الطاقة- النفط

المضاربون على ارتفاع أسعار النفط يزدادون ثقة .. آفاق الطلب العالمي في تحسن

المضاربون على ارتفاع أسعار النفط يزدادون ثقة .. آفاق الطلب العالمي في تحسن

سادت أسواق النفط حالة من هدوء التعاملات بسبب عطلة بداية العام القمرى الجديد في عديد من الدول الآسيوية لكن الأسعار تلقت دعما من تعافي الطلب واحتمال أن تكون الصين قد قامت بتسريع وتيرة تخزين الخام في العام الماضي.
واهتمت السوق ببيانات دولية تتوقع أن تؤدي إعادة افتتاح الصين إلى دفع الطلب العالمي على النفط إلى مستوى قياسي يبلغ 101.7 مليون برميل يوميا هذا العام.
وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن السوق النفطية تتحول إلى الاتجاه الصعودي بسبب طلب الصين القوي على النفط الخام خلال هذا العام، لافتين إلى أن إعادة الافتتاح في الصين ستدفع نمو الطلب على النفط وتدفع الأسعار إلى الأعلى مع تمكن معظم الاقتصادات المتقدمة من تجنب حالات الركود والتباطؤ الاقتصادي.
وأشار المحللون إلى أن المصافي تستعد لزيادة الطلب في الأشهر المقبلة بمجرد تلاشي موجة الخروج من كوفيد بعد إلغاء القيود وإصدار السلطات الصينية مجموعة ضخمة من التصاريح للمصافي المستقلة لاستيراد النفط الخام.
وذكر روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية أن التفاؤل يعود بقوة للصناعة وأن هناك يقينا واحدا في أسواق النفط الخام وهو أن النمو الاقتصادي في الصين سيظل عاملا رئيسا في الطلب العالمي على النفط وقادرا على تحريك أسعار النفط نحو الصعود مجددا.
وأشار إلى أن منظمة دول أوبك تدعم الاتجاهات الإيجابية في السوق النفطية وأيضا ينسحب ذلك على توقعات جهات دولية حيث ذكر في تقريرين هذا الأسبوع أن آفاق الطلب العالمي على النفط تتعافى مع تراجع المخاوف من الركود ومحدودية تأثير العقوبات في الإنتاج الروسي كما يتحسن الطلب العالمي على النفط فعليا بفضل خروج الصين من سياسة "صفر كوفيد".
من جانبه، قال ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المختصة إن التطورات في ملفي روسيا والصين سيكون لهما التأثير الأكبر في سوق النفط الخام خلال العام الجاري، مشيرا إلى تأكيدات بأن الصين ستقود ما يقرب من نصف نمو الطلب العالمي رغم أن شكل وسرعة إعادة فتحها غير مؤكدة حتى الآن.
ولفت إلى توقعات "أوبك" أن إعادة فتح أبواب الصين ستدفع الطلب إلى الأعلى ومن ثم توسيع الإنفاق المالي لمساعدة الانتعاش الاقتصادي، مبينا أنه علاوة على ذلك فإن الولايات المتحدة يبدو أن لديها مزيدا من الفرص لتجنب الركود هذا العام.
وأضاف "ربما تكون المخاوف من الركود قد هدأت"، موضحا أن السوق تراقب أيضا الأداء الاقتصادي في أماكن أخرى حيث تقوم بتقدير مدى خسائر المعروض النفطي الروسي ومتابعة سياسة مجموعة "أوبك +" لتحقيق التوازن في السوق ودعم الأسعار.
من ناحيته، قال ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، إن فتح الصين أبوابها أسهم في ضخ موجة قوية من التوقعات المتفائلة بشأن أسعار النفط، موضحا أن مكاسب جيدة تحققت منذ بداية العام الجاري حتى تاريخه رغم أن بداية العام شهدت فعليا تراجعات سعرية لافتة.
وذكر أن التوقعات إيجابية بشأن مسار الأسعار في فبراير المقبل نتيجة صعود الطلب على النفط الخام من الصين مع استمرار تداولات يناير الجاري الإيجابية التي يتوق إليها المضاربون على ارتفاع النفط بعد الخسائر في ستة من الأشهر السبعة السابقة.
