ملابسات تسرب "نورد ستريم" عصية على التفسير .. انفجار أم قطع؟

طالبت روسيا أمس، بإجراء تحقيق في ملابسات الأضرار التي لحقت بخطي الغاز "نورد ستريم 1و2" اللذين يمران عبر بحر البلطيق، لتتسرب كميات من الغاز في البحر.
وتم تحديد مواضع التسرب الأربع عقب رصد وقوع انفجارات قوية في بحر البلطيق الإثنين الماضي، وهو اليوم نفسه الذي شهد انخفاض الضغط في الخطين.
ويقع موضعا تسرب في المنطقة الاقتصادية الحصرية للدنمارك، واثنان في المنطقة الاقتصادية الحصرية للسويد، وفقا لـ"الألمانية".
والخطان لا يعملان، ولكنهما كانا يمتلئان بالغاز الطبيعي، الذي يتألف معظمه من غاز الميثان الدفيء، سريع التسرب.
ولا تزال ملابسات التسرب غير واضحة، ويتحدث حلف شمال الأطلسي "الناتو" والحكومات الأوروبية عن عملية تخريب متعمد. وهدد مسؤولون كبار في الاتحاد بمعاقبة المسؤول عن التسرب، لكنهم لم يوجهوا اللوم لأي طرف بعينه حتى الآن.
وتأتي التطورات العصية على التفسير وسط توتر حاد بين أوروبا وروسيا على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا.
وذكر خفر السواحل السويدي أن مقدار تسرب الغاز من أحد التصدعات في خطوط الأنابيب المتضررة تحت البحر في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبلاد تراجع.
وأكد أنه بعد متابعة الوضع من الجو اتضح أن غازا أقل يتدفق من التسرب الأصغر بين التسريبين اللذين وقعا في المنطقة السويدية ولكن لا يزال التسرب مستمرا.
وأشار أيضا إلى أن السفن في المناطق يجب أن تحافظ الآن على مسافة آمنة مقدارها سبعة أميال بحرية "أقل من 13 كيلومترا"، وليس خمسة أميال بحرية مثل السابق.
وجرى دمج التوجيهات الجديدة في تعليمات الإبحار الخاصة بهيئة البحرية السويدية للسفن التجارية في المنطقة.
واتهمت دول غربية روسيا بالوقوف وراء التسريبات في خط نوردستريم 1، وردا على ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الاتهامات الغربية "متوقعة"، ولكنها أيضا "غريبة"، بحسب وكالة "بلومبيرج" للأنباء.
وأضاف أنه من الضروري الانتظار لإجراء تحقيق لمعرفة ما إذا كان التسريب ناجما عن "انفجار أو قطع"، مضيفا أن الموقف يحتاج إلى الحوار والتعاون.
وقال سيرجي ناريشكين، رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي أمس، إن موسكو لديها مواد تشير إلى أن الغرب كان له دور في التصدعات التي حدثت بأنابيب نورد ستريم تحت البحر، التي تهدد بإخراجها من الخدمة بشكل دائم.
ونقلت وكالة "إنترفاكس الروسية" للأنباء عن ناريشكين القول "لدينا مواد تشير إلى أن للغرب يدا في الترتيب لهذه الأعمال الإرهابية وتنفيذها".
وتعد تصريحات ناريشكين الاتهام الأكثر مباشرة للغرب من جانب مسؤول روسي كبير، لكنه لم يتطرق للدليل الذي تملكه روسيا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس إن "التخريب غير المسبوق" في خطي أنابيب نورد ستريم هو "عمل من أعمال الإرهاب الدولي".
ويحقق الاتحاد الأوروبي في سبب التسريبات في خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2 ويقول إنه يشتبه في أن الأضرار التي حدثت قبالة سواحل الدنمارك والسويد ناتجة عن تخريب.
ومنذ اكتشاف التصدعات للمرة الأولى في وقت سابق من هذا الأسبوع، ألمح المسؤولون في موسكو إلى أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة ربما يكون وراء الهجوم. وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إن واشنطن ستستفيد من تعطل خطوط الأنابيب.
وقالت شركة نورد ستريم إيه.جي المشغلة لخط أنابيب نورد ستريم 1 إنها تتوقع توقف تسرب الغاز بحلول الإثنين، إلا أنها غير قادرة على الوصول إلى المنطقة لتقييم حجم الضرر.