"صرافات" بنوك العاصمة بين ضعف الأداء .. ونقص الورق

"صرافات" بنوك العاصمة بين ضعف الأداء .. ونقص الورق

تتنافس البنوك السعودية في تقديم خدماتها لعملائها، مختلفة من بنك إلى آخر، رغبة في كسب عملاء لبنوكهم يودعون أموالهم لديها، ومن الخدمات التي تقدمها البنوك لعملائها وضع أجهزة صراف آلي في عدة أماكن من الطريق، ولكن المستخدمين لهذه الصرافات بدأوا في الامتعاض من ضعف أداء الصرافات، وافتقاد بعضها إلى أبسط الخدمات التي وضعت من أجلها، فيما وضعت بعض الصرافات أمام محطات البنزين بمسافة قريبة جدا لا تسمح بالوصول إلى الصراف في حالة وجود سيارة أمام محطة البنزين، أضف إلى ذلك أن أرصفة كثير من الصرافات وممراتها ضيقة جدا مما يسبب ضررا لسيارة المستخدم.
ومن العبارات التي تقلق مستخدمي الصراف الآلي بهدف سحب مبلغ مالي عبارة "عفوا لا نستطيع خدمتك الآن، الجهاز تحت الصيانة".
"الاقتصادية" قامت بجولة على بعض شوارع العاصمة واستطلعت آراء بعض المواطنين حول خدمات التي تقدمها الصرافات الآلية، المواطن خالد الدوسري قال:"أواجه كثيرا من المشاكل لأني أضطر إلى إيداع مبلغ مالي شهري لوالدي من خلال أجهزة الصراف الآلي، وهذا يضطرني إلى البحث في نصف شوارع العاصمة للحصول على جهاز صالح للإيداع".
كذلك اشتكى بعض المواطنين من عدم توافر الورق في أجهزة الصرافات، حيث يوضح المواطن أحمد الخمعلي أنه سحب مبلغ خمسة آلاف ريال ولم يتسلم ورقة بذلك من الصراف ولم يعطه جهاز الصراف المبلغ مما اضطره إلى الانتظار يوم كامل حسب تعليمات ادارة البنك حتي يقدم احتجاجه مما أوقعه في حرج شديد، كونه كان في حاجة ماسة إلى المبلغ.
وأشار إلى أن كثيرا من أجهزة الصراف لم تعد تمنح المواطن ورقة وتكتفي بإظهار البيانات من خلال الشاشة لثوان معدودة لا تمكنك من تدقيق حساباتك وضبطها بشكل دقيق.
كما أكد مروان الحميداني أنه لم يعد يحفظ رصيده في البنك نتيجة عدم إعطاء جهاز الصراف للورقة التي تلي أي عملية بنكية، مشيرا إلى أنه لا يتذكر من حساباته سوى الأرقام التي وردت في خانة الآلاف أما المئات والريالات فنسيها قبل أشهر من الآن لأن الصرافات التي يستخدمها لم تعد تعطي أوراقا.
ولعل الأزمة الكبيرة والتي تؤرق بعض المواطنين هو سحب بطاقات صرافاتهم من قبل جهاز الصراف دون مبرر مما يعطل معه كثيرا من أشغالهم ويضطرهم إلى مراجعة البنك في اليوم التالي، بهدف إصدار بطاقة جديدة، المواطن حمدان السهلي تحدث عن موقف من هذا النوع تعرض لها وقال:" سحبت آلة الصرافة بطاقتي البنكية وأنا في أمس الحاجة لمبلغ مالي الأمر الذي كلفني الذهاب إلى فرع البنك الذي أتعامل معه لاستخراج بطاقة بديلة، حيث انتظرت نحو أسبوع حتى حصلت على البطاقة الجديدة، وعانيت خلال تلك الفترة الأمرين في سبيل الحصول على النقود
حيث يتوجب علي الذهاب إلى البنك والانتظام في طابور طويل، فضلا عن تعبئة الأوراق المتعلقة بعمليات السحب النقدي، وتتضاعف المشكلة حين يصادف سحب البطاقة فترة إجازة أسبوعية أو موسمية للبنوك، إذ تستدعي فترة انتظار طويلة وعناء بحث عن المال والمال في الحساب مرهون بالحصول على بطاقة صراف آلي عوضا عن البطاقة التي سحبتها آلة الصراف".
مبارك الحمدان أبدى امتعاضه الشديد من سوء صيانة آلات الصراف والخلل الفني الذي يؤدي في أحيان كثيرة إلى سحب مبالغ مالية دون إتمام العمليات بحصوله عليها، حيث تبدأ العملية بإدخاله البطاقة وتمر العملية بسلاسة بالغة، ويتتبع خطوات السحب بلا حالة انقطاع وعندما يحين القطاف ويتهيأ لأخذ المبلغ، تفاجئه رسالة مرئية بـ"نأسف لعدم إتمام العملية"، فيفاجأ بأن ماله سحب منه عنوة من آلة صراف، غير أنه يبدي استغرابه أيضا من تعامل بعض البنوك مع مثل هذه الحالات، ويرى أنه من المفترض بها أي "البنوك" أن تتبع العملية تلقائيا عبر آلية معينة ومن ثم تعيد المبلغ إلى حسابه بأسرع وقت، دون الحاجة إلى مراجعة البنك وتقديم خطاب قد تطول مدة شرحه وفحصه ليتخذ القرار بإعادة المبلغ بعد طول رجاء وقوة استجداء.
ويتسائل سلطان الخميس عن جدوى توافر الصرافات في الشوارع بأعداد كبيرة في ظل أدائها المصحوب بالمشاكل التقنية، مشيرا إلى أنه قد يضطر في بعض الأحيان إلى قطع مسافات بعيدة ليتمكن من إجراء عملية بنكية سلسة ومريحة، تغنيه عن عنصر المفاجأة مرة بعدم وجود الشبكة، ومرة بـ"نأسف لعدم خدمتك حاليا"، ومرة بـ"راجع فرع البنك"، ولم يخفي استيائه من حالة الازدحام التي عادة ما ترتبك بصراف معين دون غيره لكونه يعمل دون مشاكل تقنيه في الوقت الذي تجد فيه أن النطاق ذاته يحوي آلة صرافة لبنوك عدة..ولكنها لا تعمل، ويتسائل مالفائدة إذا..؟

الأكثر قراءة