بدورها، قالت ليندا تسيلينا العضو المنتدب للمركز المالي العالمي المستدام "آي إس إف سي"، إن الإمدادات النفطية قد تواجه أزمات طارئة مفاجئة تهدد استقرار المعروض النفطي خاصة في ضوء توقعات بموجة طقس جليدي جديدة في غرب الولايات المتحدة وبالتالي تعطل بعض الإمدادات، مبينا أن التجار يراقبون أيضا بدقة الطلب الفعلي على النفط الخام القادم من الصين وكذلك أي زيادة مستمرة في استخدام المصافي.
وذكرت أن شركات النفط الصينية العملاقة كشفت عن أن صافي الدخل للعام الماضي ارتفع بسبب ارتفاع أسعار الوقود وتركيز بكين على أمن الطاقة، موضحة أنه مثال على ذلك فإن شركة "بتروتشاينا" العملاقة ذكرت أن صافي الدخل للعام الماضي ارتفع بما يصل إلى 68 في المائة عن العام السابق.
وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط 1 في المائة أمس إلى 88.50 دولار للبرميل لتواصل مكاسبها من الأسبوع الماضي على خلفية توقعات أقوى مع التعافي الاقتصادي المتوقع هذا العام في الصين أكبر مستورد للنفط.
وبحسب "رويترز"، زادت العقود الآجلة لخام برنت 88 سنتا أو 1 في المائة إلى 88.51 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، وهو أعلى مستوى منذ 18 تشرين الثاني (نوفمبر). كما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 76 سنتا أو 0.93 في المائة إلى 82.40 دولار.
وارتفع برنت الأسبوع الماضي 2.8 في المائة بينما ارتفع الخام الأمريكي 1.8 في المائة.
وكان التداول الآسيوي أبطأ بسبب عطلة بداية العام القمري الجديد، لكن محللين قالوا إن التفاؤل المرتبط بإعادة فتح الصين من المرجح أن يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع.
وقال محللو السلع في مؤسسة (أيه.إن.زد) في مذكرة إن البيانات تظهر انتعاشا قويا في السفر في الصين بعد تخفيف قيود كوفيد - 19 مشيرين إلى قفزة 22 في المائة في الحركة المرورية على الطرق حتى الآن هذا الشهر مقارنة بالعام الذي سبقه في 15 مدينة رئيسة في البلاد. وهناك توقعات بأن أسواق الطاقة قد تشهد نقصا في المعروض هذا العام إذا انتعش الاقتصاد الصيني بالطريقة التي تتوقعها المؤسسات المالية.
وتبعث القفزة في حركة المرور في الصين قبل عطلة رأس السنة القمرية الجديدة على التفاؤل بشأن الطلب على الوقود بعد العطلة التي تستمر أسبوعين. وقال محللو (أيه.إن.زد) إن "الزيادة المتوقعة في الطلب تأتي في الوقت الذي تستعد فيه السوق لمزيد من العقوبات على النفط الروسي".
وسيضع التحالف بين الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع حدا أقصى لأسعار المنتجات المكررة الروسية اعتبارا من الخامس من شباط (فبراير) وذلك إضافة إلى الحد الأقصى المفروض على أسعار النفط الخام الروسي منذ كانون الأول (ديسمبر) والحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على واردات الخام الروسي عن طريق البحر.
ووافقت مجموعة السبع على تأجيل مراجعة مستوى سقف أسعار النفط الروسي إلى آذار (مارس)، بعد شهر من الموعد المقرر لذلك أصلا لإعطاء فرصة لتقييم تبعات فرض سقف لأسعار المنتجات النفطية.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 84.09 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 82.06 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق أول ارتفاع عقب انخفاض سابق وإن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 81.96 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط