FINANCIAL TIMES

السندات عالية المخاطر .. آن الأوان لشد الرحال

السندات عالية المخاطر .. آن الأوان لشد الرحال

أحد منافذ شركة بارتي سيتي للوازم الحفلات التي شكا رئيسها التنفيذي من أن تكاليف الهيليوم الكبيرة انعكست سلبا على الأرباح. "تسكالوزا نيوز"

إذا كانت نتائج شركة لوازم الحفلات، بارتي سيتي، الأسبوع الماضي هي أمر يمكن الاستناد إليه، فقد يكون الوقت قد حان ليشد مستثمرو السندات ذات العائد المرتفع رحالهم.
على الرغم من كونها الجزء الأكثر خطورة من جبل الديون الذي تم رفعه في الأعوام الأخيرة، السندات ذات العائد المرتفع، أو عالية المخاطر، صمدت جيدا أمام تقلبات الأسهم الشديدة، والسياسة النقدية الأكثر تشددا من الاحتياطي الفيدرالي، والتضخم المرتفع، وسلاسل التوريد المتعطلة، والحرب في أوروبا. لكن الوضع تغير.
بدأت "بارتي سيتي" أسبوعا من نتائج الأرباح المخيبة للآمال التي ساعدت سوق السندات عالية المخاطر على أن تفيق من سباتها. تعرضت الشركة لضغوط في الربع الأول من العرض المقيد للهيليوم وارتفاع الأسعار في الوقت الذي يتصاعد فيه الطلب قبل موسم التخرج في الولايات المتحدة.
شكل الهيليوم تكلفة مدخلات كبيرة على "بارتي سيتي" وأسهم فيما عانته الشركة قبل الجائحة. قال الرئيس التنفيذي، برادلي مورجان ويستون، في مكالمة هاتفية بشأن الأرباح، إن الشركة تمكنت من الحصول على ما يكفي من الهيليوم لتلبية طلبات عملائها، لكن مقابل ضربة غير متوقعة للأرباح بلغت مليوني دولار. إلى جانب ارتفاع رسوم الشحن والموانئ، أسهمت تكلفة الهيليوم الإضافية في خفض الأرباح.
البالونات لا تتحدى الجاذبية من تلقاء نفسها، وبعد النتائج المخيبة للآمال، لم تتحداها سندات "بارتي سيتي" أيضا. السندات التي تبلغ قيمتها 750 مليون دولار، التي بيعت قبل عام واحد فقط ويحل أجل استحقاقها في 2026، انكمشت إلى ما يزيد قليلا على 70 سنتا للدولار الواحد، مقارنة بأكثر من 90 سنتا في نهاية نيسان (أبريل).
لم تكن السندات وحدها التي تعاني، حيث أعاد المستثمرون تقييم قدرة مصدري السندات ذات العائد المرتفع على تحمل الآفاق الاقتصادية المتوترة.
حتى نهاية نيسان (أبريل)، خسر مؤشر واسع للسندات ذات العائد المرتفع، تديره شركة آيس داتا سيرفس، 8 في المائة هذا العام. لكن المستثمرين لا يزالون يشعرون بالثقة نسبيا بشأن مخاطر الائتمان، مستبعدين احتمال عدم وفاء الشركات بالتزاماتها. كان انخفاض المؤشر مدفوعا بالكامل تقريبا بالارتفاع السريع في أسعار الفائدة.
جدير بالذكر أن خسائر المؤشر قورنت بهبوط في مؤشر ناسداك بلغ 30 في المائة منذ بداية العام حتى الآن، وهو هبوط يتناسب مع الدورات السابقة. عندما تصبح الظروف صعبة، عادة ما تكون خسائر السندات أقل من التي تظهر في أسواق الأسهم، لأنها تقع في مكان أعلى في هيكل رأس مال الشركة، معزولة أكثر في حالة الإفلاس.
تجلت ثقة المستثمرين بشأن مخاطر الائتمان في الفرق بين عوائد سندات الشركات ونظيرتها سندات الخزانة الأمريكية، وهو فارق يتجاهل فعليا الحركة في أسعار الفائدة التي تمثلها السندات السيادية ويعطي إشارة أوضح حول وجهة نظر المستثمرين بشأن صحة الشركات منخفضة التنصيف. بدأت فروقات السندات ذات العائد المرتفع العام عند 3.10 في المائة، مسجلة ارتفاعا قليلا في وقت مبكر من العام قبل أن تستجمع قواها مرة أخرى في آذار (مارس) وتقف عند 3.5 في المائة في 21 نيسان (أبريل).
لكن منذ ذلك الحين بدأت الفروقات في الارتفاع، لتنهي نيسان (أبريل) عند 3.97 في المائة. في أيام التداول التسعة التي تلت ذلك، ارتفعت الفروقات 0.5 نقطة مئوية أخرى، متجاوزة عمليات البيع الكثيفة في كامل الجزء الأول من العام.
كانت الحركة حادة بشكل خاص بالنسبة إلى السندات ذات الجودة الأقل CCC، التي توجد أسفل سلم التصنيف الذي يبدأ من AAA مرورا بالسندات ذات التصنيف BBB تليها السندات المصنفة BB.
فاقت عوائد هذا الجزء من السوق أداء الديون ذات التصنيف الأعلى في وقت سابق من هذا العام، لأن التوقعات الاقتصادية القوية ساعدت على دعم الفكرة القائلة، إن صحتها العامة ستتحسن بمرور الوقت، ما يقلل الفروقات ويقاوم الارتفاع في أسعار الفائدة.
لكن هذا الشهر، انخفضت عوائد السندات ذات تصنيف CCC إلى ما دون السوق الأوسع، في إشارة واضحة إلى أن التوتر بشأن مخاطر أسعار الفائدة بدأ يتحول إلى قلق من مخاطر الائتمان.
قال مات إيجان، مدير محفظة في شركة لوميس سايلز في بوسطن، "لقد كانت سوقا قاسية وخشنة. لا يوجد ملاذ. إنها نقطة تحول فيما يتعلق بطبيعة بيع الائتمان الكثيف".
من خلال حديثي مع مديري صناديق السندات هذا الأسبوع - من ضمنهم إيجان - من الواضح أن هذه ليست نقطة انهيار بعد. لا تزال الثقة في قدرة السوق ذات العائد المرتفع على تحمل مزيد من الرياح المعاكسة قائمة، وإن كانت أقل إفراطا. قال أحد متداولي السندات في منتصف الأسبوع، إن هذا يبدو وكأنه فرصة شراء. إنهم يريدون فقط أن يبدأ شخص آخر في الشراء أولا.
يقف مؤشر العائد المرتفع لـ"آيس داتا سيرفس" عند 7.5 في المائة، وهو مستوى لم يتخطاه إلا في أربع حالات أخرى في العقد الماضي، كان آخرها في أسوأ حالات البيع الكثيف الناجم عن الجائحة وقبل ذلك خلال أزمة الطاقة في 2015 ومخاوف النمو التي ظهرت في 2018.
قال جيريمي بيرتون من شركة باين بريدج، "حالة الأساس التي كنت أراها في نهاية الربع الأول هي أن الاحتياطي الفيدرالي سيكون قادرا على الهبوط بسلاسة. لا تزال هذه حالة الأساس التي أراها لكن احتمال ظهور الحالة الهبوطية يتزايد".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES