الطاقة- النفط

النفط يواصل حصد المكاسب .. ترقب تخفيضات «أوبك +» ومسار الطلب الصيني

النفط يواصل حصد المكاسب  .. ترقب تخفيضات «أوبك +» ومسار الطلب الصيني

تنطلق اليوم أعمال الاجتماع الوزاري الـ33 لدول منظمة "أوبك" وحلفائهم المستقلين "أوبك +" وذلك لأول مرة حضوريا لوزراء الطاقة في المجموعة، ويسبقه الاجتماع الوزاري الـ45 للجنة الوزارية المشتركة لمراقبة خفض الإنتاج.
وتزامنا مع الحدث، واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية بفعل توقعات قيام تحالف "أوبك +" بخفض إنتاج المجموعة بأكثر من مليون برميل يوميا.
كما تلقت الأسعار دعما من تعافي الطلب في الصين بعد إنهاء إجراءات الإغلاق في البلاد وتخفيف القيود ومن ثم زيادة الواردات النفطية.
وقال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون: إن "أوبك +" تدرس بشكل جاد خفض الإنتاج وسط انخفاض كبير في أسعار النفط على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، وبهدف استعادة الاستقرار والتوازن في السوق.
وأشار المحللون إلى أن فكرة خفض الإنتاج ربما جاءت من روسيا، وهي تلقى قبولا من بعض المنتجين خاصة الذين يواجهون صعوبات في الوفاء بالحصص المطلوبة، وتدور التكهنات حول خفض مليون برميل يوميا في الإنتاج مع استعداد "أوبك +" لإجراء تخفيض أكبر.
وفي هذا الإطار، يقول سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية: إن الأسعار تواصل حصد المكاسب بسبب قناعة السوق بخفض جديد في الإنتاج خاصة بعد انخفاض إنتاج روسيا النفطي بالفعل أكثر من مليون برميل يوميا.
وعد أنه لن تكون تخفيضات الإنتاج المقبلة وأي تخفيضات لاحقة أكثر إلا بهدف جعل المستويات الإنتاجية تتماشى مع الطاقة الإنتاجية، عادا أن التخفيضات المقبلة وأي تخفيضات لاحقة ستعزز مكانة "أوبك +" في تعزيز توازن السوق .
ومن جانب، يقول روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات: إن التضخم هو أحد الأسباب الرئيسة لركود الاقتصاد العالمي وقد يتسبب في ضعف الطلب، ووجود كثير من الطاقة الفائضة في الأسواق، وبالتالي تتضح وجاهة رؤية "أوبك +" للسوق وأهمية اللجوء إلى خفض الإنتاج كخيار لا مفر منه.
وذكر أن خفض الإنتاج سيسمح للدول المنتجة بالاحتفاظ بطاقتها الفائضة فترة أطول، خاصة مع تراجع الإنتاج الروسي المتوقع في العام المقبل، حيث تحتاج بعض الدول المنتجة إلى التدخل واستبدال العرض المفقود.
من ناحيته، يقول ماركوس كروج كبير محللي شركة "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز: إن إجراء تخفيضات مستقبلية لـ"أوبك +" تمثل تحولا تكتيكيا مهما بعد تسارع المتغيرات في السوق، وسيطرة مخاوف الركود، مشيرا إلى أنه في أغسطس الماضي كانت "أوبك +" أقل بمقدار 3.6 مليون برميل يوميا عن هدفها للإنتاج ارتفاعا من عجز قدره 2.9 مليون برميل يوميا قبل شهر، بعد أن ارتفع إنتاج "أوبك +" في يونيو بمقدار 490 ألف برميل يوميا.
وأوضح أن نيجيريا وليبيا يشهدان توترات إنتاجية، حيث أن ليبيا لا تلتزم بحصص إنتاج "أوبك +" بسبب وضعها السياسي الصعب، ما يجعل أمن إمدادات النفط شبه معدوم، بينما تتطلع العراق إلى توسيع إنتاجها وصادراتها من النفط الخام، مرجحا أن انخفاض الإنتاج سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
وبدورها، تقول نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية: إن خريطة الطاقة العالمية تتغير منذ وقوع الحرب في أوكرانيا وإقرار العقوبات المتعلقة بالطاقة على روسيا، حيث أصبحت المخاطر الجيوسياسة أوسع تأثيرا، وعد كثيرون أن أمن الطاقة غير موجود، وفجأة ارتفعت الأسعار إلى الأعلى، وهناك حالة من ندرة في مصادر الإمداد للاختيار من بينها.
ولفتت إلى الدور القيادي لتحالف "أوبك +" في ضبط السوق من خلال المراجعات الشهرية التى يقوم بها لقيادة أسواق النفط الخام نحو الاستقرار والتوازن، وذلك رغم قدرة التحالف الفائضة المحدودة، لكنه يتمسك بالحفاظ على الوحدة وتنسيق المواقف وتوازن المصالح بين كل الأطراف.
من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس، وسط توقعات بأن مجموعة "أوبك +" ربما توافق على خفض كبير لإنتاج الخام خلال اجتماعها هذا الأسبوع.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 79 سنتا أو 0.9 في المائة إلى 89.65 دولار للبرميل بحلول الساعة 10:54 بتوقيت جرينتش بعد أن كسب أكثر من 4 في المائة في الجلسة السابقة.
وزادت كذلك العقود الآجلة للخام الأمريكي 60 سنتا أو 0.7 في المائة إلى 84.23 دولار للبرميل. وكانت قد ارتفعت بأكثر من 5 في المائة في الجلسة السابقة.
وارتفعت أسعار النفط على خلفية تجدد المخاوف بشأن شح المعروض.
وقالت مصادر في "أوبك" إن التخفيضات الطوعية من قبل الأعضاء يمكن أن تأتي علاوة على ذلك، ما يجعلها أكبر موجة خفض منذ بداية جائحة كوفيد - 19.
وقال إدوارد مويا، المحلل البارز في أواندا، في مذكرة "رغم كل شيء يجري مع الحرب في أوكرانيا، لم تكن "أوبك +" بهذه القوة على الإطلاق، وستفعل كل ما يلزم للتأكد من دعم الأسعار".
وعززت "أوبك +" الإنتاج هذا العام بعد تخفيضات قياسية عام 2020 بسبب تضرر الطلب الناجم عن جائحة كورونا. لكن المنظمة فشلت في الأشهر القليلة الماضية في تلبية الزيادات المقررة في الإنتاج، التي لم تحققها في يوليو بمقدار 2.9 مليون برميل يوميا.
وتراجعت أسعار النفط لأربعة أشهر متتالية حيث أدى إغلاق كوفيد - 19 في الصين، أكبر مستورد للنفط، إلى كبح الطلب في حين أدى ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع الدولار إلى الضغط على الأسواق المالية العالمية.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن سعر السلة التى تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثاني تراجع بعد عدة ارتفاعات على التوالي، وإن السلة كسبت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 89.5 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط