الطاقة- النفط

محللون: وضع السوق النفطية مبشر .. عتبة 80 دولارا لن تكون الحد الأقصى للأسعار

محللون: وضع السوق النفطية مبشر .. عتبة 80 دولارا لن تكون الحد الأقصى للأسعار

أسواق آسيا تعد ركيزة هامة من ركائز الطلب العالمي على الطاقة.

سيطرت التقلبات السعرية على أسعار النفط الخام بعد مكاسب قياسية سابقة، إذ تراجعت على نحو محدود عدّه المحللون بمنزلة راحة من وتيرة صعود الأسعار الحادة التي تجيء بفضل انتعاش الطلب العالمي ونقص إمدادات الغاز والتحول نحو النفط الخام كبديل عنه.
ويواصل المنتجون في "أوبك +" التمسك بقيود العرض مع ضخ زيادة محدودة في الإمدادات بنحو 400 ألف برميل يوميا على أساس شهري، ويترافق ذلك مع حالة حذر وسط منتجي النفط الصخري الأمريكي.
وقال مختصون ومحللون نفطيون إن وضع السوق النفطية الراهن مبشر بمكاسب أوسع، حيث من المرجح ألا تكون عتبة 80 دولارا للبرميل هي الحد الأقصى لأسعار النفط في الأشهر المقبلة، خاصة في ضوء بيانات قوية ومؤشرات عن انتعاش الطلب العالمي، واستمرار المكاسب القياسية لأسعار الغاز الطبيعي التي تقود إلى زيادة الطلب على المنتجات النفطية لتوليد الطاقة والتدفئة.
وأوضح المختصون أن المخاوف من تداعيات وباء كورونا تقلصت على نحو واسع وانتعشت حركة التنقل، خاصة في الاقتصادات المتقدمة وسط ارتفاع معدلات التطعيم والانتعاش الاقتصادي القوي الذي يقارب مستويات ما قبل الجائحة في عام 2019.
وأشاروا إلى أنه مع عودة الاقتصاد الأوروبي إلى الحياة بعد الإغلاق واستئناف الناس حياتهم كالمعتاد بعد الوباء فاق الطلب على الطاقة العرض بكثير، ما أدى إلى أزمة طاقة شديدة وارتفاع الأسعار في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي.
ولفتوا إلى ارتفاع أسعار الطاقة القياسية الإقليمية بالفعل إلى ما يقرب من 500 في المائة هذا العام فقط، ومن المرجح أن تزداد الأمور تصاعدا في أشهر الشتاء الباردة، حيث يرتفع الطلب على الطاقة بشكل كبير.
وفى هذا الإطار، قال لـ «الاقتصادية» سيفين شيميل؛ مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية، إن مكاسب الأسعار القياسية مستمرة مدفوعة بتعافي الطلب بوتيرة تفوق كل التقديرات السابقة بتأثير خاص من الاقتصادات النامية في جنوب وجنوب شرق آسيا.
ورجح أن الطلب على النفط على مستوى العالم سيستمر في النمو، ومن المقرر أن يصل إلى مستويات ما قبل الوباء في غضون بضعة أشهر.
وأوضح أن أسواق الطاقة تشهد حالة متفردة وشديدة الصعوبة، وذلك في ضوء الارتفاع الصاروخي في أسعار الغاز الطبيعي والطاقة؛ ما أشعل سوق الطاقة بشكل عام، وأدت هذه الحالة بالفعل إلى زيادة الطلب على المنتجات النفطية وتسارع حالة التحول من الغاز إلى النفط، خاصة في أجزاء كبيرة من أسواق آسيا، وهي الأسواق التي تعد ركيزة مهمة من ركائز الطلب العالمي على الطاقة.
من جانبه، ذكر لـ «الاقتصادية» روبين نوبل؛ مدير شركة أوكسيرا الدولية للاستشارات، أن أسعار خام برنت تجاوزت مستوى 84 دولارا للبرميل والخام الأمريكي 82 دولارا للبرميل، بسبب شح الإمدادات وقيود المعروض من جانب تحالف "أوبك +"، إضافة إلى حالة تدافع العالم للحصول على إمدادات الطاقة لفصل الشتاء الذي من المتوقع أن يكون الأعلى في الاستهلاك بسبب شدة البرودة المتوقعة.
ولفت إلى أن حالة التعافي النسبي من الوباء عالميا لها مردود قوي على الطلب على النفط الخام والوقود، موضحا أن الوباء لا يزال أحد العوامل المؤثرة في سوق النفط العالمية لكن تأثيره في الاقتصاد العالمي عامة وفي الطلب على الطاقة تحديدا بدأ في مرحلة التراجع والتقلص الملحوظ.
من ناحيته، أوضح لـ «الاقتصادية» ماركوس كروج؛ كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن انتشار اللقاحات وتراجع الإصابات الجديدة وقدوم فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي أدت إلى تعزيز مسيرة مكاسب الطلب العالمي على النفط الخام والوقود، لافتا إلى بيانات صادرة عن شركة وود ماكنزي العالمية تتوقع أن يصل الطلب في جميع أنحاء العالم إلى مستويات ما قبل الجائحة بحلول الربع الثالث من العام المقبل.
وأشار إلى أن الطلب على النفط في الولايات المتحدة يأتي في طليعة الانتعاش، حيث اقترب الطلب على المنتجات البترولية خلال الصيف الماضي من أعلى مستوياته على الإطلاق عند نحو 21 مليون برميل يوميا – بحسب "وود ماكيزي".
ولفت إلى أن بعض الدوائر التحليلية كانت في السابق تعد مستوى 80 دولارا للبرميل مدمرا للطلب، لكن في ظل اختناقات العرض في أغلب موارد الطاقة، وبخاصة الغاز والفحم، صار مستوى الأسعار جيدا ولكن المخاوف تتجه إلى ارتفاع أوسع في الشتاء.
بدورها، قالت لـ «الاقتصادية» نينا أنيجبوجو؛ المحللة الروسية ومختص التحكيم الاقتصادي الدولي، إن أزمة الغاز وتداعياتها على كل موارد الطاقة، وبخاصة النفط باعتباره البديل الأنجح، ستستمر حيث أدت اللوائح الصارمة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون وحملات تثبيط الاستثمار في تطوير الوقود الأحفوري في أوروبا إلى زيادة اعتماد القارة الشديد على الطاقة المستوردة على الرغم من الطموحات لزيادة الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة من خلال بناء قدرة هائلة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
ولفتت إلى أن الطلب الآسيوي أيضا يستعيد عافيته بقوة بعد الإغلاق الذي تسبب فيه الوباء وعادت زيادة استهلاك الطاقة للتأثير بشكل واسع في السوق، موضحة أن الأزمة ظهرت بقوة في الغاز والفحم بسبب قلة الاستثمار وإغلاق المصانع. فى المقابل، واجه منتجو النفط الخام هذا النقص بحذر مقابل زيادة الإمدادات النفطية واستمروا في تطبيق القيود السابقة مع تخفيف محدود لا يلبي تطلعات المستهلكين إلى وفرة المعروض.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط أمس، للمرة الأولى في أربعة أيام، فيما وصفه المحللون بأنه استراحة بعد أسابيع من المكاسب بسبب انتعاش الطلب العالمي الذي يسهم في نقص الطاقة في الاقتصادات الكبرى.
وتراجعت أسعار خام برنت إلى 83.59 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:40 بتوقيت جرينتش بعد أن لامست أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع أمس الأول بارتفاع 1.5 في المائة.
وهبط الخام الأمريكي 13 سنتا إلى 80.39 دولار للبرميل، بعد أن ارتفع أيضا بنسبة 1.5 في المائة في الجلسة السابقة، حينما وصل إلى أعلى مستوى منذ نحو سبعة أعوام.
وارتفعت أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية في الأسابيع القليلة المنصرمة، مدفوعة بنقص الطاقة في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة.
كما أن صعود أسعار الغاز الطبيعي يشجع منتجي الكهرباء على التحول إلى النفط.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 82.53 دولار للبرميل، أمس الأول، مقابل 81.54 دولار للبرميل في اليوم السابق .
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي، وأن السلة كسبت نحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 78.26 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط