ثقافة وفنون

مؤتمر الناشرين .. أفكار عالمية تعيد للكتاب المحلي ألقه وتوهجه

مؤتمر الناشرين .. أفكار عالمية تعيد للكتاب المحلي ألقه وتوهجه

الدكتورة هيلة الخلف في إحدى جلسات المؤتمر.

مؤتمر الناشرين .. أفكار عالمية تعيد للكتاب المحلي ألقه وتوهجه

نازلي بريفان أك في ورشة عمل.

مؤتمر الناشرين .. أفكار عالمية تعيد للكتاب المحلي ألقه وتوهجه

جانب من إحدى الجلسات.

مؤتمر الناشرين .. أفكار عالمية تعيد للكتاب المحلي ألقه وتوهجه

الدكتورة وفاء مزغاني تتحدث عن تجربتها في الكتابة والنشر.

يعكف خبراء وسفراء ثقافيون وقادة قطاع النشر حول العالم على ابتكار أفكار وأساليب جديدة، تسعى إلى التغلب على التحديات والعقبات التي تواجه صناعة الكتب، وذلك في مؤتمر الناشرين في دورته الثانية، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة بالتعاون مع جمعية النشر السعودية، تزامنا مع معرض الرياض الدولي للكتاب.
وتستشرف جلسات المؤتمر على مدى يومين الآفاق المستقبلية لعالم النشر، حيث يشارك فيها متحدثون عالميون، يقرؤون ملامح واتجاهات السوق الحالية وجوانب التحرير والكتابة والتوزيع والترجمة وحقوق الملكية الفكرية.
300 دار نشر سعودية
الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، تحدث خلالها عبدالكريم العقيل رئيس جمعية النشر السعودية، وكشف فيها عن أرقام لافتة للاهتمام، منها وجود 300 دار نشر، وألف كاتب مستقل، وأوضح أن نسبة هواة القراءة تصل إلى 31 في المائة من السكان، كما تشكل الكتب السعودية ما نسبته سبعة من كل عشرة كتب هي الأكثر مبيعا في المملكة.
وصارح العقيل الحضور حينما أكد أن صناعة الكتاب عظيمة ومربحة في آن واحد، في حين أكدت جاكس توماس مديرة دار "بولونيا بوك بلاس" أن تطورات صناعة الكتب ومراحلها المختلفة حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، ناجمة عما تحظى به من اهتمام بالغ على مستوى العالم.
وإلى الشرق، حيث يذكر محمد رضوان الأمين العام لاتحاد الناشرين الإندونيسي في الجلسة، أن إندونيسيا قوة اقتصادية كبرى لها دور كبير في تنمية قطاع النشر، وتعد من أكبر الدول التي تنتج الكتب، مسلطا الضوء على أهم الإصدارات والإحصائيات ذات العلاقة بصناعة الكتاب في بلاده.
الكتب الصوتية
بسبب الإقبال المتنامي على الكتب الصوتية، خصص مؤتمر الناشرين جلسة لها، بحضور إحدى أكثر الجهات تخصصا في هذا النوع من الكتب، إذ تحدثت ميشيل كوب المديرة التنفيذية لجمعية ناشري الصوت عن نمو الكتب الصوتية منذ 2019، وما طرأ عليها من تطورات تكشف أنها أضحت مدعومة ماديا ومعنويا على نطاق واسع.
ففي جلسة "ازدهار سوق الكتب الصوتية، التوجهات الراهنة"، بينت حنان عبدالمجيد الرئيسة التنفيذية لشركة كاملزير الإقرائي أن معظم الكتب الصوتية هي في حقيقتها ملخصات للكتب الورقية، وتنتج لتسمع في زمن يسير يتسق مع حركة الحياة اليومية.
بدوره، كشف محمد زعترة مؤسس مبادرة "وجيز" للكتب الصوتية عن إسهام الكتب الصوتية في زيادة المعرفة والاطلاع لإمكانية الاستفادة منها أثناء تنقلات الأشخاص اليومية، وهم متجهون إلى أعمالهم، أو خلال ممارسة الرياضة، فيما رأى سيباستيان بوند رئيس "ستورتيل" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن تجويد العمل في مجال الكتب الصوتية يحتاج إلى تعاون بين الناشرين الورقيين والصوتيين، من أجل تقديم كتب صوتية ذات محتوى عميق.
مستقبل الحكاية
الحكاية هي المفصل الحقيقي في عالم صناعة الكتب، الذي ينسج عالما من الآداب، ففي جلسة خاصة حملت عنوان "مستقبل الحكاية، حيث يلتقي الخيال والابتكار"، أكد فيها المحرر الأمريكي إد ناوتكا، أنه اكتشف أن كل حكاية وكل رواية تختلف عن الأخرى في سماتها وتفاصيلها، فيما أوضح سنان صويص الرئيس التنفيذي لـ"جبل عمان ناشرون"، أن القارئ أصبح يفكر في دوره، وانتقل من كونه متلقيا سلبيا إلى متلق إيجابي، وطالب الناشرين أن يسعوا إلى تجاوز حدود دولهم الجغرافية، وأن يقدموا نصوصا قادرة على مواجهة التحدي المتمثل في اتساع المعرفة والثقافة لدى قارئ اليوم.
أما الكاتبة ومستشارة النشر وفاء المزغني، فقالت إن فضاء نشر النصوص الروائية اتسع، وأصبحت شبكة الإنترنت منطلقا لنشر عدد غير يسير من الأعمال السردية، وشيئا فشيئا أمسى القراء أكثر قدرة على أن يتحولوا إلى كتاب، ووصفت الجامعات العربية بأنها تفتقر إلى وضع مناهج دقيقة للنشر في خططها التعليمية، وتكتفي بإقامة ورش لا تدرس قيم النشر وأساسيات المهنة.
واختتمت الجلسة بمقترح قدمه الإعلامي الكويتي محمد شاكر، بتبني بعض الجامعات إنشاء كلية أكاديمية متخصصة في النشر وما يتعلق بقطاعاته.
الحفاظ على استدامة صناعة الكتابضمن أهداف مؤتمر الناشرين للحفاظ على استدامة صناعة الكتاب، حاورت صبا عودة مؤسس ومدير عام صبا للاستشارات، ضيوف جلسة "توظيف الإمكانات غير المستغلة في صناعة الكتاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، حول السياق العالمي في أداء سوق الكتب ونموذج القراءة. وأشار محايي البحيري مدير التسويق في مكتبة جرير، خلال الجلسة، إلى النمو والازدهار الذي تحققه المملكة في قطاع الكتابة والنشر، العائد إلى الدعم المقدم من مختلف الجهات للكتاب والمترجمين السعوديين.
فيما كان للترجمة جلسة محورية ولها حضور كبير في المؤتمر، ففي جلسة "قدرات الكتاب على تجاوز حدود اللغة والثقافة"، وصفت الدكتورة كلوديا ماريا تريسو المترجمة وأستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة تورينو، الترجمة الأدبية، بأنها الجسر الذي يمده المترجم ويعبره القراء إلى مختلف الثقافات، واتفق معها عضو اتحاد المترجمين العرب الدكتور جان جبور في وصفها، كونها تشكل ارتباطا وثيقا بالنهضة وتسهم في تقدم المجتمعات معرفيا، في إشارة إلى الفرص التي توجدها معارض الكتب للمترجمين والناشرين، لتختتم الحديث عن الترجمة الأدبية، الدكتورة هيلة الخلف مدير عام الترجمة في هيئة الأدب والنشر والترجمة، بوصفها وسيلة تهدف إلى إبقاء النص حيا عبر نقله لمختلف اللغات، ووضحت دور مبادرة ترجم في تحقيق هذا الهدف بصفتها من أكبر مبادرات الترجمة في العالم.
وكان المؤتمر قد شهد إقامة خمس ورش عمل، من بينها ورشة شهدت حضورا مميزا، قدمتها نازلي بريفان أك، محرر ومدير حقوق النشر لدار أبريل للنشر التركية، ودار موضوعها حول المحرر الأدبي نظريا وتطبيقيا، والتعريف بأهمية المحرر الأدبي ودوره في صناعة الكتاب، وبعض طرائق اكتساب مهارات التحرير كنص أدبي.
ويستبق مؤتمر الناشرين معرض الرياض الدولي للكتاب، العرس الثقافي الذي تعد به هيئة الأدب والنشر والترجمة القراء والزوار بفعاليات مصاحبة جديدة ونوعية، من بينها المسرحيات الغنائية، كما يخصص مساحة للسينما الخارجية لعرض أبرز الأفلام التي انتقلت من الكتب المطبوعة إلى صالات السينما، مستهدفا الزوار المهتمين بقراءة القصص والروايات، وجناح للمكتبات الفردية ويسعى إلى جمع أبرز وأهم الكتب المملوكة لأشهر المثقفين والشخصيات العربية، وإيجاد تجربة مختلفة لزوار المعرض باستعراض أهم المخطوطات والمنشورات القديمة، ومسرحية "هما" المستوحاة من رواية الراحل غازي القصيبي تتجسد بمشاهد حية على عتبة المسرح، ومساحات إضافية لدور النشر جعلت منه المعرض الأكبر في تاريخ السعوديين.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون