الطاقة- النفط

رغم الثلاثي «أوميكرون» وضعف الطلب وقيود الإغلاق .. النفط يستهل ديسمبر على ارتفاع

رغم الثلاثي «أوميكرون» وضعف الطلب وقيود الإغلاق .. النفط يستهل ديسمبر على ارتفاع

أسعار النفط ارتفعت بأكثر من 4 في المائة أمس لتعوض خسائر حادة تكبدتها خلال الجلسة السابقة.

استهلت أسعار النفط الخام تعاملات كانون الأول (ديسمبر) على مكاسب جيدة رغم الثلاثي، "أوميكرون"، ضعف الطلب، وقيود الإغلاق، وذلك عقب خسائر شهرية حادة في تشرين الثاني (نوفمبر) خسر فيها خام برنت 16 في المائة والخام الأمريكي 21 في المائة نتيجة الإعلان عن متحور "أوميكرون" الجديد من فيروس كورونا وعودة قيود السفر والإغلاقات حول العالم.
وجاءت المكاسب في بداية الشهر مدعومة بالتفاؤل باجتماعات وزراء الطاقة في مجموعة "أوبك+" التي تجرى على مدار الأربعاء والخميس وتبحث تطورات السوق بعد تجدد أزمة الجائحة وسط تكهنات باحتمال تأجيل الزيادة الشهرية في الإنتاج لكانون الأول (يناير) التي تبلغ 400 ألف برميل يوميا.
وعقدت أمس، أعمال الاجتماع الوزاري 182 لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" الذي يضم وزراء النفط والطاقة في الدول الاعضاء الـ13 وعقد افتراضيا عبر الإنترنت وتتواصل الاجتماعات اليوم الخميس، بعقد الاجتماع الـ35 للجنة المراقبة الوزارية المشتركة لتحالف منتجي "أوبك+" ثم يعقبه الاجتماع الوزاري الـ23 لـ"أوبك" والمنتجين المستقلين "أوبك +".
وناقش أول الاجتماعات الصعوبات التي تعطل الاستقرار في السوق النفطي خاصة بعد اكتشاف المتحور الجديد من فيروس كورونا " أوميكرون " الذي أدى إلى تهاوي الأسعار وتراجع الطلب.
ويقول لـ"الاقتصادية" مختصون نفطيون إن النفط الخام سجل أكبر خسارة شهرية منذ الأيام الأولى لوباء كورونا حيث كان المستثمرون يقيمون المخاطر التي يشكلها متغير "أوميكرون" الجديد خاصة بعد توقع شركة "مودرنا" أن يحتاج العالم إلى لقاحات جديدة لتوفير الحماية ضد المتغير مشيرين إلى أن الخام الأمريكي هوى بأكثر من 20 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر) محققا أكبر خسارة شهرية منذ آذار (مارس) 2020.
وفي هذا السياق، يوضح الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة أن سوق النفط الخام استهلت تعاملات الشهر الجديد على صعود بسبب ترقب قرار "أوبك+" والثقة بقدرتها على أخذ القرار المناسب لتجاوز الأزمة الراهنة، مشيرا إلى أن السوق في انتظار قرار "أوبك+" اليوم الذي سيكون له تأثير كبير في مسار الأسعار في الأيام المقبلة حيث إن الجميع يترقبون ما إذا كان التحالف سيوقف سلسلة من الزيادات الشهرية في الإمدادات النفطية أم لا.
وذكر أن السوق ما زالت في مرحلة الاضطرابات المتلاحقة وتسودها حالة عدم اليقين المتزايدة بشأن كيفية تأثير وتداعيات متغير "أوميكرون" على الطلب على النفط، ولذا من المرجح أن تبقي أسعار النفط الخام متقلبة بشدة خلال الأسابيع المقبلة.
من جانبها، ذكرت جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا أن قرار "أوبك+" ستكون له الكلمة الفصل في مسار الأسعار وقد تتواصل الارتفاعات السعرية إذا قررت المجموعة تأجيل الزيادة الشهرية في كانون الثاني (يناير) بسبب ضعف الطلب وانتشار الوباء وعودة الإغلاقات وقيود السفر.
وأشار إلى أن تجار النفط يتابعون أيضا المحادثات الراهنة في فيينا الهادفة إلى إحياء اتفاق إيران النووي لعام 2015 مع القوى العالمية، وتأثيره في الأسعار.
من ناحيته، يقول أندرو موريس مدير شركة بويري الدولية للاستشارات إن وفرة المعروض تلوح في الأفق للسوق النفطية في بداية العام المقبل في ضوء ضعف الطلب المتوقع وتنامي أخطار تحور الفيروس وعودة قيود الإغلاق.
وأشار إلى أن الخسائر الشهرية في أسعار الخام الأمريكي في تشرين الثاني (نوفمبر) كانت أكثر وتجاوزت 20 في المائة بينما بلغت خسائر خام برنت نحو 16 في المائة ما يوضح حجم معاناة الطلب على الإنتاج الأمريكي خاصة بعدما تسارعت الخسائر في العقود الآجلة للخام الأمريكي وهوت إلى ما دون 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ أواخر آب (أغسطس) الماضي.
وتقول الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة إن الجميع يتطلع إلى معرفة قراءة "أوبك+" لأزمة "أوميكرون" ومدى قناعتها بالحاجة إلى تغيير سياسة الإنتاج لشهر كانون الثاني (يناير) المقبل، لافتا إلى أن الأزمة بدلت معنويات السوق إلى الحالة السلبية كما عكست توقعات الطلب على المدى القصير.
وأضافت أن أسعار النفط الخام ستواصل مسيرة المكاسب إذا تراجعت بالفعل المخاوف المرتبطة بالمتغير الجديد للوباء أو ظهرت دلائل علمية على فاعلية اللقاحات الحالية في مواجهة هذا المتغير خاصة أن العوامل الإيجابية ما زالت راسخة في السوق ومنها أن بيانات الاقتصاد الكلي في آسيا تتجه إلى التحسن المستمر وهي إشارة إيجابية للطلب على الطاقة، موضحة أنه في الصين عاد مؤشر مديري المشتريات التصنيعي إلى الارتفاع بينما ارتفع إنتاج المصانع في اليابان.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، حافظت أسعار النفط، المتقلبة كثيرا منذ اكتشاف المتحورة أوميكرون من فيروس كورونا، على ارتفاع خلال تعاملات أمس، في سوق تنتظر نتيجة دورة اجتماعات أوبك وحلفائها عبر تحالف "أوبك+".
وسجل سعر برميل برنت مرجعية بحر الشمال تسليم شباط (فبراير) الساعة 16:45 بتوقيت جرينتش، ارتفاعا بنسبة 2.98 في المائة ليصل إلى 71.29 دولار.
وفي نيويورك ارتفع سعر برميل غرب تكساس الوسيط تسليم كانون الثاني (يناير) بنسبة 2.84 في المائة، إلى 68.06 دولار.
وقال المحلل لدى "فليبس فيوتشرس" آفتار ساندو إن هذين العقدين اللذين خسرا أكثر من 5 في المائة الثلاثاء، "يتعافيان بينما سيحاول المنتجون الرئيسيون التصدي للتهديد الموجه للطلب على المحروقات جراء المتحورة أوميكرون". وتشير البيانات إلى أنه حتى وإن وافقت "أوبك+" على المضي قدما في زيادة الإمدادات المزمعة في كانون الثاني (يناير) فقد يجد المنتجون صعوبة في إضافة هذا القدر.
وخلص مسح لـ"رويترز" إلى أن "أوبك" ضخت 27.74 مليون برميل يوميا في تشرين الثاني (نوفمبر)، بزيادة 220 ألف برميل يوميا عن الشهر السابق، لكن ذلك كان أقل من الزيادة البالغة 254 ألف برميل يوميا المسموح بها لأعضاء "أوبك" بموجب اتفاق "أوبك+".
إلى ذلك، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 71.01 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 74.20 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" الأربعاء إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق رابع انخفاض حاد على التوالي وأن السلة خسرت نحو ثمانية دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 79.4 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط