللقطات التي عرضتها بشكل يومي على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أمام برج إيفل، والتي تظهر روح الألفة والمحبة بين فريق العمل، ما سهل إيصال الفكرة الرئيسة للفيلم ببساطة ودون تعقيد.
من باريس انتقل فريق العمل لاستكمال التصوير في منطقة الحزام الأخضر في مدينة 6 أكتوبر. هذا وقد تم تكثيف الشركة المنتجة للفيلم من عمليات الدعائية الخاصة بالفيلم، وكان أبرزها طرح الأغنية الدعائية التي يغنيها فريق شارموفرز ومطربة الراب بيري، وذلك على جميع المنصات والتطبيقات الموسيقية، والأغنية من كلمات وغناء أحمد بهاء وبيري، وسبقها طرح الإعلان الرسمي.
الإيرادات
جاء إجمالي إيرادات فيلم رمسيس باريس، ما يزيد على ثلاثة ملايين جنيه، خلال أسبوعين من تاريخ عرضه، حسب بيان شركة التوزيع، لكنه رغم ذلك لم يحقق النجاح الجماهيري المطلوب، ولم ينافس على شباك التذاكر لكونه احتل المرتبة الخامسة بين الأفلام الأكثر مشاهدة التي عرضت خلال موسم عيد الفطر الفائت. ورغم أن شركات الإنتاج تعتمد على اسم هيفاء وهبي لجذب الجمهور وتحقيق إيرادات عالية، غير أن العمل ورغم امتلاكه جميع وسائل النجاح إلا أن حضوره بقي خجولا ولم يحصد الإيرادات التي كانت متوقعة منه.
منع من العرض
لم يتم تناول الفيلم من الناحية التمثيلية والإخراجية والإنتاجية بقدر ما كثر الحديث عن المشكلة التي سببها الممثل الفرنسي بي بي ناصري، والذي قيل إنه حصل على قرار من المحكمة الاقتصادية بمنع عرض الفيلم لحين حذف صورته من مختلف مشاهد الفيلم، إذ سبق وأن انسحب من تصوير العمل لعدم حصوله على أجره، واستعان المخرج خالد موسى بدوبلير لإكمال مشاهده.
وكان الفنان الفرنسي قد أكد أنه فوجئ بظهوره ضمن الإعلان التشويقي للفيلم الذي شارك فيه ولم يحصل على مستحقاته، شأنه شأن الشركة المنفذة للفيلم في فرنسا وفريق عملها. وهو ما اضطرهم لملاحقة الشركة المنتجة للفيلم بعدد من البلاغات داخل فرنسا وأيضا في مصر. من جانبه، هدد المنتج ريمون رمسيس، في بيان له، أي شخص أو وسيلة إعلامية تنشر أخبارا مغلوطة حول الشركة وأعمالها.
الكوميديا
أشاد الجمهور بمستوى الضحك والكوميديا المميزة في الفيلم "رمسيس باريس"، وخرج الجمهور من القاعات يتحدث عن محتوى الفيلم وقصته، وقد صنفه البعض بأنه تجربة مختلفة ومميزة على السينما العربية، كما كشفت الفنانة هيفاء وهبي عن أسباب قبولها بالعمل أن سقف الكوميديا لدى الفنانين المشاركين معها في البطولة عال جدا، والكوميديا هي أكثر ما جذبها لقبول العمل، أجواء التصوير كانت ممتعة ومميزة ولم تخف أنها كانت تضحك طوال الوقت، سواء وقت التصوير أو حتى في الكواليس ما أجبرها على إعادة مشاهدها أكثر من مرة. وأوضحت أنها كانت سعيدة بخوضها هذه التجربة، ولم تهتم يوما بما يقال أو يشاع حتى إنها لا تهتم بأرقام الإيرادات، لأنها ليست الجهة المنتجة، ما يهمها تقديم عمل جيد وجميل والاستمتاع بالشخصية التي تقدمها للجمهور، خاصة عندما تقدم شيئا جديدا لم تقدمه من قبل، كما يهمها متابعة ردود فعل الجمهور ومدى إعجابهم بالعمل، وأن تكون فعلا قدمت الشخصية المكتوبة بالحرفية المطلوبة ونجحت في إسعاد الجمهور الذي يخسر من وقته وماله لكي يشاهد عملا ناجحا وماتعا.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن فيلم "رمسيس باريس" من بطولة هيفاء وهبي، محمد سلام، حمدي الميرغني، مصطفى خاطر، محمد أسامة "أوس أوس"، ومحمد ثروت، محمود حافظ، التونسية سميرة مقرون، مصطفى البنا، وعدد آخر من الفنانين، وتأليف كريم حسن بشير، وإخراج أحمد خالد موسى وتوزيع "سينرجي فيلمز"، ومن إنتاج شركة "أكا" ريمون رمسيس.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون