الطاقة- النفط

النفط يستهل تداولات أكتوبر بقفزة سعرية 5 % .. ترقب خفض الإنتاج في اجتماع "أوبك +"

النفط يستهل تداولات أكتوبر بقفزة سعرية 5 % .. ترقب خفض الإنتاج في اجتماع "أوبك +"

استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع – كما كان متوقعا – على قفزة سعرية بنحو 5 في المائة بعد أنباء عن دراسة تحالف "أوبك +"، لخفض إنتاجي كبير يتجاوز مليون برميل يوميا خلال الاجتماع الوزاري للمجموعة غدا، الذي يعقد لأول مرة حضوريا منذ أكثر من عامين.
ويدعم الارتفاعات السعرية تراجع الدولار الأمريكي الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع أسعار النفط، إضافة إلى تعافي الطلب الصيني بعد فتح البلاد بالتزامن مع زيادة المخاوف من شح الإمدادات، وبالتزامن مع اقتراب موعد فرض حظر أوروبي على الواردات النفطية الروسية المنقولة بحرا بدءا من 5 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، وعلى المنتجات النفطية بدءا من شباط (فبراير) المقبل.
وقال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون: إن بعد عدة أسابيع من الانخفاضات السعرية للنفط الخام، بدأ النفط تداولات تشرين الأول (أكتوبر) محققا مكاسب مدفوعة بخطط "أوبك +" لخفض الإنتاج بمقدار كبير، حيث أفادت تقارير دولية بأن المناقشات جارية لخفض أكبر من المتوقع للإنتاج باقتراح من روسيا وتأييد بقية الأعضاء.
وأوضح المحللون، أن الخفض إذا جاء أقل من مستوى 500 ألف برميل يوميا لن يكون له أي تأثير في السوق، ولذا يرجح المعنيون في السوق النفطية أن هناك فرصة كبيرة لخفض مؤثر وقوي في الأسعار يصل إلى مليون برميل يوميا أو أكثر.
وذكر المحللون، أن احتمال حدوث ركود اقتصادي عالمي يلقي بظلال قوية على الطلب على النفط الذي يقابله الصراع بين روسيا وأوكرانيا، كما أن النتائج غير المعروفة للانتخابات النصفية المقبلة في الولايات المتحدة، ما يوجد كثيرا من القلق في مجتمع النفط، لافتين إلى أن الاستثمارات النفطية الجديدة تنتظر مزيدا من الوضوح في مقومات السوق.
وفى هذا الإطار، يقول روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية: إن أسعار النفط الخام انتعشت في بداية الأسبوع وبدأت في حصد مكاسب قوية وسط توقعات كبيرة وتفاؤل باجتماع وزراء الطاقة في تحالف "أوبك +" لتنفيذ تخفيضات كبيرة ومؤثرة في نوفمبر المقبل، استجابة لمخاوف وتوقعات الركود الاقتصادي العالمي، بعد رفع الفائدة الأمريكية للمرة الثالثة خلال العام الجاري لكبح التضخم.
وأوضح أن التخفيض الجديد سيكون له تأثيرا واسعا في السوق، وهو ثاني خفض على التوالي لمجموعة "أوبك +"، لكن الخفض الأول في الشهر الماضي لم يتجاوز 100 ألف برميل يوميا، ولم يكن له فعليا أي تأثير في الأسواق، خاصة مع اتساع صعوبات بعض المنتجين في الوفاء بحصص الإنتاج المطلوبة منهم.
من جانبه، يقول ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة: إن "أوبك +" كانت أقل من هدفها الإنتاجي بأكثر من مليوني برميل يوميا منذ يونيو على الأقل، ما يعني أن خفض الإنتاج ضرورة بسبب الصعوبات الاستثمارية والتشغيلية التي تواجه كثيرا من المنتجين، بينما تنحصر الطاقة الإنتاجية الفائضة في السعودية والإمارات، اللذين يتعاملان بحذر شديد مع تقلبات السوق ومخاطرها.
ونوه إلى أن أسعار النفط الخام بدأت في الانتعاش مع تعافي الطلب على النفط بشكل أسرع من المتوقع، بعد إنهاء عمليات الإغلاق الوبائية في الصين تحديدا، وهي محور الطلب العالمي، لكن الأسعار فقدت إجمالا نحو ربع قيمتها خلال الربع الثالث من العام الجاري.
من ناحيته، يقول ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات: إن التوقعات القاتمة بشكل متزايد للاقتصاد العالمي ضغطت على أسعار النفط، وربما تكون المحرك الرئيس لمنتجي النفط الخام في "أوبك +"، من أجل خفض الإنتاج في اجتماع الغد، حيث استمر التضخم في الضغط على الاقتصادات وتحولت البنوك المركزية إلى سياسات مالية مشددة برفع الفائدة والمخاطرة باتساع الركود.
ورجح أن تدفع التخفيضات المرتقبة للإنتاج الأسعار إلى الأعلى، ، لكن في الوقت نفسه قد يعني خفض الإنتاج مزيدا من الطاقة الفائضة، ومن ثم تراجع الأسعار على المدى الطويل - بحسب تقديرات شركة "في جي إيه" للاستشارات -.
بدورها، تقول ليزا أكسوي المحللة الصينية ومختصة شؤون الطاقة: إن الطلب على النفط الخام يستعيد عافيته مع إنهاء الإغلاق في الصين، وكان من الممكن أن يرتفع الطلب على الطاقة بشكل مطرد جنبا إلى جنب مع النمو الاقتصادي العالمي، لولا أزمة الجائحة وزيادة العمل الدولي في مجال مكافحة تغير المناخ، وهما العاملان الرئيسان اللذان ربما قد يكونان قد غيرا توقعات النمو بشكل دائم.
ولفتت إلى بيانات صادرة عن عملاق الطاقة شركة بريتيش بتروليوم، التي ترى أن جائحة كورونا والمستمرة منذ أكثر من عامين لم تؤد إلى انخفاض كبير في الطلب على النفط، مشيرة إلى أن الحرب في أوكرانيا دفعت أسعار الطاقة العالمية إلى الأعلى، وألقت بظلال غير مؤكدة على قطاع النفط والغاز في روسيا في الأشهر الأخيرة.
من ناحية أخرى، قفزت أسعار النفط نحو أربعة دولارات أمس، في الوقت الذي تدرس فيه مجموعة "أوبك +" خفض الإنتاج بما يزيد على مليون برميل يوميا، ‬‬‬ما سيكون أكبر خفض منذ جائحة كورونا، في محاولة لدعم السوق.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.46 دولار أو 4.1 في المائة إلى 88.60 دولار للبرميل بحلول الساعة 09:15 بتوقيت جرينتش.
وارتفع أيضا خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 4.3 في المائة أو 3.39 دولار إلى 82.88 دولار للبرميل.
وتراجعت أسعار النفط لأربعة أشهر متتالية منذ يونيو بعد أن أضر إغلاق كوفيد - 19 في الصين، أكبر مستهلك للطاقة، بالطلب، بينما أثر ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع الدولار الأمريكي في الأسواق المالية العالمية.
وفي سياق متصل، قالت ثلاثة مصادر في "أوبك +" أمس، إن التكتل ألغى اجتماعا كان مقررا للجنة الفنية المشتركة اليوم قبل اجتماع وزراء دول المجموعة لتحديد سياسة الإنتاج.
ووفقا لـ"رويترز" تقدم اللجنة الفنية المشتركة المشورة للجنة المراقبة الوزارية المشتركة لـ"أوبك +"، والاجتماعات العامة الوزارية لـ"أوبك +" بشأن العوامل الأساسية في السوق.
وقال أحد المصادر، إن قرار إلغاء اجتماع اللجنة الفنية جاء من لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 92.34 دولار للبرميل الجمعة، مقابل 92.76 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة، حقق أول تراجع بعد عدة ارتفاعات على التوالي، وإن السلة استقرت تقريبا مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 92.67 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط