النظارات الشمسية "المقلدة" تغزو الأسواق وتغري المستهلكين

النظارات الشمسية "المقلدة" تغزو الأسواق وتغري المستهلكين

توقع مستثمرون في قطاع بيع النظارات الشمسية ازدياد خسائرهم جراء تزايد الغش في تقليد العلامات التجارية للنظارات، حيث يلجأ كثيرا من المحال والأسواق إلى بيع البضائع المقلدة بأسعار زهيدة متفاوتة تغري المستهلكين.
وقد طالب هؤلاء المستثمرون الجمارك السعودية ووزارة التجارة بالحد من دخول العلامات المقلدة للنظارات الشمسية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، لما لها من تأثير صحي في المستخدمين، ناصحين المستهلك بالشراء من محال معتمدة لدى وزارة الصحة، حيث إن لهذه السلع الرديئة والمغشوشة نتائج صحية سلبية على العين والتي ربما تصل خطورتها إلى تلف القرنية أو الإضرار بالشبكية.
ورصدت "الاقتصادية" خلال جولة ميدانية على بعض محال بيع النظارات في العاصمة، شكوى كثير من أصحاب المحال والباعة فيها من غزو وانتشار النظارات المقلدة والتي تباع في السوبر ماركت "البقالات"، وأمام المساجد والأسواق، دون أي خوف من الرقابة والتي تمر فرقها مرور الكرام أمام هؤلاء الباعة، حيث يتكبد وكلاء النظارات الأصلية والعلامات التجارية العالمية الخسائر الباهظة التي تقدر بمئات الملايين جراء التقليد، بل إن بعض الباعة حمّل بعض أصحاب محال النظارات الشمسية، ببيع النظارات المقلدة للعلامات التجارية العالمية على أنها علامة تجارية بأسعار رخيصة بحجة التخفيضات الموسمية مستغلين ضعف خبرة الزبون وعدم معرفته بالأصلي والمقلد.
وتتفاوت أسعار بيع النظارات الشمسية "الأصلية" حسب العلامة التجارية، ومكان الصنع، والموديل، حيث يراوح متوسط أسعارها بين 150 و2000 ريال، أما أسعار النظارات "المقلدة" فتراوح بين خمسة و50 ريالا.
يقول الدكتور أحمد زهري مدير مبيعات في أحد محال بيع النظارات المعروفة شرق الرياض، إن شراء النظارات الشمسية يشهد إقبالا كبيرا من المستهلكين في فترة الصيف بنسبة متزايدة تزيد على الأشهر الماضية، حيث يلجأ كثير من الزبائن إلى الشراء للحماية من أشعة الشمس، وحجب وتخفيف حدة الضوء الضار على العين.
وأوضح زهري أن التقليد والغش في النظارات الشمسية يكثر لسهولة ذلك، أما النظارات الطبية فالتقليد والغش فيها أقل خاصة في الزجاج والبلاستيك، وإذا وجد فيكون دائما في الإطار(الفريم), مشيراً إلى أن معظم النظارات الشمسية المقلدة تصنع من قبل شركات آسيوية "صينية" تعتمد على رخص أسعارها، وأن هناك بعض الزبائن يبحث عن النظارات المقلدة للعلامات التجارية العالمية لرخص ثمنها وارتفاع سعر الماركة الأصلي، حيث تتميز نظارات العلامات التجارية العالمية بالشكل الأنيق، وأدى ذلك الأمر إلى انتشار النظارات المقلدة في كل محل صغير وكبير وفي بسطات الشوارع.
من جهته، ذكر علي الهريش رئيس لجنة البصريات في الغرفة التجارية أن نحو 50 في المائة من النظارات الموجودة في السوق مقلدة، ويصل حجم خسائر المحال إلى نحو مائة مليون ريال جراء التقليد في سوق يصل حجمها إلى ملياري ريال سعودي سنويا. منوّها بأن النظارات المقلدة لم تعد فقط على الأرصفة أو في المحال غير المعروفة، بل انتشرت في بعض المحال المعروفة والأسواق الكبيرة. مطالبا بوجود تحالف مشكل من الوزارات المعنية لمتابعة القضية، لأنها تؤثر في المستهلكين.
من جانبه، قدر الدكتور عبد الحفيظ بشاوري عضو لجنة البصريات وصاحب أحد محال النظارات، أن حجم البضاعة المستوردة سنويا يصل إلى 500 ألف نظارة. مؤكدا أن حجم خسائر المحال بسبب النظارات المقلدة يتعدى الـ 50 في المائة.
وقدر باعة في محال البصريات في العاصمة أن عمليات البيع في ازدياد نتيجة زيادة عدد السكان، وزيادة الوعي بأهمية ارتداء النظارات الشمسية للوقاية من أشعة الشمس فوق البنفسجية الضارة، ورغبة كثير من المواطنين والمواطنات بالظهور بالشكل الأنيق، وأن اقتناءها أصبح أمر ضروريا لهم فيكاد لا يخلو جيب رجل وشنطة امرأة منها.

الأكثر قراءة