شهد معرض الرياض الدولي للكتاب، أمس، إطلاق الأعمال الكاملة للأديب والشاعر الراحل عبدالله بن إدريس، بحضور الأمير تركي الفيصل، والدكتور محمد علوان الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، ولفيف من الأدباء والمثقفين وأصدقاء الراحل.
وصدرت الأعمال الكاملة في ستة أجزاء، منها قصائده المنشورة، وغيرها مما ينشر لأول مرة، وكتاب "شعراء نجد المعاصرون" أول أعماله النقدية، والجزء الثالث مجموعة كتب نقدية، وجزء رابع يتضمن افتتاحيات صحيفة "الدعوة" حينما كان رئيسا لتحريرها، وكتاب قافية الحياة "سيرة ذاتية كتبها بنفسه"، وجزء أخير هو ببلوغرافيا تتضمن ما نشر عنه ومقالات مختارة للراحل وحوارات أجريت معه.
وألقى الدكتور زياد الدريس كلمة نيابة عن عائلة ابن إدريس، متناولا محتويات الكتب وبعض مآثر الأديب الراحل، حيث جاءت الكتب وفاء وتكريما له، وحفظا لتاريخه وما قدمه من أدب.
بدوره، استذكر الأمير تركي الفيصل في كلمة قصيرة أول لقاء جمعه بالراحل في النادي الأدبي في الرياض، الذي كان من مؤسسيه، مشيدا بما قدمه من جهود في الحراك الثقافي السعودي، داعيا إلى تكريم الأديب عبدالله بن إدريس في الكيان الذي أسهم في تأسيسه -النادي الأدبي بالرياض.
وأوضح أن أمسية للأمير خالد الفيصل كانت في النادي بدعوة من ابن إدريس.
وكان الراحل قد ولد ونشأ في حرمة عام 1347هـ، وكان أول صحافي سعودي يجمع بين رئاسة التحرير والإدارة العامة للمؤسسة ذاتها، وذلك في فترة عمله في صحيفة "الدعوة"، كما عمل في وزارة المعارف، وكان أمينا عاما للمجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب، ثم تولى منصب أمين عام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم مديرا عاما للثقافة والنشر العلمي وعضوا في "المجلس العلمي للجامعة" حتى تقاعده من العمل الحكومي عام 1409هـ.
مسيرة الشيخ عبدالله بن إدريس تواصلت بعد التقاعد، إذ كان رئيسا للنادي الأدبي بالرياض حتى عام 1423هـ، وهو أحد مؤسسيه الأوائل في عام 1395هـ، وتولى رئاسة تحرير مجلتي "قوافل" الفصلية، و"الأدبية" الشهرية الصادرتين عن النادي، وكان عضوا في عدد من المؤسسات الثقافية، ومنها عضويته في مجلس دارة الملك عبدالعزيز، وعضو الجمعية العمومية لمؤسسة "عسير" للصحافة التي تصدر عنها جريدة "الوطن"، وعضو شرف رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضو شرف رابطة الأدب الحديث في مصر، ومثل – رحمه الله – المملكة في عدد من المحافل الثقافية داخل المملكة وخارجها.
في مسيرة الأديب عبدالله بن إدريس محطات ووقفات، من أبرزها كتابه "شعراء نجد المعاصرون" الصادر في عام 1960، والدراسة النقدية "الملك عبدالعزيز كما صوره الشعراء العرب"، و"الشعر والشعراء خلال النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري"، و"عزف أقلام" في النقد الأدبي، وديوانه الأول والأشهر "في زورقي"، و"إبحار بلا ماء" و"أأرحل قبلك أم ترحلين؟"، وسيرته الذاتية "قافية الحياة" التي يذكر فيها وقفات وأحداث حياتية ولقاءاته مع الملوك والأمراء والرؤساء وكبار الأدباء مثل العقاد وطه حسين والزيات ونازك الملائكة وآخرين، وغيرها من الإصدارات الأدبية التي أثرت المكتبة العربية.
وتتويجا لمشوار الشيخ ابن إدريس، منح عددا من الميداليات والأوسمة رفيعة المستوى، منها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى والميدالية الذهبية في مهرجان الجنادرية، وميدالية رواد المؤلفين السعوديين في معرض الرياض الدولي للكتاب 2006، وجائزة الخنجر الذهبي من أمير عسير - آنذاك - الأمير خالد الفيصل لشعراء المملكة والخليج العربي.
أضف تعليق