انتصرت على كورونا .. شركة قيمتها 1.4 مليار دولار تسعى للدخول إلى السعودية
وقع خبر بدء انتشار فيروس كورونا في العالم كالصاعقة على المؤسسات حول العالم. تبعات انتشار كورونا، من إغلاق للحدود إلى العمل عن بُعد ومنع التجعمات العامة، وما ترتّبه تلك القرارات من آثار اقتصادية على الشركات في مختلف المجالات، خاصةً تلك التي تعتمد في ربحيتها على مبيعات التذاكر إلى عروض حية.
إحدى تلك الشركات هي مجموعة "ون" القابضة، الشركة الأم لبطولة "ون"، التي تمكنت من مواجهة تحديات عدة منذ تأسيسها في 2011، لتصبح أكبر منظمة رياضية في الشرق وتتخطى قيمتها السوقية اليوم الـ 1.4 مليار دولار.
يتذكر مؤسس "ون" ورئيسها التنفيذي، التايلاندي شاتري سيتيودتونغ، لحظة مفصلية في تاريخ المنظمة "قلت لفريقي: تعلمون أنّ كل أزمة هي فرصة لإثبات أننا أفضل فريق في العالم، وعلينا لذلك أن نقوم بعمل استثنائي، علينا أن نحقق المستحيل".
منذ ثلاث سنوات، تمكنت "ون" من تخطي عقبة كورونا، ومن ثم تحقيق نمو مذهل في نسب مشاهداتها، التي وصلت في 2021 إلى 13.8 مليار مشاهدة عبر وسائل الإعلام الرقمية، لتُصنف في المرتبة الثانية عالمياً بين المنظمات الرياضية من حيث عدد المشاهدات، بعد الرابطة الوطنية لكرة السلة (NBA).
هذا العام، أعلنت "ون" عن نيتها للتوسع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث شهدت المنظمة نمواً جماهيرياً هائلاً في السنوات القليلة الماضية. ولكن، دخول "ون" إلى المنطقة سيتميز عن غيرها، إذ إنه يأتي ضمن مشروع كامل يتضمن استثمارات رياضية في أكاديميات تدريب على الفنون القتالية المختلطة وعروض حية تُقام في منطقتنا.
ويأمل سيتيودتونغ بأن تساهم "ون" في تطوير ثقافة الفنون القتالية في المنطقة عبر برنامج يمنح الشباب السعودي فرصة الاحتراف تحت إشراف أبرز مدربي الفنون القتالية ومقاتليها.
وفي هذا السياق، قال سيتيودتونغ: "أعتقد أننا سنشاهد بطل عالم شرق أوسطي في المستقبل".
وخلال زيارته إلى السعودية، عبّر سيتيودتونغ عن إعجابه بثقافة المملكة وكرم ضيافة شعبها ورؤية قيادتها المستقبلية، واصفاً البلد بـ"عملاق الشرق الأوسط"، معبراً عن رغبته الشديدة لنقل تجربة "ون" إلى جمهور المملكة.
ويأمل سيتيودتونغ أن تثبت أصالة عروض "ون" للفنون القتالية، التي انطلقت من آسيا، مفتاح النجاح في الشرق الأوسط، معتبراً أنه بمقدور قصص المقاتلين الملهمة، التي ترتكز على قيم إنسانية كالشجاعة والانضباط والتواضع، أن تشكّل جسراً بين الشعوب المختلفة.
وقال سيتيودتونغ: "أبطالنا هُم ناس محترمين وشرفاء ويمتلكون قيم الفنون القتالية، ولذلك سيعشق السعوديون بطولة ون، لأنها تقدم أعلى مستوى في العالم في جميع تخصصات الفنون القتالية".
وقد اتخذت "ون" خطوة جدية نحو الوصول إلى جمهورها الواسع في المنطقة بعدما وقعت مع شبكة "بي إن سبورت" عقداً حصرياً يسمح للأخيرة ببثّ عروض المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما عززت "ون" حضورها عالمياً من خلال عقد شراكة متعددة السنوات مع "أمازون برايم فيديو" لبثّ العروض في الولايات المتحدة وكندا على منصتها.
ولا يرى سيتيودتونغ سقفاً لنجاح "ون"، بل يعتقد أنّ الفنون القتالية تشكل ظاهرة عالمية مبنية على قصص مشوقة أبطالها رياضيون يمثلون قدوة صالحة للشباب، ولذلك، يرى أنّ "ون" تملك القدرة على مضاعفة جمهورها في السنوات القادمة، ونقل عروضها الحية من سنغافورة إلى أوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكافة أنحاء العالم.
وقال سيتيودتونغ: "في السنوات القليلة القادمة، ستبلغ قيمة المجموعة خمسة ملايين دولار، ومن ثم ستتضاعف القيمة. فإذا قيمة الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية تبلغ 100 مليار دولار، وهو مخصص للسوق الأميركي حصراً، فلماذا لا تتضاعف قيمة أكبر منظمات الفنون القتالية في وقت أننا نستطيع أن نسوّق أنفسنا حول العالم؟".
وكما في الأزمات، كذلك في أيام النمو، يجمع سيتيودتونغ ليذكرهم بأهمية العمل الجاد والصادق لتحقيق المزيد من النجاح.
وقال سيتيودتونغ: "أذكّر الفريق دوماً حول ضرورة العمل وكأننا في البداية، في يومنا الأول. بعد 11 عاماً، ما أزال أشعر أننا في اليوم الأول من العمل".
