الطاقة- النفط

النفط يواصل حصد المكاسب بدعم آمال الطلب الصيني والضيق في سوق الوقود العالمية

النفط يواصل حصد المكاسب بدعم آمال الطلب الصيني والضيق في سوق الوقود العالمية

زيادات سريعة تحدث في إنتاج النفط الأمريكي مع نمو أنشطة الحفر لتعويض خسائر الإمدادات من الحرب الروسية.

ارتفعت أسعار النفط الخام بفعل تخفيف إجراءات الإغلاق وزيادة آمال انتعاش الطلب في الصين، وذلك عقب تقلبات نتيجة ارتفاع الدولار إلى مستويات قياسية، واستمرار التفاوض حول تطبيق الحظر الأوروبي على النفط الروسي، وتفاقم التضخم والركود العالميين، بينما تتلقى الأسعار دعما من تخفيف الصين لقيود كورونا وإعادة فتح البلاد مطلع الشهر المقبل.
ويقول لـ «الاقتصادية» محللون نفطيون، إن أسعار النفط ارتفعت لتصل إلى أعلى مستوى في ثمانية أسابيع وسط ضيق في سوق الوقود العالمية وتوقعات بأن الطلب الصيني سيبدأ بالتعافي قريبا، مؤكدين أن قيام أكبر تجار النفط في العالم بتقليص صادرات الخام الروسية، في وقت تحاول فيه السوق معرفة من الذي سيملأ الفراغ.
وأضاف المختصون أن قدرة روسيا على إيجاد وسطاء وسفن ومشترين لخامها أمر محوري لكل من سوق النفط العالمية وموسكو وكلما قل عدد البراميل، التي تصدرها البلاد زاد الضغط على الإمدادات، مشيرين إلى أنه إذا كان هناك حظر شامل من جانب الاتحاد الأوروبي، فسيتعين أن تصبح تجارة النفط الروسية أكثر خصوصية، في حين أن بعض تلك البراميل الرخيصة ستستمر في التدفق إلى منافذ محدودة في آسيا.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش، رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة إن هناك ضغوطا على المشترين الآسيويين للخروج من صفقات شراء النفط الروسي، الذي اتجه شرقا لتعويض الخسائر، لافتا إلى أن تجار نفط وسماسرة في أنحاء آسيا رصدوا أن مزيدا من السفن المحملة بشحنات خام روسية استؤجرت من قبل مستأجرين أصغر مع توقع حظر الاتحاد الأوروبي، إلى جانب أن خروج الشركات الكبرى يضع ضغوطا متزايدة على العملاء الآسيويين للتوقف عن أخذ هذه البراميل.
وذكر أنه مع بداية الربع الأول من 2022 تعثر نشاط عقود صناعة النفط والغاز العالمية بسبب الصراع بين روسيا وأوكرانيا، واتسعت الضغوط التضخمية في العالم بسبب الأزمة الروسية - الأوكرانية وارتفاع الأسعار وتصاعد تكلفة المشاريع.
أما جوران جيراس، مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا، فيشير إلى أن المخاوف على الإمدادات النفطية في تصاعد مستمر بسبب الحظر الأوروبي على النفط الروسي، وهو ما يتطلب من المنتجين خارج "أوبك +" إجراء زيادات قوية في الإنتاج.
وأوضح أن زيادات سريعة تحدث في الإنتاج الأمريكي مع نمو أنشطة الحفر، ويمكن أن يرتفع إنتاج كندا من النفط بمقدار 900 ألف برميل يوميا لتعويض خسائر الإمدادات من الحرب الروسية في أوكرانيا، وفقا لرئيس الوزراء في مقاطعة ألبرتا.
من جانبه، يرى أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة، أن ارتفاع أسعار النفط هذا الأسبوع يرجع إلى عودة التفاؤل إلى السوق، حيث أدى التسهيل التدريجي لقواعد الإغلاق الصينية إلى إحياء الآمال بأن عمليات الشراء في شرق آسيا ستشهد نموا قويا خلال أشهر الصيف.
وأضاف أنه في المقابل نجد أن الاتحاد الأوروبي لا يزال لم يضف الطابع الرسمي على اتفاق بشأن عقوبات النفط والمنتجات الروسية، حيث يبدو أن الصفقة تتوقف الآن على دولة واحدة فقط، وهي المجر، لافتا إلى أنه إذا كان الاتحاد الأوروبي قادرا على إقناع المجر بالانضمام إلى العقوبات، فمن المرجح أن ترتفع الأسعار أكثر بسبب تضييق الإمدادات في ضوء تقلص الصادرات النفطية الروسية.
بدوره، يقول ديفيد لديسما، المحلل في شركة "ساوث كورت" الدولية إن النفط الخام أقرب إلى مواصلة وتيرة المكاسب مع ارتدادات محدودة بسبب جني الأرباح، لكن في المقابل ومع عودة ليبيا إلى وقف الإنتاج ونقص إنتاج "أوبك +" واستمرار غرب إفريقيا في معاناتها الاضطرابات، يبرز شح الإمدادات كمحرك رئيس لنمو الأسعار.
ونوه إلى أن أخبار إعادة افتتاح شنغهاي من أول حزيران (يونيو) المقبل فصاعدا أعادت الآمال في حدوث انتعاش سريع للطلب الصيني على الرغم من تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني إلى 4 - 4.5 في المائة هذا العام قد يضع حدا لذلك، مشيرا إلى أنه في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري انخفض الطلب على الخام الصيني 4 في المائة على أساس سنوي، كما انخفضت عمليات تشغيل المصافي الصينية إلى أدنى مستوياتها في تاريخ ما بعد الوباء في البلاد.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط بأكثر من دولار للبرميل في المعاملات الآسيوية المبكرة أمس، مدعومة بآمال تعافي الطلب في الصين مع تخفيف البلاد تدريجيا لبعض قيود كورونا، التي فرضتها مع بداية الحالات.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.15 دولار أو 1 في المائة، إلى 112.08 دولار للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.62 دولار أو 1.4 في المائة، إلى 113.02 دولار للبرميل معوضة بعض خسائرها بعد تراجع الأسعار بنحو 2 في المائة، في الجلسة السابقة.
وحققت مدينة شنغهاي الصينية هدفا طال انتظاره بعدم تسجيل أي إصابات جديدة بفيروس كورونا خارج مناطق الحجر الصحي لليوم الثالث على التوالي، الثلاثاء 17 أيار (مايو)، ووضعت خططا الإثنين لإنهاء إغلاق دام أكثر من ستة أسابيع.
وذكرت مصادر في السوق نقلا عن بيانات من معهد البترول الأمريكي، الثلاثاء 17 أيار (مايو)، أن مخزونات الخام والبنزين الأمريكية انخفضت في الأسبوع الماضي، كما تعلن الحكومة الأمريكية بيانات المخزونات، الأربعاء 18 أيار (مايو)، وكانت قد تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط في نطاق ضيق خلال الجلسة الآسيوية وسط ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي لأول مرة في أربع جلسات، موضحا ارتداده من الأدنى له منذ السادس من أيار (مايو)، وفقا للعلاقة العكسية بينها على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم، التي تتضمن الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة للأسبوع المنقضي في 13 من هذا الشهر، الذي قد يظهر تقلص الفائض إلى نحو 2.1 مليون برميل مقابل 8.5 مليون برميل في القراءة الأسبوعية السابقة.
وفي تمام الساعة 06:15 صباحا بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار خام النفط "نيمكس" تسليم حزيران (يونيو) المقبل 0.15 في المائة، لتتداول عند مستويات 110.94 دولار للبرميل، مقارنة بالافتتاحية عند مستويات 110.77 دولار للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية هابطة بعد أن اختتمت تداولات أمس، عند مستويات 112.40 دولار للبرميل.
أما عن العقود الآجلة لأسعار خام "برنت" تسليم تموز (يوليو) فقد انخفضت 0.15 في المائة، لتتداول عند 112.72 دولار للبرميل، مقارنة بالافتتاحية عند 112.89 دولار للبرميل، مع العلم أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات أمس عند 111.93 دولار للبرميل، وذلك مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي 0.02 في المائة، إلى 103.35 مقارنة بالافتتاحية عند 103.34، مع العلم، أن المؤشر اختتم تداولات أمس الأول عند 103.36.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط