الطاقة- النفط

النفط يرتفع 5.6 % مع بحث المستثمرين عن صفقات رابحة

النفط يرتفع 5.6 % مع بحث المستثمرين عن صفقات رابحة

انخفاض الأسعار يوم الجمعة كان ضربة مفاجئة للسوق بسبب حالة الذعر التى رافقت اكتشاف "أوميكرون".

ارتفعت أسعار النفط أمس أكثر من 5.6 في المائة مع بحث المستثمرين عن صفقات رابحة بعد تراجعها الجمعة.
ودعم الأسعار التوقعات باحتمال أن توقف "أوبك+" في اجتماعها الوزاري المقبل الخميس، العمل بزيادة الإنتاج الشهرية وقدرها 400 ألف برميل يوميا وذلك عقب تهاوي الأسعار على أثر الأنباء عن انتشار السلالة الجديدة من فيروس كورونا "أوميكرون".
وتسود حالة من المعنويات السلبية في السوق النفطية مع تنامي التوقعات بضعف الطلب في ضوء عودة قيود الإغلاق وحظر السفر في العديد من دول العالم ما يجدد الاحتمالات بعودة وفرة المعروض النفطي في الربع الأول من العام المقبل.
وقال لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون إن مجموعة المنتجين في "أوبك+" تراقب عن كثب وضع السوق النفطية وترصد التأثيرات المتعلقة بالمتحورة "أوميكرون" خاصة تأثيرها في الطلب العالمي وسيتم التعامل معها بالحذر نفسه الذي تعتمده المجموعة منذ بداية أزمة الوباء وهو الأمر الذي أكدته تصريحات ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي اليوم.
وأكد روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن اجتماع "أوبك+" الخميس المقبل يأتي في توقيت دقيق بسبب ظهور مستجدات واسعة التأثير في السوق وأهمها متغير "أوميكرون" المقلق، مبينا أن الأسعار ارتفعت في بداية الأسبوع بسبب تكهنات باحتمال تأجيل الزيادة الشهرية المقررة في الإنتاج لكانون الثاني (يناير) المقبل نتيجة اتساع معاناة الطلب وتوقعات وفرة المعروض.
ورجح أن تعيد الولايات المتحدة أيضا النظر في خطة خفض الأسعار عن طريق إطلاق المخزونات بعدما انهارت الأسعار بشكل حاد في نهاية الأسبوع الماضي بتأثير من المخاوف المتعلقة بعمليات الإغلاق الجديدة بسبب سلالة كورونا المتحورة والأسرع في الانتشار والأخطر في نشر العدوى.
من جانبه، قال ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، إن انخفاض أسعار خام برنت بنحو 11 في المائة في يوم واحد كان ضربة مفاجئة للسوق بسبب حالة الذعر التي رافقت ثبوت وانتشار متغير كورونا الجديد وفي ظل اتخاذ إجراءات تقييدية من قبل حكومات الدول المختلفة.
وذكر أن إعلان روسيا عن تأجيل اجتماع لجنة المراقبة الوزارية لـ"أوبك+" إلى الخميس يعكس حرص المنتجين على دراسة وضع السوق بالتفصيل وعدم التعجل في اتخاذ قرارات الإنتاج المقبلة خاصة في ظل غموض وضع المتغير الجديد وتأثيراته الكاملة في السوق النفطية.
من ناحيته، ذكر ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، أن وضع السوق حاليا متوتر وهناك دلائل على أن الطلب قد يضعف في بعض الأسواق خلال أشهر الشتاء في آسيا وأوروبا وتحديدا مع انتشار المتحورة "أوميكرون" الذي يمكن أن يؤدي إلى المزيد من إلغاء الرحلات ويعطل حركة السفر مجددا.
ولفت إلى صدمة السوق مع انخفاض الخام الأمريكي بأكثر من 10 في المائة إلى ما دون 70 دولارا لأول مرة منذ أيلول (سبتمبر) بينما سجل خام برنت سابع أكبر انخفاض له على الإطلاق بسبب فزع التجار كما أعربت "أوبك+" عن قلقها بشأن فائض المعروض.
بدورها، أوضحت نايلا هنجستلر مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية أن "أوبك+" أثبتت صحة تمسكها بالحذر في زيادة الإنتاج بسبب سرعة التحولات في مسار السوق وفي حركة الأسعار، مبينة أن المجموعة اختارت سياسة هادئة تقوم على ضخ المزيد من النفط ببطء إلى الأسواق العالمية بعد خفض الإنتاج بشكل واسع في العام الماضي في بداية أزمة اندلاع الوباء.
وأشارت إلى تكهنات تسود السوق حول احتمالية إيقاف الزيادات الشهرية مؤقتا لمراعاة التقلبات في وضع الطلب وتخوفا من وفرة المعروض في الربع الأول من العام المقبل، موضحة أن انخفاض الأسعار كان مفرطا نظرا لعدم وجود معرفة كافية بمخاطر السلالة الجديدة من وباء كوفيد.
وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط أمس مع بحث المستثمرين عن صفقات رابحة بعد تراجعها الجمعة وبفعل تكهنات بأن تجمع أوبك+ ربما يوقف زيادة إنتاج النفط في ظل انتشار السلالة أوميكرون من فيروس كورونا، لكن الأجواء لا تزال حذرة في ظل عدم معرفة شيء يذكر عن المتحور الجديد.
وبحسب "رويترز"، قفزت الأسعار أكثر من 5.6 في المائة، معوضة بعض الخسائر بعد أن هوت بأزيد من 10 في المائة في الجلسة السابقة. وسجلت أسعار النفط الجمعة أكبر انخفاض لها في يوم واحد منذ نيسان (أبريل) 2020 بعد أن أثارت السلالة الجديدة مخاوف المستثمرين وزادت من المخاوف من إمكانية تزايد فائض المعروض في الربع الأول.
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس برنت 5.68 في المائة إلى 76.85 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، بعد هبوطها 9.50 دولار الجمعة.
وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 6.85 في المائة إلى 72.83 دولار للبرميل بعد أن هبط 10.24 دولار في الجلسة السابقة.
وثمة قلق من أن تعرقل السلالة الجديدة مسار تعافي الاقتصاد العالمي، الأمر الذي قد يضعف الطلب على النفط، في حين ازدادت أيضا المخاوف من حدوث فائض في المعروض في الربع الأول من العام المقبل.
قال تاتسوفومي أوكوشي كبير الاقتصاديين في نومورا سيكيوريتيز "رأينا بعض التصحيح، إذ إن انخفاض أسعار النفط الجمعة كان مبالغا فيه".
وأضاف "إذا تراجعت السوق أكثر، فقد توقف أوبك+ الزيادة المخططة في إنتاج الخام لدعم الأسعار".
وانتشرت السلالة أوميكرون في أنحاء العالم، إذ أبلغت هولندا والدنمارك وأستراليا عن حالات جديدة حتى مع فرض مزيد من الدول قيودا على السفر.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 76.09 دولار للبرميل الجمعة مقابل 81.31 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني تراجع حاد على التوالي، كما أن السلة خسرت نحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 80.32 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط