ملامح طفل منهك أداة ناجعة لتصريف "سلعة" باستدرار العطف

ملامح طفل منهك أداة ناجعة لتصريف "سلعة" باستدرار العطف

تنامت في الآونة الأخيرة طرق تسويق مبتكرة تعتمد في آليتها على دغدغة المشاعر وربما الدق على وتر الحاجة حتى لو لم تكن هناك حاجة للسلعة المبيعة بالنسبة لمشتريها "الإنسان".
طفل صغير يجول بعربته في شوارع العاصمة الرياض، حاملا أشرطة كاسيت تلبي الأذواق والرغبات كافة ما بين دينية أو أخرى ترفيهية، وبجانبها مسجل صغير مرتفع الصوت يدور بها في المراكز والأسواق التجارية باحثا عن الربح.
تحدث أحد هؤلاء البائعين الجائلين وهو طفل صغير لم يتجاوز الـ12 من عمره ويدعى محمد إبراهيم، فقال " إنه يحقق دخلا يوميا لا يقل عن 50 ريالا يسهم بها في مصروفات البيت ودفع إيجار السكن الذي يعيش فيه مع أفراد أسرته، ويساعد أسرته التي فقدت رب أسرتها، وأصبح هو وأخوه الأكبر المسؤولين عن أفراد الأسرة المكونة من 12 فردا.
وعن أسعار الأشرطة يقول إن سعر الواحد بالمفرد يساوي عشرة ريالات، أما إذا أخذ المستهلك مجموعة من الأشرطة فإنه يخفض له ريالاً أو ريالين عن كل شريط ، مؤكدا أنه يروي للمستهلكين الذين يرتادون الأسواق والمراكز التجارية في العاصمة ظروف عائلته المادية وهو الأمر الذي يسهم في زيادة مبيعاته حتى إنهم يتعاطفون معه ويرفضون خفض السعر ويدفعون عن كل شريط يشترونه عشرة ريالات حتى لو أخذوا كمية من الأشرطة، لافتا إلى أنه لا يبيع إلا أشرطة القرآن الكريم فقط ، وعن ما إذا كان يدرك الطفل أن ما يفعله مخالف لنظام العمل احتج الطفل الصغير بشدة على هذا القول.
وأكد الطفل أن من يسعى لكسب رزقه وإعالة أفراد أسرته لا يمكن أن يكون مخالفا، وتساءل " أيهما أفضل.. أن أذهب إلى مراكز التسويق أو أبواب المساجد للتسول، أم أكسب رزقي بعرق جبينيا" وعن سر رفضه للتصوير قال إنه يخشى أن يعيره زملاءه في المدرسة ويسخروا منه لممارسته ذلك العمل لكن حتى لو اكتشفوا ذلك فإنه لن يشعر بالخجل.
من جانبه يوضح حزام سعيد راشد أنه لا يجد مضايقات من أصحاب المحال التجارية في الأسواق، فهو لا يشكل لهم أي عائق، مشيرا إلى أن المكاسب التي يحققونها لا تقارن بمكاسب أصحاب المحال المتخصصة في بيع الكاسيت لكنها تفي بالغرض، مضيفا أنه لا يدفع إيجارا ولا كهرباء وليس بحاجة إلى عامل يتولى عملية البيع والشراء كما هو الحال في المحال التجارية، وأن كل ما يفعله هو الوقوف في مكان ما من السوق أو المركز التجاري وتشغيل المسجل الصغير، ليقبل عليه الراغبون في الشراء وعما إذا كانت أسعار أشرطة الغناء والطرب تختلف عن الأشرطة الدينية وأشرطة القرآن الكريم أوضح أن السعر مختلف، فسعر شريط الغناء يراوح ما بين 15 و20 ريالا. أما بالنسبة للأشرطة الدينية أو أشرطة القرآن الكريم فتراوح سعرها بين خمسة وعشرة ريالات فقط. وعن السبب في ذلك يوضح البائع إن الأشرطة الدينية يسهل الحصول عليها وبأسعار مخفضة عكس أشرطة الأغاني. التي يتجاوز سعرها في وأضاف أن أسعار أشرطة الغناء والطرب لدى البائعين الجائلين أقل من سعرها في المحال التجارية المتخصصة، والسبب أنهم يشترون أشرطة فارغة ورخيصة الثمن ثم يسجلون عليها الأغاني التي عليها إقبال من المستهلكين، وعما إذا كان يدرك أن ذلك مخالف لحق الملكية الفكرية وأنه قد يعرضه للعقاب أكد أنه لا يفهم في مثل هذه الأمور. كما أن المستهلك لا يفاصل في هذا الجانب، خاصة أنه وجد مبتغاه بسعر أقل وجودة لا بأس بها في التسجيل، منوها إلى أنه لا يجد أية مضايقات في المراكز والأسواق التجارية، وحتى العاملين في المجال الأمني في الأسواق يغضون الطرف عن ذلك طالما أنه لا يسبب مشاكل ويعمل بكل هدوء.

الأكثر قراءة