FINANCIAL TIMES

صناديق التحوط تعاني خسائر تاريخية .. الإحباط يردع المستثمرين

صناديق التحوط تعاني خسائر تاريخية .. الإحباط يردع المستثمرين

تتجه صناديق التحوط نحو واحدة من أسوأ أعوام أدائها على الإطلاق، ما جعل المستثمرين يشعرون بالإحباط من عدد المديرين الذين فشلوا في تعويض الانخفاضات الحادة في أسواق الأسهم والسندات.
انخفضت الصناديق 5.6 في المائة في المتوسط في الأشهر الستة الأولى من عام 2022، وفقا لشركة إتش إف آر. وفي حين أن مؤشر أداء إتش إف آر اليومي الأضيق يظهر ارتفاعها نحو 0.5 في المائة الشهر الماضي، إلا أن الصناعة كانت على الطريق نحو تحقيق ثاني أسوأ عام من العوائد منذ عام 1990 ـ عندما بدأت سجلات الشركة المزودة للبيانات - ولم تتغلب عليها سوى الخسائر الفادحة خلال الأزمة المالية في 2008.
تركز كثير من المتاعب فيما يسمى صناديق الأسهم الدائنة والمكشوفة، التي تدير أصولا تبلغ قيمتها نحو 1.2 تريليون دولار، والتي تراهن على ارتفاع أسعار الأسهم وهبوطها. انخفضت هذه الصناديق 12 في المائة في المتوسط في النصف الأول من العام، وفقا لشركة إتش إف آر. وكان من المتوقع أن تكون المجموعة قد كسبت نحو 1 في المائة فقط في تموز (يوليو)، وفقا لتقدير أجراه رئيس معلومات تحديد المراكز في بنك جيه بي مورجان، جون شليغل، وهو انتعاش أقل كثيرا من ارتفاع بنسبة 7 في المائة في الشهر الماضي للأسهم العالمية.
قال سكوت ويلسون، كبير مسؤولي الاستثمار في الصندوق الوقفي في جامعة واشنطن في سانت لويس، ولاية ميزوري: "من الواضح أن الأمور كانت كارثة في الأسهم الدائنة والمكشوفة"، مشيرا إلى أن بعض الصناديق تخلت عن أعوام من الأرباح في عمليات البيع هذا العام. وعد أنه كان "عاما صعبا" بالنسبة إلى الصناديق التي راهنت على الشركات سريعة النمو التي كانت رائجة في ذروة الجائحة، لكنها تراجعت بشكل حاد في 2022.
من بين الصناديق التي تعاني هناك الصندوق التابع لمجموعة موظفي تايجر السابقين، مافريك كابيتال، الذي حقق مكاسب من خانتين في كل من الأعوام الثلاثة الماضية، لكنه انخفض 35 في المائة في الأشهر الستة الأولى من العام. وتراجع سهم الصندوق الزميل، لايت ستريت، بنسبة تزيد على 40 في المائة.
وتراجع صندوق ثيرد بوينت نحو 20 في المائة في النصف الأول من العام، كونه خسر أمولا في الأسهم في شركة البرمجيات، سينتنيل ون، والشركة المصنعة للمركبات الكهربائية، ريفيان أوتوموتيف، وفقا لوثائق المستثمرين. وتراجع صندوق سكاي جلوبال، الذي أنشأه المحلل السابق في صندوق ثيرد بوينت، جيمي ستيرن، أكثر من 35 في المائة في النصف الأول من هذا العام بعد خسارة 10.4 في المائة في حزيران (يونيو)، وفقا للأرقام المرسلة للمستثمرين.
في مذكرة موجهة للعملاء، اطلعت عليها "فاينانشيال تايمز"، قال ستيرن إن الأداء القوي للصندوق على مدار نحو ستة أعوام "انهار بالتأكيد (في الربع الثاني) بسبب الأداء السيئ للغاية". تم ضرب الصندوق، الذي لا يزال مرتفعا 30 في المائة سنويا منذ إطلاقه، لاحتفاظه بمركز كبير في شركة أمازون. وكانت أمازون قد انخفضت 36 في المائة في العام المنتهي في حزيران (يونيو)، لكنها خفضت خسائرها منذ ذلك الحين إلى نحو 19 في المائة.
لم تطل المعاناة جميع الصناديق. كانت تحركات بعض المديرين مثل بريفان هاورد الذي يتداول في السندات الحكومية والعملات، وتجار النفط مثل بيير أندوراند وصناديق المنح التي تراهن على اتجاهات السوق قد حققت مكاسب كبيرة هذا العام. وقد ساعد ذلك على تعزيز متوسط عوائد الصناعة التي يبلغ حجمها أربعة تريليونات دولار ـ تتفوق كثيرا على أسواق الأسهم.
مع ذلك، أداء كثير من الصناديق الأخرى يمثل خيبة أمل للمستثمرين الذين كانوا قد علقوا آمالا كبيرة على أنه بعد أعوام من العوائد الباهتة على مدى العقد الماضي، يمكن لارتفاع أسعار الفائدة والأسواق الأكثر تقلبا أن تسمح للمديرين بإثبات قيمتهم. ويبدو أن الأداء الجيد في 2020 كان يشير إلى العودة للعصر الذهبي للتداول.
بدلا من ذلك، تخلفت الصناديق كثيرا عن السوق في العام الماضي. وكما في حال كثير من الصناديق الدائنة والمكشوفة، بدت غير مهيأة للتعامل مع مؤشر إس آند بي 500 في وول ستريت الذي انخفض 13 في المائة منذ بداية 2022 حتى الآن. قال أندرو بير، العضو المنتدب في شركة الاستثمار الأمريكية، ديناميك بيتا: "كان من المفترض أن تتخلى بعض الصناديق عن مصطلح "التحوط منذ فترة طويلة".
وبحسب باتريك غالي، الشريك الإداري في شركة ساسيكس بارتنرز، التي تقدم المشورة للعملاء بشأن صناديق التحوط، الصناديق الدائنة والمكشوفة "ليست ما تريده في هذه السوق"، مضيفا أنه يفضل الاستراتيجيات التي توفر مزيدا من التنوع.
هناك بالفعل إشارات على أن الخسائر تردع المستثمرين الذين كان كثير منهم حذرين أصلا من صناديق التحوط. وبعد أن تلقت تدفقات صافية بلغت 13.92 مليار دولار في العام الماضي، جذبت صناديق التحوط 440 مليون دولار فقط في الربع الأول من هذا العام، وفقا لمجموعة البيانات إيفيستمنت.
تظهر بيانات من شركة سيتكو المصرفية الخاصة أن الصناديق عانت أكثر من 10.1 مليار دولار من التدفقات الخارجة في حزيران (يونيو)، مع توقع عمليات استرداد تبلغ 7.8 مليار دولار في الربع الثالث و6.4 مليار دولار في نهاية العام.
قبل أعوام عدة قرر ويلسون، من جامعة واشنطن، خفض مخصصات صندوقه لصناديق التحوط من نحو 20 في المائة من المحفظة إلى نحو 5 في المائة.
قال إن هناك "مشكلة إنشاء محفظة" لدى هذه الصناديق. أولا، يمكن أن يؤدي الاحتفاظ بسلة من صناديق التحوط إلى جعل المستثمر يمتلك فعليا عددا كبيرا من مراكز الأسهم الدائنة والمكشوفة التي يمكن أن تشبه السوق، ما يعني أنه سيكون من الأفضل لها - ببساطة - امتلاك أدوات تتبع مؤشرات أرخص. ثانيا، إذا جنى أحد صناديق التحوط أموالا وخسر صندوق ثان مبلغا مشابها، فسيظل المستثمر يدفع لمدير الصندوق الأول أتعاب الأداء.
يتخذ مستثمرون آخرون إجراءات أيضا. يعمل صندوق المعاشات التقاعدية الهولندي أيه بي بي على تقليل تعرضه لصناديق التحوط وتقييم الاستراتيجيات التي يمكنه تنفيذها داخليا، بدلا من إسنادها إلى مدير خارجي، كطريقة لخفض التكاليف وتحسين السيطرة.
مع ذلك، لا يبدو أن الأداء الضعيف أثر في ثقة الصناعة بقدرتها على جذب المستثمرين.
وجدت دراسة استقصائية شملت 100 صندوق تحوط تدير 194 مليار أن 23 في المائة من الصناديق توقعت زيادة كبيرة في مخصصات المستثمرين المؤسسيين لصناديق التحوط خلال العامين المقبلين، و60 في المائة أخرى توقعت زيادة طفيفة. وتوقع 4 في المائة فقط أن تنخفض مخصصات المستثمرين.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES