الطاقة- النفط

«أوبك»: حالة عدم اليقين تهيمن على السوق مع ظهور المتحور الجديد

«أوبك»: حالة عدم اليقين تهيمن على السوق مع ظهور المتحور الجديد

تراجعت أسعار النفط الثلاثاء مسجلة أكبر انخفاض شهري لها منذ بداية الجائحة.

أكد ديمانتينو أزفيدو، وزير الطاقة الأنجولي، رئيس مؤتمر عام منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن سوق النفط واجهت تحديات واسعة منذ اندلاع الجائحة على مدى 20 شهرا، التي هددت الطلب بسبب الإغلاقات الواسعة.
وأشار إلى أن إعلان التعاون بين "أوبك" وخارجها كان بمنزلة فصل جديد من التعاون والتنسيق بين المنتجين، الذي حقق كثيرا من الاستقرار والتنمية للصناعة، ونحن نحتفل بمرور خمسة أعوام على إطلاق هذا التعاون المثمر في الجزائر ثم في فيينا.
جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوزاري رقم 182 لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، الذي عقد افتراضيا بحضور وزراء الدول الأعضاء الـ13 وقدم للجلسة الافتتاحية محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة "أوبك".
وأوضح الوزير الأنجولي أن حالة عدم اليقين تهيمن على السوق، خاصة مع خطورة المتغير الجديد "أوميكرون"، ما دفع عديدا من الدول إلى السحب من الاحتياطيات بسبب ضبابية الأسواق، مؤكدا ضرورة بقاء المنتجين متحدين ومتعاونين لتأكيد توازن واستقرار السوق.
وذكر الوزير أن التعاون بين "أوبك" وخارجها كان وما زال في مصلحة المنتجين والمستهلكين واستقرار الأسواق العالمية، مثمنا دور لجنة المراقبة الوزارية في "أوبك+" برئاسة السعودية وروسيا وسكرتارية "أوبك" في فيينا، الذين يتابعون تطورات السوق بشكل جيد ودقيق ومتلاحق.
وأثنى الوزير على جهود الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي وألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي اللذين ينفذان استراتيجية ناجحة، مشيرا إلى دور "أوبك" التاريخي على مدار 60 عاما في دعم الصناعة وتحقيق ازدهارها وتوازن السوق.
وأضاف الوزير أن "أوبك" تواصل جهودها أيضا في مكافحة فقر الطاقة وتوفير احتياجات الطاقة لجميع الدول النامية، خاصة في إفريقيا، وفي تطوير السياسات ورفع كفاءة مزيج الطاقة وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال خاصة من خلال الحوارات، التي تقودها "أوبك" مع دول الاستهلاك، مثمنا أيضا المشاورات الفنية مع روسيا والهند والصين وغيرها من الدول الرئيسة في السوق.
وثمن رئيس مؤتمر "أوبك" التعاون والحوار المستمر مع وكالة الطاقة ومنتدى الطاقة الدولي متطلعا إلى الاحتفال في العراق العام القادم بذكرى تأسيس "أوبك"، التي تأجلت بسبب أزمة الجائحة.
إلى ذلك، تجتمع "أوبك+" اليوم لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستضخ مزيدا من النفط في السوق أو ستكبح الإمدادات وسط تراجع في أسعار النفط ومخاوف من أن تضعف السلالة "أوميكرون" المتحورة من فيروس كورونا الطلب العالمي على الطاقة.
ويقول عدد من وزراء "أوبك+"، إنه ليست هناك حاجة لأن تقوم المجموعة برد فعل غير محسوب لتعديل سياسة الإنتاج.
فمنذ آب (أغسطس) تضيف المجموعة 400 ألف برميل يوميا للإمدادات العالمية، فيما تتخلى تدريجيا عن التخفيضات القياسية المتفق عليها 2020، عندما تضاءل الطلب بسبب كورونا.
وقال محمد عرقاب، وزير الطاقة الجزائري أمس، إن "أوبك+" ستزود السوق العالمية بما يكفي من النفط، لكنه حث على توخي الحذر بشأن تأثير متحور أوميكرون.
وأوضحت لويز ديكسون، كبيرة محللي أسواق النفط في ريستاد إنرجي "التهديد الذي يواجه الطلب على النفط حقيقي، قد تتسبب موجة أخرى من إجراءات الإغلاق في فاقد يصل إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا في الطلب على النفط خلال الربع الأول من 2022".
لكن بنك جولدمان ساكس قال إن انخفاض أسعار النفط في الأيام الماضية كان مفرطا، إذ إن السوق تأخذ في اعتبارها في تقدير الأسعار انخفاض الطلب بمقدار سبعة ملايين برميل يوميا.
وما زاد الضغط على الأسعار، تصريحات جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي بأن البنك المركزي الأمريكي سيناقش على الأرجح تسريع خفض مشتريات السندات وسط قوة في الاقتصاد وتوقعات بأن ارتفاع التضخم سيستمر.
وأشار بعض المحللين إلى أن "أوبك+" قد تعلق خططا لإضافة 400 ألف برميل يوميا للإمدادات في كانون الثاني (يناير).
فحتى قبل ظهور أوميكرون، كانت المجموعة تدرس بالفعل آثار إعلان الولايات المتحدة ودول أخرى الأسبوع الماضي استخدام احتياطيات الخام الطارئة لتهدئة أسعار الطاقة.
وتعكف "أوبك+" على إنهاء تخفيضات الإمدادات القياسية البالغة عشرة ملايين برميل يوميا بشكل تدريجي، التي تبنتها العام الماضي، ولا تزال هناك تخفيضات بنحو 3.8 مليون برميل يوميا سارية.
وفي سياق متصل، أشار تقرير داخلي إلى أن تكتل "أوبك+" يتوقع زيادة فائض النفط إلى مليوني برميل يوميا في كانون الثاني (يناير) و3.4 مليون برميل يوميا في شباط (فبراير) و3.8 مليون برميل يوميا في آذار (مارس) 2022.
وبحسب "رويترز"، قال التقرير "بشكل عام يبدو أن تأثير أوميكرون سيكون في الوقت الحالي على وقود الطائرات، ولا سيما في إفريقيا وأوروبا".
وأضاف "الطلب على وقود وسائل النقل في أوروبا قد يتأثر أيضا".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط