FINANCIAL TIMES

نجوم صناديق التحوط الكلية يستمتعون بتقلبات الأسواق

نجوم صناديق التحوط الكلية يستمتعون بتقلبات الأسواق

قد يؤدي ارتفاع التضخم إلى بث الخوف في نفوس المستثمرين والمستهلكين على حد سواء، لكن مجموعة واحدة من المتداولين تستفيد من ذلك بشكل كامل.
تتمتع صناديق التحوط الكلية العالمية، التي اشتهرت بسبب أمثال جورج سوروس ولويس بيكون، بأكبر مكاسبها منذ أعوام، حيث حرر التضخم بعض صفقاتها المفضلة في أسواق السندات والسلع.
قال مسؤول تنفيذي كبير في أحد أكبر صناديق التحوط في العالم إن تداول الصناديق الكلية هذا العام "رائع"، مسلطا الضوء على الفرص التي يوفرها التضخم وتحركات سوق السندات.
من جانبها، تقول شركة أوروم للأبحاث، إن بعض مديري الصناديق "حققوا أداء جيدا بشكل استثنائي في مجالات مثل السلع وتداول أسعار الفائدة الاتجاهي، استجابة لتغير ديناميكية التضخم".
تحركات السوق هذا العام كانت مؤاتية بشكل خاص لصناديق التحوط الكلية التي تسعى إلى اتجاهات قوية. ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل عامين الحساسة لسعر الفائدة من 0.7 في المائة إلى 3.1 في المائة، بينما تتسابق البنوك المركزية لمحاولة ترويض النمو الجامح للأسعار الاستهلاكية.
هناك صفقة جذابة أخرى كانت تراهن على التضييق شبه المستمر للفجوة بين عوائد السندات الأمريكية لأجل عامين ولأجل عشرة أعوام. منحنى العائد في الولايات المتحدة الآن مقلوب بالفعل مع ارتفاع أسعار الفائدة قصيرة الأجل فوق طويلة الأجل. كما كانت التقلبات الحادة في أسعار السلع بمنزلة رهانات مربحة لكثيرين.
من بين الفائزين، صندوق بريدج ووتر بيور ألفا، الذي أسسه راي داليو، الذي حقق 21.5 في المائة هذا العام حتى نهاية تموز (يوليو)، مدعوما برهانات على أن صناع السياسات والأسواق سيتعين عليهم في النهاية الاستجابة لضغوط التضخم المتزايدة والأوضاع النقدية المشددة. كما حقق صندوق التحوط الكلي الذي يديره أندرو لو، الرئيس التنفيذي لشركة كاكستون، الذي توقع في نهاية 2020 "انتعاشا كبيرا"، أرباحا بلغت 24.9 في المائة، مدعوما برهانات على الركود التضخمي.
ارتفعت صناديق التحوط الكلية في المتوسط 8.5 في المائة في النصف الأول من العام، وفقا لمجموعة إتش إف آر للبيانات. هذا الصيف، قال كينيث تروبين، مؤسس جراهام كابيتال التي تدير أصولا بقيمة 18 مليار دولار، لـ"فاينانشيال تايمز"، إنه "لا يمكنه تذكر وقت أكثر إثارة للاهتمام منذ الأزمة المالية للاستثمار المعتمد على الاقتصاد الكلي".
أدت تحركات السوق إلى تحقيق بعض من أكثر العوائد إثارة لهذا العام. حقق كريسبين أودي، الذي لطالما كان المتنبئ الوحيد بارتفاع التضخم والذي عانى سلسلة من الخسائر في الأعوام الأخيرة، مكاسب تبلغ نحو 115 في المائة في صندوقه الأوروبي هذا العام. وحقق صندوق حيدر كابيتال في نيويورك، ارتفاعا بنحو 170 في المائة.
تقف المكاسب في تناقض صارخ مع صناعة صناديق التحوط الأوسع نطاقا، حيث تواجه معظمها عاما سيئا. انخفضت صناديق التحوط في المتوسط 5.6 في المائة، وفقا لبيانات "إتش إف آر"، حيث تضررت الصناديق التي تركز على الأسهم بشدة بشكل خاص. وجد كثير من المديرين أنفسهم يمتلكون عددا كبيرا جدا من أسهم التكنولوجيا باهظة الثمن التي تضررت بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، ولم تقدم سوى القليل في سبيل التحوط للمستثمرين.
على عكس كثير من أقرانهم في صناديق الأسهم، لا يعتمد مديرو صناديق التحوط الكلية على الأسواق الصاعدة لتحقيق مكاسبهم. بدلا من ذلك، يبحثون عن التقلبات في أسواق السندات والعملات وغيرها.
خلال معظم العقد الماضي، تبين أن ذلك بعيد المنال، حيث كبح تحفيز البنك المركزي تقلبات السوق وسحق تداولاتهم المفضلة. غالبا ما تفشل الرهانات على أن عوائد السندات سترتفع من مستويات منخفضة للغاية.
لكن الخريف الماضي كان بمنزلة نقطة تحول. بشكل مفاجئ، بدأت الأسواق تشعر بالقلق من أن رواية البنك المركزي المتعلقة برفع أسعار الفائدة ببطء شديد لا يمكن الوثوق بها في نهاية الأمر. تضررت بعض الصناديق، ولا سيما صندوق روكوس كابيتال الذي أسسه كريس روكوس، مع عودة تقلبات سوق السندات.
يحذر بعض المديرين الآن من أن السوق متفائلة للغاية بشأن قدرة الاحتياطي الفيدرالي على ترويض التضخم بسرعة، مشيرين إلى أن انقلاب منحنى العائد في الولايات المتحدة ينذر بأوقات عصيبة قادمة. عادة، يسعى المستثمرون إلى عوائد أعلى لتعويض مخاطر الاحتفاظ بالسندات لفترة أطول. يعد انقلاب منحنى العائد علامة على أن المستثمرين يتوقعون أن يؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى حدوث تراجع اقتصادي يؤدي في النهاية إلى تخفيف السياسة النقدية.
يقول ديسيو ناسيمنتو، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة صناديق التحوط "نوربيري بارتنرز"، التي حققت ارتفاعا نحو 7 في المائة هذا العام، إن ثقة السوق بمدى سرعة تراجع التضخم في الولايات المتحدة إلى 2 في المائة "غير معقولة"، مقارنة بالسابقة التاريخية.
في الوقت نفسه، يتوقع أودي أن "الاعتقاد الراسخ في الأسواق" بأن الاحتياطي الفيدرالي قد فعل ما يكفي للسيطرة على التضخم سيضعف هذا الخريف. مع تكيف الأسواق، يتوقع عمليات بيع كبيرة في السندات الحكومية التقليدية ومكاسب كبيرة في السندات المرتبطة بالمؤشر، وفقا لخطاب مستثمر اطلعت عليه "فاينانشيال تايمز".
إذا كان مديرو الصناديق مثل أودي على حق، فقد يتعين على المستثمرين والمستهلكين التعود على التضخم المرتفع لبعض الوقت حتى الآن. لكن بالنسبة إلى صناديق التحوط الكلية، ربما تكون فرص التداول قد بدأت للتو.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES