اتصالات وتقنية

الفجوة الرقمية في 2023 .. كيف سيسهم الجيل الخامس في تقليصها؟

الفجوة الرقمية في 2023 .. كيف سيسهم الجيل الخامس في تقليصها؟

الفجوة الرقمية في 2023 .. كيف سيسهم الجيل الخامس في تقليصها؟

لا تزال الفجوة الرقمية العالمية موجودة في 2023، حيث كشفت الأبحاث أنه لا يزال ‏هناك أكثر من 2.9 مليار شخص حول العالم غير متصلين بالإنترنت، في حين على صعيد منطقة ‏الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أشارت الإحصاءات أن 50 في المائة من السكان لديهم اشتراكات ‏في الإنترنت المنزلي وأن 62.7 في المائة من السكان يتمتعون باشتراكات النطاق العريض ‏المتنقل، وهذه الأرقام في المجمل تمتلك دول مجلس التعاون الخليجي حصة الأسد منها كون البنية ‏التحتية أكثر تطورا من بقية دول المنطقة، حيث ينظر إلى الإنترنت على أنه أداة مساعدة مهمة ‏لتوصيل الأشخاص غير المتصلين.
وفي حديث لـ “الاقتصادية” قال مايك وولف، رئيس قسم التكنولوجيا والشبكات اللاسلكية ‏الخارجية لدى “كومسكوب”‏: “تتعرض الشبكات لضغوط مستمرة للتعامل مع الطلب المتزايد، مع ‏التطور جنبا إلى جنب مع التقنيات الجديدة والبقاء مرنة لمزيد من التوسع، من المهم أيضا أن يتمتع ‏كل فرد حول العالم بفرص الوصول نفسها التي يوفرها اتصال النطاق العريض، حيث سيتخذ سد ‏الفجوة الرقمية خطوة حيوية في تسهيل تقديم مجموعة واسعة من الخدمات والتطبيقات لتحسين ‏كفاءة الأعمال والإنتاجية ــ إضافة إلى تحسين جودة الحياة اليومية”‏.
ومع ضخ عديد من حكومات المنطقة مزيدا من الاستثمارات في التحول الرقمي والبنية التحتية، ‏ستوفر هذه الاستثمارات فوائد طويلة الأجل وبعيدة المدى، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، ‏وعلى الرغم من أنه من الواضح أنه لا يزال هناك طريق طويل لقطعه عندما يتعلق الأمر بسد هذه ‏الفجوة، إلا أن المستقبل يبدو واعدا، من خلال العمل معا يمكننا جعل النطاق العريض حقيقة واقعية ‏للجميع.
وتابع “في العصر الرقمي اليوم، أصبح الوصول إلى الإنترنت والسرعات العالية أمرا ضروريا، ‏ولكن لا يزال هناك الكثير من العمل الواجب القيام به في تطوير شبكات الجيل الخامس.‏ ومن ‏المرجح أن يضطر المستهلكون إلى البدء في اتخاذ قرارات بشأن أنواع الأجهزة وخدمات الشبكة ‏التي يمكنهم تحمل تكاليفها، وعلى الرغم من أن البعض قد يقلل من خططه أو يلغيها، فإن البعض ‏الآخر سيرتقي إلى أجهزة جديدة من أجل الوصول إلى مزايا الاتصال الرقمي المحسن التي توفرها ‏تقنية الجيل الخامس، وعلاوة على ذلك، تستخدم شبكة الجيل الخامس لتعزيز تجربة مستخدمي ‏النطاق العريض المحمول إلى جانب تمكين خدمات النفاذ اللاسلكي الثابت التنافسية. ولكن في العام ‏المقبل، ستحتاج شبكات الجيل الخامس إلى التوسع المتزايد على صعيدي المستخدمين والتطبيقات. ‏لهذا السبب، سينفذ قطاع الاتصالات بشكل انتقائي إمكانات الجيل الخامس المستقلة لإطلاق العنان ‏للمزايا الكاملة لتقنية الجيل الخامس، بما في ذلك دعم قدرات أجهزة إنترنت الأشياء IoT الحساسة ‏لزمن الانتقال والموثوقية العالية”.‏
وأشار وولف إلى أنه من منظور الأعمال التجارية، في العام الماضي، رأينا تطبيقات مثل ‏الميتافيرس والويب 3 والذكاء الاصطناعي AI والتعلم الآلي تدفع مزودي مراكز البيانات إلى ‏التركيز على الإمكانات المتطورة من أجل توفير وصول زمن انتقال منخفض إلى البيانات من أي ‏مكان وفي أي زمان، ما يحسم الأمر بضرورة الانتقال أكثر نحو الجيل الخامس، لذا مع المضي ‏أكثر في 2023، سنرى كيف أن مزيدا ومزيدا من البيانات الحساسة لوقت الاستجابة تتطلب ‏وصولا أسرع، الأمر الذي سيستمر في دفع الانتقال من مجرد الانطلاق من بنية مركز بيانات حافة ‏صغيرة ذات نواة كبيرة إلى بنية أساسية أصغر حجما وأكبر حافة.
ويستغرق تطوير شبكات المستقبل أعواما وتركز الصناعة على تطوير الجيل الخامس في جميع ‏أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا. فمنذ إدخال الجيل الخامس، كان هناك عديد من العناصر التي حدت ‏وأوقفت نشرها، بما في ذلك نقص المواهب ومشكلات سلسلة التوريد. وعلى الرغم من ذلك، سيكون ‏2023 عام التركيز على جعل الشبكات الحالية أقوى لكل من المستهلكين والشركات. ‏
وفي الماضي، كان تركيز الجيل الخامس ينصب على تقديم شبكة لاسلكية أسرع في إعداد أكثر ‏مرونة، ولكن لإبراز قدراتها سيحتاج الجيل الخامس إلى التوسع. بمعنى أن شبكات الجيل الخامس بعيدة جدا ‏عن هدفها المتمثل في أن تكون شبكة مستقلة يمكن تحقيق الدخل منها.
وأوضح مايك أن المؤسسات العامة والخاصة بدأت بالفعل في اقتراح كيف ستختلف شبكات الجيل السادس ‏عن الشبكات الحالية، وتوقع البعض أن شبكات الجيل السادس ستكون أصيلة للذكاء الاصطناعي، ‏مع التركيز على التعلم الآلي، مقارنة بشبكات الجيل الخامس السحابية، ومع ذلك، نحن في المرحلة ‏التي بدأت فيها المؤسسات العامة والخاصة للتو في تصور التكنولوجيا اللازمة لإثبات ذلك في ‏الجيل السادس. وبينما ننتظر، سيتم التركيز في الوقت الحالي على تحقيق الدخل وتوسيع نطاق ‏الجيل الخامس حتى يتمكن مزيد من الأشخاص من الوصول إلى شبكة عالية الجودة والسرعة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من اتصالات وتقنية