أخبار اقتصادية- عالمية

أمريكا تسعى إلى استعادة الصدارة العالمية في إنتاج أشباه الموصلات

أمريكا تسعى إلى استعادة الصدارة العالمية في إنتاج أشباه الموصلات

بايدن وبات جيلسينجر رئيس مجموعة إنتل في البيت الأبيض أمس. "أ. ب"

يسعى الرئيس جو بايدن للاستجابة لإحدى المشكلات الاقتصادية الداهمة حاليا بانضمامه أمس إلى إعلان شركة إنتل العملاقة عن استثمار ضخم بقيمة 20 مليار دولار لإنتاج الرقائق الإلكترونية في الولايات المتحدة في وقت يسهم النقص في هذا المنتج في تزايد التضخم.
وبحسب "الفرنسية"، يكرر الرئيس الأمريكي أن التضخم المتصاعد في البلد على ارتباط مباشر بمشكلات سلاسل الإمداد العالمية ويحض الصناعيين على إعادة مراكز الإنتاج ولا سيما صناعة أشباه الموصلات إلى الولايات المتحدة.
وأثنى بايدن أمس على مشروع إنتل معتبرا أنه "استثمار تاريخي حقا من أجل الولايات المتحدة والعمال الأمريكيين".
وأكد متحدثا إلى جانب رئيس مجموعة إنتل بات جيلسينجر بعد لقاء في البيت الأبيض، أن إدارته ستواصل "استخدام كل الأدوات التي في متناولها .. لتعزيز صمودنا الاقتصادي وصنع المزيد في أمريكا، لأن ما هو على المحك في نهاية المطاف هو أمننا القومي وأمننا الاقتصادي".
والرقائق الإلكترونية أساسية في عدد كبير من القطاعات والمنتجات التي تراوح بين السيارات والهواتف الذكية مرورا بالتجهيزات الطبية حتى الأدوات الكهربائية المنزلية.
وأوضحت إنتل أمس أنها ستباشر نهاية العام بناء مصنعين لأشباه المواصلات على مقربة من عاصمة ولاية أوهايو، بهدف بدء إنتاج الرقائق الإلكترونية ابتداء من 2025.
وعلق البيت الأبيض في بيان "الإعلان هو آخر مؤشر إلى التقدم في جهود إدارة بايدن و(نائبة الرئيس كامالا) هاريس لتسريع الصناعة الوطنية للمنتجات الأساسية مثل أشباه الموصلات، من أجل معالجة نقاط الاختناق في سلاسل الإمداد على المدى القريب، وإحياء قاعدتنا التصنيعية وإنشاء وظائف جيدة هنا، في بلادنا".
وتعتزم إنتل توظيف ثلاثة آلاف موظف جديد في هذه المواقع التي سيتطلب تشييدها سبعة آلاف عامل بناء.
وتسببت الزيادة الهائلة في الطلب في ظل تفشي وباء كوفيد - 19 بنقاط اختناق في سلاسل التوريد ترغم الشركات على إبطاء إنتاجها في كل أنحاء العالم وتتسبب بزيادة معدلات التضخم.
وذكر البيت الأبيض أن "الولايات المتحدة كانت فيما مضى تتصدر العالم في الإنتاج العالمي لأشباه الموصلات. لكن خلال العقود الماضية، خسرت الولايات المتحدة أسبقيتها: تراجعت حصتنا من الإنتاج العالمي لأشباه الموصلات من 37 في المائة إلى 12 في المائة فقط خلال الأعوام الـ30 الأخيرة".
ويشير المستشارون الاقتصاديون للرئيس الأمريكي إلى أن ثلث الزيادة السنوية في الأسعار العام الماضي كانت ناتجة "فقط من أسعار السيارات المرتفعة"، وهو القطاع الأكثر تضررا جراء أزمة الرقائق الإلكترونية.
وصادق مجلس الشيوخ في حزيران (يونيو) على قانون حول الابتكار والمنافسة، وقال البيت الأبيض إن "الإدارة تعمل مع مجلسي النواب والشيوخ لإقرار هذا التشريع بشكل نهائي".
وأوضح البيت الأبيض أن النص يتضمن تمويل "قانون رقائق من أجل أمريكا" بمستوى 52 مليار دولار "لاجتذاب مزيد من الاستثمارات من القطاع الخاص والحفاظ على الريادة التكنولوجية الأمريكية".
مع اشتداد الأزمة الصحية التي سلطت الضوء على التبعية الصناعية لآسيا، باتت الحكومات خصوصا في الولايات المتحدة وأوروبا حريصة على تأمين إمدادها بأشباه الموصلات بعد أعوام انتقلت خلالها مراكز الإنتاج إلى البلدان الآسيوية حيث التكلفة أدنى.
وينتج القسم الأكبر من الرقائق الإلكترونية في تايوان التي تطالب بكين بالسيادة عليها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من أراضيها.
وأعلن قطاع صناعة أشباه الموصلات منذ مطلع 2021 عن استثمارات جديدة تقارب 80 مليار دولار في الولايات المتحدة حتى العام 2025، بحسب بيانات صادرة عن اتحاد هذا القطاع استشهد بها البيت الأبيض.
وشدد على أن "هذه الاستثمارات ستؤمن عشرات آلاف الوظائف الجيدة الأجر في الولايات المتحدة، وستدعم الريادة التكنولوجية الأمريكية وتشجع أمان وصمود سلاسل الإمداد العالمية بأشباه الموصلات".
وأوضحت وزيرة التجارة جينا ريموندو أن "بإمكان المستهلكين الأمريكيين أن يترقبوا أسعارا أدنى فيما نعيد إلى البلاد إنتاج أشباه الموصلات التي تشكل محركا لاقتصادنا". لكن من غير المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تراجع التضخم في المدى القريب إذ إن الإنتاج لن يبدأ سوى بعد فترة.
إلى ذلك، تلقت الوكالات الاتحادية الأمريكية توجيهات برفع الحد الأدنى للأجور لموظفي الحكومة إلى 15 دولارا في الساعة، بحسب إرشادات جديدة أصدرها مكتب إدارة شؤون موظفي الحكومة.
وبحسب "رويترز"، قال المكتب أمس إن التوجيهات الجديدة ستطبق على نحو 70 ألف موظف، يعمل معظمهم بوزارات الدفاع والزراعة وشؤون قدامي المحاربين.
وكان الرئيس جو بايدن قد جعل دعم العمال الذين يعتمد عملهم على الأعمال اليدوية الشاقة، أو من يطلق عليهم (أصحاب الياقات الزرقاء) أولوية في حملاته الانتخابية، حيث قال إن النقابات العمالية القوية ورفع أجور العمال أمور سيترتب عليها إعادة إحياء الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة، كما ستسهم في التغلب على أوجه عدم المساواة الاقتصادية والعرقية.
وقال مكتب إدارة شؤون موظفي الحكومة إنه طالب الوكالات الاتحادية بتطبيق لائحة الأجور الجديدة ابتداء من 30 كانون الثاني (يناير)، على أن يستثنى منها العاملون في هيئة الخدمات البريدية الأمريكية وهيئة تنظيم البريد.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية