الطاقة- النفط

ترقب في سوق النفط لاجتماعات «أوبك +» .. خبراء: حجم تخفيضات الإنتاج لم يحسم وقيد التفاوض

ترقب في سوق النفط لاجتماعات «أوبك +» .. خبراء: حجم تخفيضات الإنتاج لم يحسم وقيد التفاوض

توقع محللون نفطيون ارتفاع أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد خسائر شهرية وفصلية واسعة، وتسجيل أول مكسب أسبوعي بعد أربعة أسابيع من الخسائر المتوالية.
وأوضح المحللون، أن المكاسب المحتملة تعود إلى توقعات قوية بأن يقوم وزراء الطاقة في تحالف "أوبك +" خلال اجتماعهم الشهري الأربعاء المقبل بالاتفاق على إجراء تخفيضات إنتاجية جديدة قد تصل إلى مليون برميل يوميا فى تشرين الثاني (نوفمبر)، تماشيا مع توقعات الركود والتباطؤ الاقتصادي العالمية.
وذكر المحللون، أن وزراء الطاقة في "أوبك +" يجتمعون حضوريا لأول مرة منذ أكثر من عامين في فيينا لإجراء محادثات مهمة بشأن تخفيضات محتملة للإنتاج، وتحديد أهداف الإنتاج في نوفمبر، مشيرين إلى أن المجموعة تسيطر بالفعل على نحو 45 في المائة من الإمدادات النفطية العالمية.
وأوضحوا لـ"الاقتصادية"، أن وزراء "أوبك +" لم يلتقوا وجها لوجه منذ مارس 2020 وتحديدا منذ اندلاع جائحة كورونا ويأتي اجتماعهم الشهري الجديد في توقيت حرج، ووسط تصاعد التوترات بين روسيا ومجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى إضافة إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حيث تستعد أوروبا لفرض حظر كامل على إمدادات النفط الروسية بحرا بدءا من 5 ديسمبر المقبل وعلى المنتجات النفطية بدءا من فبراير المقبل.
ونوهوا بأن أسعار النفط شهدت ثلاثة أشهر متتالية من الانخفاضات في الأسعار وانخفضت بأكثر من 30 في المائة عن أعلى مستوى نسبي لها في يونيو الماضي.
وقال روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش إيه" لخدمات الطاقة "إن أسعار النفط الخام قد تحقق مكاسب إذا أقر وزراء الطاقة في (أوبك +) إجراء تخفيض جديد للشهر الثاني على التوالي - وهو أمر مرجح بنسبة كبيرة - حيث يتردد في السوق أن روسيا تطالب مجموعة المنتجين بتنفيذ خفض حاد للإنتاج بمقدار مليون برميل يوميا للمساعدة على دفع الأسعار إلى مستوى مائة دولار للبرميل مجددا".
وأشار إلى أن روسيا شريك مهم وقيادي في تحالف "أوبك +" وهذا الاجتماع هو أول اجتماع بعدما فرضت الإدارة الأمريكية عقوبات على ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي الذي يشارك في رئاسة اجتماعات "أوبك +" وليس من المعروف اذا ما كان سيحضر الاجتماعات الحضورية في فيينا أم لا.
من جانبه، يقول دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية "إن عودة الاجتماعات الحضورية لتحالف (أوبك +) هي تطور إيجابي ولها تأثير في معنويات السوق وفي تأكيد تفاقم وتقارب المنتجين وتبلور خطة عمل مستقبلية فاعلة"، مشيرا إلى تأكد مشاركة وزراء الطاقة في السعودية والإمارات والكويت والعراق والجزائر والكونغو في الاجتماع.
وأشار إلى أن المنتجين لم يحسموا أمرهم بعد من التخفيضات الجديدة، والأمر ما زال محل بحث وتفاوض للوصول إلى توافق بين جميع المنتجين، لكن من الواضح أن روسيا تفضل خفضا كبيرا بينما يذهب آخرون إلى أن الأنسب هو خفض لا يتجاوز 500 ألف برميل يوميا، وما زال الأمر مطروحا على طاولة المفاوضات، حسب تأكيدات مصادر مقربة من "أوبك +".
من ناحيته، يقول بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة "إن اجتماع فيينا المقبل يجيء وسط تفاؤل بالتغلب على الصعوبات الراهنة في السوق، حيث يحاول الاجتماع مقاومة المخاوف المتزايدة بشأن أمن الطاقة خاصة في أوروبا، خاصة بعدما نبهت النرويج والمملكة المتحدة شركات النفط الدولية العاملة في بحر الشمال إلى تشديد الإجراءات الأمنية بعد وقوع أعمال تخريبية في خط أنابيب نورد ستريم 1".
وأشار إلى أن التدفقات النقدية والأرباح القياسية دفعتا في الربعين الماضيين عديدا من شركات النفط والغاز إلى زيادة توزيعات الأرباح أو دفع توزيعات أرباح متغيرة، خاصة كما هي الحال مع منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، حيث قام عديد بتوسيع وزيادة برامج إعادة شراء الأسهم الخاصة بهم.
وبدورها، تقول إرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية "إن المخاوف من شح الإمدادات - خاصة بعد الخطوة المرتقبة لتحالف (أوبك +) الأربعاء المقبل - تعزز مكاسب الأسعار وتتغلب في تأثيرها على مخاوف الركود بعد رفع أسعار الفائدة الأمريكية"، متوقعة أن ارتفاع الأسعار لن يعطل تمسك الصناعة بالاستمرار في الحفاظ على الإنفاق المنضبط واستخدام مزيد من تدفقاتها النقدية لمكافأة المساهمين.
وذكرت أن خفض إنتاج "أوبك +" مرجح بشكل متزايد مع تضييق المنتجين خياراتهم في التعامل مع السوق، واتخاذ الخطوة نفسها في الشهر الماضي وخفض الإنتاج مائة ألف برميل يوميا والعودة إلى مستوى الإمدادات في أغسطس الماضي، مشيرة إلى قناعة عديد من المحللين بأن السعر الحالي للنفط لا يعكس بشكل كاف العرض والطلب الفعليين، لافتة إلى بقاء مخزونات الطاقة غير مكلفة لكنها لم تتمكن من إبقاء سعر النفط فوق مائة دولار للبرميل.
من ناحية أخرى، وفيما يخص أسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الماضي، تراجعت أسعار النفط عند تسوية تعاملات الجمعة مسجلة خسائر شهرية وفصلية، لكنها سجلت مكاسب أسبوعية.
وعند تسوية التعاملات، تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنحو 2.14 في المائة إلى 79.49 دولار للبرميل، لكنها سجلت مكاسب أسبوعية بنحو 1 في المائة.
ومع ذلك سجل الخام خسائر شهرية وفصلية بنحو 11 في المائة و25 في المائة على الترتيب.
كما هبطت عقود خام برنت بنسبة 0.6 في المائة إلى 87.96 دولار للبرميل، بينما سجلت مكاسب أسبوعية بنسبة 2.2 في المائة. فيما سجل الخام خسائر شهرية وفصلية بنسبة 8.8 في المائة و23 في المائة على الترتيب.
وراتفع إنتاج "أوبك" من النفط في الشهر الجاري إلى أعلى مستوياته منذ 2020، وذلك بمقدار 210 آلاف برميل على أساس شهري إلى 29.81 مليون برميل نفط يوميا.
من جانبه قال ستيفن برينوك محلل لدى PVM "إن أسعار النفط ستتلقى دفعة قوية الأسبوع المقبل، إذ إن تحالف (أوبك +) سيرغب في حماية الأرضية السعرية عند 90 دولارا".
من جانب آخر، ارتفع إجمالي عدد أجهزة الحفر النشطة في الولايات المتحدة بواقع حفار واحد، وقد ارتفع إجمالي عدد الحفارات إلى 765، بزيادة 237 منصة عن عدد الحفارات هذه المرة في 2021.
وذكر تقرير شركة "بيكر هيوز" الأمريكية لأنشطة الحفر أن الحفارات النفطية في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار اثنين هذا الأسبوع لتصل إلى 604 وتراجعت حفارات الغاز حفارا، إلى 159. وبقيت الحفارات المتنوعة على حالها عند اثنين.
وأشار التقرير إلى بقاء عدد الحفارات في حوض بيرميان كما هو عند 344 هذا الأسبوع كما بقيت الحفارات في "إيجل فورد" على حالها عند 72 ومنصات النفط والغاز في "بيرميان" أعلى بـ81، مما كانت عليه هذه المرة من العام الماضي، لافتا إلى أنه أثناء ارتفاعه عاما بعد عام ظل الحفر النشط في "بيرميان" بالقرب من المستوى الحالي منذ منتصف مايو.
ونوه التقرير بانخفاض إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة إلى 12 مليون برميل يوميا للأسبوع المنتهي في 23 سبتمبر، وذلك وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية، فيما زادت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 300 ألف برميل يوميا حتى الآن هذا العام، وزادت 1.4 مليون برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط