أسعار النفط .. قوة توقعات الطلب الصيني تكبح التراجعات

أسعار النفط .. قوة توقعات الطلب الصيني تكبح التراجعات

سجلت أسعار النفط تراجعا حادا أمس وسط تراجع أسهم البنوك الأوروبية وبعد أن قالت جنيفر جرانهولم وزيرة الطاقة الأمريكية إن إعادة ملء احتياطي البترول الاستراتيجي الأمريكي قد تستغرق أعواما، ما يقوض توقعات الطلب.
وبحسب "رويترز"، انخفضت سعر خام برنت 2.50 دولار أو 3.3 في المائة إلى 73.41 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 2.47 دولار أو 3.5 في المائة إلى 67.49 دولار للبرميل.
والخامان، اللذان انخفضا نحو 1 في المائة الخميس، سجلا زيادة أسبوعية طفيفة بعد أكبر انخفاض أسبوعي خلال شهور في الأسبوع الماضي بسبب أزمة القطاع المصرفي ومخاوف من ركود محتمل.
وقال ستيفن برينوك المحلل لدى بي.في.إم للوساطة في النفط "عدم شراء الخام من أجل ملء احتياطي البترول الاستراتيجي يمثل ضربة كبيرة لتوقعات الطلب على النفط".
وأعلن البيت الأبيض في تشرين الأول (أكتوبر) أنه سيعيد شراء النفط لاحتياطي النفط الاستراتيجي عندما تصبح الأسعار في نطاق 67-72 دولارا للبرميل أو أدنى من ذلك.
وقالت جرانهولم لأعضاء مجلس النواب أمس الأول: إنه سيكون من الصعب الاستفادة من أسعار النفط المنخفضة هذا العام لزيادة المخزونات التي وصلت حاليا إلى أدنى مستوى منذ عام 1983 بعد مبيعات بتوجيهات من الرئيس جو بايدن في العام الماضي.
وكبحت قوة توقعات الطلب من الصين التراجعات، إذ قالت مجموعة جولدمان ساكس: إن الطلب على السلع الأولية يرتفع في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، مع تجاوز الطلب على النفط 16 مليون برميل يوميا.
يأتي ذلك في وقت أظهرت فيه بيانات من مصادر بالصناعة وحسابات أمس أن روسيا تخطط لخفض تشغيل المصافي في نيسان (أبريل)، ما يسمح للدولة بالحفاظ على صادرات النفط الخام مع الالتزام بخفض الإنتاج المعلن سابقا.
وأظهرت البيانات والحسابات أن السعة الأولية للمصافي النفطية في روسيا ستنخفض ما بين 425 و455 ألف برميل يوميا في أبريل مقارنة بشهري فبراير ومارس.
وقال ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي، إن خفض الإنتاج المعلن سيكون على أساس مستوى إنتاج فبراير البالغ 10.2 مليون برميل يوميا.
ويتوقع أن ترتفع صادرات النفط الروسية من موانئها الغربية في مارس مقارنة بالشهر السابق على الرغم من خفض الإنتاج، ومن المرجح أن تستقر عند مستوى مماثل الشهر المقبل نتيجة التشغيل المنخفض للمصافي. وتشير البيانات والحسابات إلى أن السعة الأولية لتصفية النفط من المصافي في أبريل من المتوقع أن تنخفض 3.19 مليون طن مقارنة بـ1.49 مليون طن في مارس و1.23 مليون طن في فبراير.
وقال متعاملون: إن شهري أبريل ومايو هما عادة أشهر صيانة موسمية للمصافي في روسيا، ما يعني أن عمليات التشغيل المنخفضة لن تمثل صدمة للسوق المحلية.
وصادرات المنتجات النفطية الروسية أكثر تضررا حتى الآن من النفط الخام من الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة مع وجود أطنان من الديزل على السفن تنتظر المشترين.
والصين والهند وتركيا من المشترين الرئيسين للخام الروسي.
يأتي ذلك في وقت دعت إسبانيا فيه، وهي أكبر مشتر في أوروبا للغاز الطبيعي المسال، الشركات المستوردة إلى عدم توقيع عقود جديدة لاستيراد الغاز المسال من روسيا، في إطار تحركات إسبانيا لقطع العلاقات بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر فبراير من العام الماضي.
ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن مصادر القول: إن شركات استيراد الغاز الطبيعي المسال في إسبانيا تلقت رسالة من الحكومة الإسبانية توصيها بعدم توقيع عقود جديدة لشراء الغاز من روسيا.
وأضافت المصادر أن الطلب الحكومي غير ملزم ولا يتضمن فرض أي عقوبات على الشركات التي لا تلتزم به، ويشير فقط إلى توقيع عقود جديدة دون الإشارة إلى الالتزام بتنفيذ العقود الحالية.
وقالت إن تريزا ريبيرا، نائبة رئيس وزراء إسبانيا المسؤولة عن سياسات الطاقة في البلاد، وجهت الخطاب إلى شركات ناتورجي إنيرجي جروب وريبسول وتوتال إنيرجي وبافيليون إنيرجي وإناجاز وميت إنيرجي وأي نت إنيرجي وإنيرجياز دي بورتوجال وكومبانيا إسبانولا دو بتروليوس وبي.بي جاز ند باور أيبيريا.