FINANCIAL TIMES

هوارد ماركس .. المدى القصير هو أقل الأشياء أهمية

هوارد ماركس .. المدى القصير هو أقل الأشياء أهمية

هوارد ماركس .. المدى القصير هو أقل الأشياء أهمية

عندما أخبر أصدقائي أنني ذاهب إلى نيويورك لتناول الغداء مع هوارد ماركس، فإنهم عادة ما يستجيبون بسؤالين. أليس تاجر مخدرات؟ أليس ميتا؟
إنهم يفكرون في مهرب الحشيش الويلزي الراحل. سألتقي بهوارد ماركس "الآخر"، مستثمر أسطوري، ومعارض لا لبس فيه ومراقب لعلم نفس السوق له من يتبعه بدقة، الذي يحدد وجهات نظره الاستثمارية في سلسلة تتسم بالشعبية من مذكرات العملاء، يقرؤها أمثال وارن بافيت. الملياردير المؤسس الشريك لشركة أوكتري كابيتال مانجمنت القوية الاستثمارية التي تبلغ قيمتها 163 مليار دولار، صنع اسمه على مدى العقود الخمسة الماضية من خلال الغوص في الأسواق - من بينها أسواق السندات ذات العائد المرتفع، والديون المتعثرة والصين - عندما كان الآخرون غير راغبين في القيام بذلك.
ماركس، البالغ من العمر 76 عاما، لا يثق بالتوقعات الاقتصادية لكنه يؤمن بدورات السوق. وهو يعتقد، في الاستثمار، أن العاطفة هي العدو لأنها تميل إلى جعلنا نشتري عندما تكون الأسعار مند أعلى المستويات ونبيع عند أدنى المستويات. ويحاول أن يعيش وفقا لمبدأ بافيت الاستثماري الشهير، كن خائفا عندما يكون الآخرون جشعين وجشعا عندما يكون الآخرون خائفين.
وصلت مبكرا لتناول طعام الغداء في مطعم إل غاتوباردو، بالقرب من متحف الفن الحديث في وسط مانهاتن، لأجد ضيفي جالسا بالفعل على طاولته في الزاوية المعتادة. يرتدي بدلة رمادية أنيقة وربطة عنق، ونظارته المعتادة ذات الإطار الشفاف. كما يليق برجل تستند رؤيته للعالم كله إلى توقع الخطأ الذي من الممكن أن يحدث، فهو، على حد تعبيره، "على عجلة بشكل مرض. لا يمكنني أن أتأخر حتى لو أردت ذلك".
سمي المطعم باسم الرواية الملحمية التاريخية، للكاتب جوزيبي توماسي دي لامبيدوزا "الفهد". بعد أن عرفني ماركس على صاحب المطعم، جيانفرانكو، وطلب الشاي المثلج "له" والمياه الغازية "لي"، تساءلت بصوت عال عن أوجه التشابه التي قد نستخلصها بين الاقتباس الأكثر شهرة في الرواية - "إذا أردنا إبقاء الأمور على حالها، يجب إذن أن تتغير الأمور" - وبين الأسواق المالية.
يفكر ماركس قائلا، "أعتقد أنه من الخطأ الاعتقاد أنه يمكنك منع العالم من التغير". أخذ الدراسات اليابانية كموضوع فرعي في كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا، وتعلم مفهوم موجو، كلمة نشأت في البوذية، وتعني عدم دوام الحال وحتمية التغيير. "عليك أن تكون عارفا بالتاريخ وإلا ستكرره، لكن عليك أيضا أن تفهم أنه قد لا ينطبق على الحاضر".
نجتمع وسط تغير النظام في الأسواق مع انتهاء فترة عقد الأموال الرخيصة. التضخم مرتفع، وأسعار الفائدة مرتفعة وآخذة في الارتفاع، والركود يلوح في الولايات المتحدة. تمر الأسهم والسندات بواحدة من أسوأ أعوامها على الإطلاق، ما يتسبب في خسائر كبيرة للمستثمرين. قد لا نكون قادرين على التنبؤ إلى أين نحن ذاهبون، لكنني هنا لأعلم من ماركس المكان الذي يعتقد أننا موجودون فيه اليوم.
يعد المطعم بوجبات من الطعام الإيطالي الجنوبي التقليدي المريح لأصحاب الذوق المعاصر. يتناول ماركس الطعام هنا منذ 15 عاما على الأقل ويقول إنه لم يتناول أي وجبة سيئة فيه أبدا. الطعام في مطعم إل غاتوباردو "يشبه نوعا ما الاستثمار في شركة أوكتري"، يقول مازحا، "دائما جيد، وأحيانا رائع، وليس سيئا على الإطلاق".
بينما نتصفح قائمة الطعام، لم أتمكن من مقاومة سؤال ماركس عما إذا كان قد سمع عن الشخص الذي يحمل اسمه. القصة التالية فاجأتني.
في مطلع الألفية، بدأ أصدقاء ماركس في العودة من رحلاتهم إلى المملكة المتحدة وجلبوا له كتبا من تأليف مهرب المخدرات سيئ السمعة أو تحكي عنه. يقول، "لقد وجدت الأمر ظريفا" - لدرجة أنه بعد أعوام، عندما كان هو وزوجته نانسي يعيشان في لندن لعدة أشهر في العام، طلب من ابن صديقه تنظيم اجتماع بينهما. جاء السيد نايس "كما كان معروفا كتاجر مخدرات" لتناول الشاي في شقته التي تحمل الاسم نفسه في بلجرافيا. شارك الرجل الويلزي قصة حياته، وقضى الاثنان "ظهيرة جميلة" وهما يدردشان، كما يتذكر ماركس.
هل كانت هناك أي حالات لبس في تحديد الهوية؟ يجيب، "لا. لطالما اعتقدت أن ذلك سيحدث عند بعض الحدود، لكن لم ينبس أحد بكلمة. أنا نوعا ما عكسه".
امتلأ المطعم وأصبح يزداد ضجيجا. اختار ماركس حساء فارو وفطر البورسيني المفضل لديه للبدء، وللطبق الرئيس، قررنا أن نشارك الطبق الخاص، برانزينو محمص كامل ويقدم مع الليمون، مع طبق جانبي من السبانخ.
نشأ ماركس في شقة من غرفتي نوم في حي من أحياء الطبقة العاملة في كوينز على يد أب محاسب وأم ربة منزل. كان والداه "كثيري القلق" وكانا راشدين خلال فترة الكساد الكبير. ترك هذا بصمته على ماركس في صغره، "نشأت وأنا أسمع أشياء مثل "لا تعتمد في نجاحك على شخص أو شيء واحد" و"ادخر ليوم الحاجة". "يستثمر أندرو، ابن ماركس، الذي نشأ في ظروف مختلفة جدا، بشكل أساسي في شركات التكنولوجيا".
بعد تخصصه في المالية في جامعة وارتن، بدأ ماركس حياته المهنية في أبحاث الأسهم في شركة سيتي كورب، قبل أن ينتقل إلى قسم السندات - "الذي كان يعد قسما غير مرغوب فيه" في ذلك الوقت - لبدء صندوق للسندات القابلة للتحويل. بعد فترة وجيزة، "تلقيت المكالمة التي غيرت حياتي".
يتذكر ماركس أن المتصل كان رئيس قسم السندات. قال، "هناك شخص ما يدعى ميلكن أو شيء من هذا القبيل في كاليفورنيا ويتعامل في شيء يسمى السندات ذات العائد المرتفع، هل يمكنك معرفة ماذا يعني ذلك؟".
بالطبع، كان مايكل ميلكن، ملك السندات غير المرغوب فيها، الذي دفع السوق الناشئة للسندات ذات العائد المرتفع - الذي سمح للشركات التي تم استبعادها في السابق من الأسواق المالية بجمع الأموال إذا قدمت عوائد عالية بما يكفي للمستثمرين للتعويض عن زيادة مخاطر التخلف عن السداد. خلال الثمانينيات، بدأ ماركس الاستثمار في كثير من إصدارات السندات ذات العائد المرتفع، التي تم إطلاقها باسم عمليات الاستحواذ بالديون "شركة أر جيه أر نابيسكو" وبناء الإمبراطورية "شركة واين ريسورتس".
لقد كان، كما يقول، مثالا على ما يصفه مالكولم جلادويل في كتابه "استثنائيون" بأنه "حظ ديموغرافي". يوضح ماركس، "قبل عشرة أعوام لم تكن السندات ذات العائد المرتفع موجودة، وبعد عشرة أعوام أصبحت شائعة". إن التوقيت كل شيء. "أنا من أشد المؤمنين بالحظ وأعتقد أنني كنت محظوظا بشكل لا يصدق في حياتي".
انتقل ماركس إلى ولاية كاليفورنيا في 1980، حيث اجتذبته نوعية الحياة، وانضم لاحقا إلى شركة تي سي دبليو المتخصصة بالسندات. هناك، أقنعه محام يدعى بروس كارش بالمساعدة على بدء صندوق يركز على مجال آخر ناشئ وغامض نسبيا، الديون المتعثرة، وهي استراتيجية يدفع فيها المستثمرون سنتا على الدولار مقابل ديون الشركات الفاشلة، على أمل أن تتمكن الصناديق من استرداد بعض النقود. تركوا شركة تي سي دبليو وأنشأوا شركة أوكتري مع ثلاثة آخرين في 1995.
إن ماركس الوجه العام للشركة، حيث يسافر حول العالم ويتحدث مع العملاء ويضع فلسفة الاستثمار للشركة ووضع الاقتصاد الكلي. ويشرف كارش، الذي وصف "بالسر الخفي" وراء الكواليس، على قراراتها الاستثمارية اليومية. على الرغم من الاختلافات بينهما، يقول ماركس، "فإننا محافظان، ومتشككان ومعارضان بالفطرة. والأهم من ذلك أننا نتشارك القيم".
في أيلول (سبتمبر) 2008، واجه طبعهما المعارض اختبارا صعبا. تقدم بنك ليمان براذرز بطلب الإفلاس وكان الخوف السائد أن النظام المالي سينهار بأكمله. في الأشهر السابقة، جمعت شركة أوكتري صندوق فرص بقيمة 11 مليار دولار تحسبا لحدوث مشكلات في المستقبل. كان ماركس وكارش يفكران في الوقت المناسب للانقضاض.
كان قرارا صعبا ولم تكن له سابقة. يقول ماركس، "لقد تحدثنا عن الأمر. وتوصلنا إلى أنه إذا استثمرنا، وانهار العالم، فلن يهم ما فعلناه. لكن إذا لم نستثمر، ولم ينهر العالم، وفوتنا تلك الصفقات، عندها لم نقم بعملنا. لذلك كان علينا أن نستثمر".
على مدار الـ15 أسبوعا التالية، استثمر كارش بمبلغ 450 مليون دولار في الأسبوع في الأسواق، ينتهز ديون عمليات الاستحواذ بالديون الأخيرة التي كان المستثمرون الآخرون يحاولون التخلص منها. أتت الجرأة بثمارها، فقد كسب صندوق الفرص 16.6 في المائة سنويا، بعد الرسوم.
انتهينا حاليا من تناول المقبلات، وأحضر النادل وجبة البرانزينو وقسمها على طبقين.
خطاب ماركس يشبه نثره فقد كان بسيطا، حواريا ومليئا باقتباسات، وأقوال وحكايات من قبل الجميع من ألبرت أينشتاين وجون كينيث جالبريث إلى الجنرال الصيني صن تزو والكاتب المسرحي الأمريكي نيل سايمون. إنه أول من يعترف بأن القليل مما يكتبه مبتكر، بدلا من ذلك، يأمل في إضافة قيمة عن طريق تجميع الأفكار من عدد من المصادر.
ألف ماركس كثيرا من الكتب، ومنها كتاب "أهم شيء، الشعور غير المألوف للمستثمر المفكر". وتتابع مذكراته من كثب 200 ألف شخص أو نحو ذلك من الأشخاص الذين يتلقونها. لكن الأمر لم يكن هكذا على الإطلاق.
بدأ في كتابة مذكراته 1990، وأرسلها في البداية بالبريد إلى 50 عميلا أو أكثر من عملاء شركة أوكتري. يقول إنه على مدى الأعوام العشرة الأولى، "لم أحصل على رد واحد مطلقا". وبعد ذلك، في الثاني من كانون الثاني (يناير) 2000، وزع ماركس مذكرة بعنوان bubble.com، قدم فيها الحجة "الساحقة" القائلة إن "سوق المضاربة المحمومة في أسهم التكنولوجيا، والإنترنت والاتصالات السلكية واللاسلكية"، مشابهة للهوس السابق مثل فقاعة البحر الجنوبي التي تعود إلى القرن الـ18.
كان للمذكرة "فضيلتان" حسب قول ماركس. "كانت صحيحة وسرعان ما ثبتت صحتها". انخفض مؤشر ناسداك الذي يركز بشكل كبير على التكنولوجيا أربعة أخماس من الذروة إلى الحضيض بين آذار (مارس) 2000 وتشرين الأول (أكتوبر) 2002. "بعد عشرة أعوام، أصبحت ناجحا بين عشية وضحاها".
بينما نستمتع بطبقنا الرئيس البسيط، يشرح ماركس إحدى فلسفاته الأساسية، أن الدورات الاقتصادية مدفوعة ببندول العاطفة الإنسانية. يقول، "في الحياة الواقعية، تتأرجح الأمور بين جيد جدا وليس ممتازة جدا، لكن في السوق، تنتقل الأمور من مثالي إلى ميؤوس منه. لا يوجد شيء مثالي ولا شيء ميؤوس منه على الإطلاق، لكن عندما يصل الناس إلى هذا التطرف، تكون فرصة جيدة للمعارض".
كنا نتناول الغداء في أواخر أيلول (سبتمبر). رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بسرعة للحد من التضخم، وحدث تصحيح في أسواق الأسهم. بالنسبة إلى ماركس، "نحن فيما أسميه منطقة المعقولية (...) وعندما نكون في منطقة عادلة، لا يوجد شيء رائع للقيام به".
تابعت الحديث معه في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) وأصبح موقفه أكثر عدوانية بشكل كبير. لقد تحول بندول العاطفة الإنسانية نحو اليأس وأصبح حماس صائد الصفقات واضحا.
يقول ماركس، "لقد حل النفور من المخاطرة محل الخوف من تفويت الفرص. فمن الصعب الحصول على رأس المال. والدين متاح بعوائد مغرية للغاية (...) التي من المحتمل أن ترتفع". إنه يرى فرص شراء مقنعة في السندات ذات العوائد المرتفعة، والديون المتعثرة، والقروض ذات الرافعة المالية، والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري، والتزامات القروض المضمونة التي هي غذاء شركة أوكتري. حيث يتوقع ماركس انتعاشا في حالات إفلاس الشركات "لكن ليس قريبا لأن أي شركة لم تكن غافلة عن الفرص" أعادت تمويل ديونها وأجلت استحقاقاتها.
يتابع، "كان العقد الماضي وأكثر قليلا صعبا بالنسبة إلى البحث عن الصفقات، لكني أشعر أننا نملك مزيدا من الأوراق الآن. إن الأيام السهلة قد ولت الآن. فلم تعد جنة مالك الأصول، وسوق البائعين وسوق المقترضين".
في الآونة الأخيرة، كان أكثر المقترضين المرموقين لشركة أوكتري هي " إيفرجراند". استولت شركة إدارة الأصول هذا العام على قطعتين من الأراضي - "بروجكت كاسل" في شمال هونج كونج ومشروع "فينيسيا" في البر الرئيسي الصيني - من شركة التطوير العقاري الصينية المثقلة بالديون بعد أن تخلفت عن سداد ديونها.
وبالنسبة إلى "أوكتري"، كانت الصين مثالا آخر على كيف أنه إذا تم اعتبار مكان ما "غير قابل للاستثمار"، فإن إلقاء نظرة يمثل نقطة انطلاق جيدة. يقول ماركس إنه ارتاح للاستثمار في الصين بعد أعوام من المناقشات رفيعة المستوى مع السلطات والتأكيدات بأن حكم القانون سيسود. والأهم من ذلك، أصرت شركة أوكتري على أن قروضها إلى" إيفرجراند" كانت مؤمنة بضمانة.
لا يزال عمل " إيفرجراند" جاريا، لكن في وقت سابق من هذا الشهر، باعت شركة أوكتري قطعة أرض "بروجكت كاسل"، واستردت جميع استثماراتها الأصلية وحققت ربحا يبلغ نحو 140 مليون دولار، بسبب سعر فائدة 19 في المائة على قرضها.
هناك بعض المناطق المحظورة، حتى بالنسبة إلى أوكتري. إذ يقول ماركس إنها لم تستثمر أبدا في روسيا وبعض دول الأسواق الناشئة، لأننا "لا نستطيع الاعتماد على حكم القانون". وهي لا تستثمر في ديون الدول، "الاستثمار في الديون السيادية يتطلب تحليلا سياسيا وأعتقد أن التحليل السياسي يكاد يكون متناقضا - فهل يمكن تحليل السياسة حقا؟".
إن الاهتمام السياسي الرئيس لماركس هي مجموعة تسمى نو ليبلز، وهي مجموعة مناصرة غير حزبية تحاول تعزيز الجهود التشريعية من الحزبين كمشروع قانون البنية التحتية ومرسوم خفض التضخم. يقول، "إن هذا هو مصدر تفاؤلي. فأنا لست واثقا من أنها ستنجح لكن علينا المحاولة".
يعود النادل ويطلب ماركس كابتشينو وأنا أطلب ماكياتو. وتتحول المحادثة إلى شركة أوكتري، التي تفكر في مستقبلها بعيدا عن مؤسسيها. فقد طرحت المجموعة في سوق الأسهم في 2012 ثم باعت حصة الأغلبية في 2019 إلى شركة بروكفيلد أسيت مانجنمت الكندية، واحتفظ شركاء أوكتري بالسيطرة على العمليات التشغيلية.
يقول ماركس إنه لا يريد التوقف عن العمل على الإطلاق، على الرغم من أنه قد يقضي تدريجيا مزيدا من الوقت في اهتماماته الأخرى "بما فيها التنس ولعبة النرد وشراء وإصلاح ديكورات المنازل". في غضون العام المقبل أو نحو ذلك، سيحدد هو وكارش من سيخلفهما في إدارة الشركة.
تفوق منافسون كصندوق كيه كيه آر وأبوللو على نمو أوكتري، لكن ماركس يقول إنه لا يشعر بأي ندم. "أنا وبروس نشعر أنه لو كنا أكثر جرأة وأقدمنا على مزيد من المخاطر، لكان لدينا مزيد من المال اليوم (...) لكننا راضون للغاية عن الطريقة التي تسير بها الأمور"، كما يقول.
مرة أخرى يلجأ إلى كلمات حكيم أوماها لتلخيص شعوره، "يقول بافيت، "لماذا تخاطر بشيء لديك وتحتاج إليه من أجل شيء لا تملكه ولا تحتاج إليه؟ "لماذا أخاطر بسمعتي ومكانتي المهنية لكسب مزيد من المال، عندما لا أستطيع إنفاق ما لدي؟ (...) يشعر بروس بالطريقة نفسها".
كنا نتحدث منذ أكثر من ساعتين. وأخلي المطعم، ويقوم مساعد ماركس بالاتصال به للعودة إلى المكتب ويوشك الغداء على الانتهاء. ما هو الشيء الأقل أهمية، أتساءل، ونحن ننتظر الفاتورة. يقول، "عبادة المشاهير، كل هؤلاء الأشخاص الذين اشتهروا فقط بكونهم مشهورين". وللمستثمرين؟
يضيف ماركس، "إن المدى القصير هو إلى حد بعيد أقل الأشياء أهمية". فمن الحماقة محاولة التنبؤ بما سيحدث لأسعار الفائدة أو كيف سيرتفع التضخم المرتفع. "ما يهم هو المدى الطويل. إننا نحاول شراء أسهم الشركات التي ستصبح أكثر قيمة، وديون الشركات التي ستدفع ديونها. إن الأمر بسيط جدا. أليست هذه فكرة جيدة؟

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES