ثقافة وفنون

قراءات

قراءات

قراءات

قراءات

السرد والترجمة

لم يشح السرد بوجهه عن الترجمة، بل جعل منها جزءا من عملية التأليف في نوع من المواربة التي تجنبت الإقرار بنسبة النص إلى مؤلفه الحقيقي، جعلها مرة ركنا من أركان البنية السردية، حيث يقوم المترجمون بأدوارهم في العالم الافتراضي للسرد، معبرين عن رؤى أفصحت عن مواقفهم الثقافية، حتى عن هوياتهم السردية، ثم جعلها، مرة أخرى، حجة في قضية سوء تأويل النصوص بين الأمم، وبذلك أدخل السرد الترجمة في صلب العوالم السردية المتخيلة، فظهرت بلبوس الخدع الكتابية التي تنكر بها المؤلفون، وانخرطوا في ممارسة جملة من الأكاذيب البيض، أي الأكاذيب التي لا يترتب عليها حكم، ولا سوء قصد، بادعائهم أنهم مترجمون اقتصر دورهم على ترحيل النصوص من لغة إلى لغة، ومن ثقافة إلى أخرى، ولم يبخلوا في اختلاق الذرائع التي سوغت لهم تلك الأفعال المثيرة، وما برحوا يتبادلون الحيل الشائقة مثرين الظاهرة السردية بأفكار لم تخطر على بال، وذلك إنعاش للسرد فيه من الابتكار بمقدار ما فيه من الطرافة.

الركض في شهوة النار


لـن تجـد هـنـا أمـامـك غـيـر جـمـع مـن الـناس، تضطرب مساراتها في صخب الحياة، تبحث ربمـا عـن معنى وجودها، أو حتـى تـكـاد لا تعرف أين تمضي بها جـهـات الطريق، حيث الكـل يركض في مسارات الشهوة! فمن يراهن علي الحـظ عـلـه لا يحصد غير قبض الريح، لكن يبقى الركض فـي حـمـى السباق هو ما يوحـد خطوط الصراع في هذه اللعبة السـرديـة بـيـن قـصـة وأخرى ثـم نـعـي حقيقة المعنى. هي دعـوة نـوجـهـها لـك أيـها القارئ كيما تـدخـل أجواء هذه المجموعة القصصية لكن عليك أن تـفـكـر بـيـنـمـا تـعـبـر محطات اللعبة، الركض إلى جهات الخلاص بـلا شـك نـرسـم مـن أجـلـه أجـمـل أحـلامـنا الملونة، هـل نـدفـع مـن أجـلـه فـاتـورة حياتية مناسبة تجعلنا نضحك بأقل الخسائر؟
أو أنـنـا فـقـط مـحـاصـرون وسـط ورطـات الحكايات التي لم يجف حبرها بعد، فلا نخرج من السباق، نتوهم الفوز بنياتنا النرجسية والأقنعة تواري كـذبنا الحضاري الأنيق مـع سبق الإصرار والترصد، حتما لا ندري بعد عاقبة التحولات المقبلة، لأن قدريـة الركض فـي شـهـوة الـنار، جـزء أصـيل مـن غـوايـة التفاح أو على الأرجح وسوسـة إبـلـيـس، نلعنه ثم نتحالف معه!

يوميات ميريت

من الكتاب: الجمعة الموافق 27 كانون الأول (ديسمبر). موعد عودتنا إلى دبي، كان أبي قلقا جدا، ليس أبي فقط..
بل جميع من في البيت، قلت ربما بسبب سفرنا، عادة ما تكون لحظات الوداع والفراق مؤلمة، لكن يبدو أن الموضوع أكبر مما تصورت وتوقعت.
في المطار حركة غير طبيعية، ارتباك وخوف على وجوه المسافرين.
لا.. لا، الأمر غير اعتيادي أبدا. أبي ماذا هناك؟ ما الأمر؟
قال أبي، هناك أخبار حول ظهور وباء وانتشاره في العالم، المهم الآن هو أن نصل بالسلامة قبل إغلاق المطارات!
أيقنت أن الأمر جلل.. وصلنا إلى دبي بالسلامة، أكملنا إجراءات الوصول، وتسلمنا حقائبنا ثم أقلتنا سيارة أجرة، وانطلقنا إلى محل سكن أمي حيث كانت بانتظاري، انزلني أبي مع حقيبتي، ثم أكمل طريقه لبيته.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون