ثقافة وفنون

المهرجان السعودي للتصميم يعيد تعريف الحاضر بوجه متجدد

المهرجان السعودي للتصميم يعيد تعريف الحاضر بوجه متجدد

المهرجان السعودي للتصميم يعيد تعريف الحاضر بوجه متجدد

المهرجان السعودي للتصميم يعيد تعريف الحاضر بوجه متجدد

المهرجان السعودي للتصميم يعيد تعريف الحاضر بوجه متجدد

المهرجان السعودي للتصميم يعيد تعريف الحاضر بوجه متجدد

المجتمع التصميمي في قلب العاصمة دوامة لا تهدأ، تمكن من تحويلها إلى مركز إبداعي، انطلاقا من مدينة محمد بن سلمان غير الربحية التي احتضنت المهرجان السعودي للتصميم في نسخته الثانية، ولا تزال تستقبل المصممين والمهتمين حتى الإثنين المقبل.
على مدار 12 يوما، كان المهرجان نواة للموهوبين، وقرية إبداعية بلمسات أرقى العقول، سعيا إلى أن يكون حلقة وصل تسهم في تعزيز الممارسات المهنية لدى المصممين والمصممات، ومحفزا لنمو الصناعة واستدامتها.
اصنع هوية حيك
لعل أهم الأفكار التي يزدان بها المهرجان السعودي للتصميم لهذا العام هو معرض "اصنع هوية حيك"، لحاضنة المشتل الإبداعية، ومن خلال برنامج "بين" التنافسي يقدم هوية بصرية من خلال تصاميم حضرية ذات بعد تطويري، وبناء صلات قوية بين الأحياء وسكانها، من خلال التصاميم البصرية وتكوين نقاط اتصال بين المكان وثقافته وتاريخه ووضعها في هوية موحدة.
مفهوم المعرض ينطلق من الاعتقاد بأن الانغماس جسديا وماديا في المنطقة باستخدام جميع الحواس الخمس لجمع المعلومات، يحث على إنشاء تصميم مؤثر وفاعل، وينعكس على الواقع بشكل أكبر، شارك فيه 12 مصممة، هن بشاير المطيري، ثناء صادق، دانا الخياط، دينا شحادة، رناد الشايع، ريم العقيل، سارة المشيطي، شهد الهاني، ضحى المأمون، ليان العثمان، ميسون سنبل، نبراس ناجي بو حليقة، وأسهمن في بناء أحياء متطورة في مستواها الحضري والخدمي، في تحد ماتع مليء بالإبداع.
الرحلة أمتع من الوجهة
قبيل عملية التصميم، أجرت المشاركات أبحاثا في الأحياء التي اعتمدنها، تضمنت جمع البيانات عبر استبيان، والملاحظة، وإجراء المقابلات الشخصية مع السكان، وخرجن بتصاميم لمشكلات الأحياء، مثل حي الفاخرية في المنطقة الشرقية، الذي يعرف بوجود الرادار، وسكانه أتوا من مناطق مختلفة ليحققوا أحلامهم في مجتمع جديد ومميز، لهذا صمم "دار" كعنصر في ممشى الحي، ومسار مركب من وحدات صغيرة يظلل في النهار وينير في الليل، مستوحى من امتداد خطوط افتراضية منبعثة من الرادار، ليذكر سكان الحي في كل مرة بأن الرحلة أمتع من الوجهة، وأنهم صناع القصة ورواتها.
وفي حي الفيصلية في الدمام يوجد السكان في الحدائق حتى بعد المغيب، ومن هنا جاءت "اطمئن"، وهي إضاءة خافتة صممت لتحسين الرؤية في الحدائق دون الإضرار بالخصوصية، بطريقة تتناغم مع القيم المحلية وتعزز هوية الحي، أما بلدة صفوى في القطيف وحي القصور في الظهران، فصمم فيهما مقاعد عامة مستوحاة من التراث البيئي.
وفي حي مشارف هيلز في الرياض، أنشئت مساحة خارجية مظللة باستخدام المواد المتبقية من مواقع الإنشاء، لتكون بيتا يتجمع فيه السكان على مدار العام، شكلها مستمد من شكل ولون وقماش السدو السعودي، وفي حي الزهراء في جدة صمم مقعد متنوع الاستخدامات، يوفر خيار الجلوس للكبار، والترفيه للصغار، في تجربة مترابطة.
سنصل إلى العالمية
الأميرة نورة الفيصل، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة أظلال للتصميم، أحد أبرز الحاضرين والداعمين للمهرجان، وعبرت في لقاء مع "الاقتصادية" عن أمنيتها بإيصال المصمم السعودي إلى العالمية، مع أهمية إبراز الهوية والتراث الوطني في التصاميم، ومزج الأصالة بالحداثة، ودعم المجتمع التصميمي وإدخاله إلى كل القطاعات، وحل التحديات التي تواجه المصممين، في إطار خطة مستمرة حتى 2030.
وأوضحت في حديثها أن المهرجان السعودي للتصميم يتيح التواصل والتعارف بين المصممين، وكانت قد شاركت في النسخة الأولى من المهرجان بإعلان العلامة التجارية الجديدة لمنصة أظلال، التي تهدف إلى دعم المصممين والموهوبين السعوديين، وإشراكهم في المشاريع العملاقة، ومساعدتهم على مواجهة التحديات وتطوير سوق التصميم المحلية.
وتطرقت الأميرة نورة الفيصل في حديثها إلى النقد في العمارة والتصاميم كأحد أدوات التطوير، الذي يفيد في التعلم وتطوير التصاميم، واستفادت منه شخصيا في مسيرتها.
قناع أميرة "ثاج"
تستلهم الفيصل أفكارها من التراث والثقافة، وأكدت في حديثها الشيق حول علاقة التراث بالتصميم بأنه يجب أن نفهم تراثنا وتاريخنا وهويتنا، واستنطاقه في تصاميمنا، مستدركة بأن هذا لا يعني أن نكرر أنفسنا في التصاميم التراثية، واستشهدت بتجربتها في تصميم الأزياء في كأس السعودية، أغلى سباق للخيل في العالم، الذي كان بيئة خصبة للإبداع في جميع جوانبه.
الهوية والتراث هي إحدى الملفات الشاغلة للأميرة نورة الفيصل، إذ تشير في حديثها "أعتقد أننا كسعوديين - ولفترة طويلة - كنا منفصلين عن هويتنا، وعدم فهمها، مع التركيز على كل جديد في التصميم، لكن التجربة أثبتت أنه يمكن أن نبدع بفكرة مستلهمة ومستقاة من إرثنا العريق"، ولفتت في حديثها إلى أنها استلهمت من الممالك القديمة مجموعة مجوهرات، واستعانت بقناع أميرة ثاج، القطعة الأثرية المصنوعة من الذهب، التي عثر عليها في المنطقة الشرقية وتعود إلى طفلة عاشت في القرن الأول الميلادي، حيث يعتقد أن الطفلة تعود إلى عائلة ملكية في حضارة ثاج لا يتجاوز عمرها العاشرة، ومجموعة "جواهر العرب" التي أطلقتها الفيصل ضمن علامتها التجارية للمجوهرات الفاخرة، خرجت من القناع الذهبي بفكرتين إبداعيتين لإسوارة وخاتم.
وعن التصاميم التي تحرص على متابعتها، أشارت الأميرة نورة الفيصل إلى أنها تحب إبداعات المصممة العراقية الراحلة زها حديد، ومن المملكة الفنان طلال الزيد، والفنانة لولوة الحمود وآخرين.
كشف المواهب
هيئة فنون العمارة والتصميم حضرت في المهرجان السعودي للتصميم لتمكين القطاع والممارسين فيه، وأكدت الدكتورة سمية السليمان الرئيس التنفيذي للهيئة أن هذا الحدث جاء ليجمع المصممين في هذا القطاع، وإتاحة الفرصة أيضا للموهوبين في بداية مشوارهم المهني، فيما أشارت بسمة بوظو الشريك المؤسس ومديرة المهرجان السعودي للتصميم، إلى أنهم يركزون على الابتكار في التصميم، ليصبح المهرجان بما يشبه منصة للكشف عن المواهب، وتوسيع نطاق الإبداع إلى جميع المناطق.
إلى ذلك، خصص المهرجان ركنا للمعهد الملكي للفنون التقليدية، ويشارك بثلاثة أعمال فنية للفائزين في مسابقة الفنون التقليدية المعاصرة، وهي باكورة مسابقات المعهد التي تهدف إلى تصميم وإنتاج أعمال فنية معاصرة مستلهمة من الفنون التقليدية، كفنون متجددة تحاكي حركة الفن المعاصر.
وحمل العمل الفائز الأول اسم "دي"، عن قصة غزال مستوحاة من القصة التراثية "الأمير المشرد"، من كتاب "أساطير شعبية من قلب جزيرة العرب"، تأليف عبدالكريم الجهيمان، فيما استوحي العمل الثاني من "السبحونة"، وجمعها السباحين، وهي القصص التي كانت ترويها الجدات في الليالي الطويلة تحت ضوء القمر، مبنية على الأحداث الواقعية الممتزجة بالخيال الخصب للراوي، وجاء العمل الثالث باسم "اللبان والنار"، ليشيد بالنباتات المستخدمة في الطب الشعبي داخل المملكة، وتاريخها التجاري الممتد.
في النسخة الثانية من مهرجان التصميم، برزت تصاميم وإبداعات في مواقع مختلفة من العاصمة، مثل بوليفارد الرياض، وعود سكوير في الحي الدبلوماسي، وصالة العرض الأيقونية لجاليري ديزاين في شارع التخصصي، وهي موطن لسلسلة من المعارض البارزة، ويتناول الأذواق وأنماط الحياة المتغيرة في المنطقة، والرغبة في التكيف مع الحياة العصرية، واحتضان معايير التصميم الدولية ومزج الأثاث المعاصر بالقطع الكلاسيكية.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون