الطاقة- النفط

شركات الطاقة العالمية مرشحة لزيادة أرباحها مع ارتفاع أسعار الغاز .. نمو الطلب وإمدادات محدودة

شركات الطاقة العالمية مرشحة لزيادة أرباحها مع ارتفاع أسعار الغاز .. نمو الطلب وإمدادات محدودة

العوامل الداعمة للمكاسب اتسعت مع ارتفاع أسعار الغاز مما أدى إلى زيادة الطلب على النفط.

توقع محللون نفطيون استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعدما اختتم تعاملات الأسبوع الماضي على مكاسب قياسية نحو 4 في المائة، وقد تجاوز خام برنت مستوى 82 دولارا للبرميل والخام الأمريكي 80 دولارا، مدفوعين من أزمة الغاز العالمية ومن استمرار قيود العرض، سواء من المنتجين الأمريكيين أو مجموعة "أوبك +"، ليسجل النفط الخام أعلى مستوى من الارتفاعات في سبعة أعوام.
وتعود المكاسب في الأساس إلى أزمة الغاز العالمية، التي أضافت أكثر من 650 مليون برميل للطلب على النفط الخام وقد رافقها ارتفاع واسع للمخاوف من ندرة الإمدادات، خاصة مع قدوم فصل الشتاء وزيادة احتياجات المستهلكين للتدفئة في أوروبا والولايات المتحدة.
وأوضح المحللون لـ"الاقتصادية"، أن أزمة الغاز العالمية والارتفاع القياسي والمطرد في الأسعار أديا إلى قفزة ربحية لشركات الطاقة العالمية، لافتين إلى أن عملاق الطاقة "أكسون موبيل" – على سبيل المثال – أعلن أن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي العالمية سيؤدي إلى زيادة أرباح الربع الثالث بنحو 700 مليون دولار.
وأشار المختصون إلى تزايد دور ونفوذ مجموعة المنتجين في "أوبك +" في قيادة وإدارة السوق النفطية، بعد تراجع مساهمات الشركات الأمريكية وحذرها الشديد من زيادة الإنتاج والتركيز على البديل وهو تعويض المساهمين وتعزيز المراكز المالية، مشيرين إلى قول شركة "ريستاد إنرجي" العالمية للطاقة أن "أوبك +" أصبحت تمتلك "السكين والكعكة" في سوق النفط في اشارة إلى الهيمنة الكاملة على السوق.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش آي" لخدمات الطاقة إن النفط الخام على الأرجح سيواصل حصد المكاسب السعرية ويستمر في تسجيل مستويات قياسية، بعدما بلغ أعلى مستوى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2014، موضحا أن أزمة الطاقة العالمية أدت إلى نمو واسع في الطلب، بالتزامن مع تمسك مجموعة منتجي "أوبك +" بالحفاظ على مستوى محدود من الإمدادات.
وذكر أن هناك عديدا من المؤشرات تشير إلى أن الإمدادات ستظل مقيدة وهو ما يبشر بمزيد من المكاسب، خاصة في فصل الشتاء وهو من فترات نمو الطلب الموسمي ويضاف إلى ذلك أزمة النقص العالمي في الغاز الطبيعي وهو ما أدى بدوره إلى تعزيز الطلب على النفط لتوليد الطاقة لأغراض التدفئة.
من جانبه، يرى، دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية، أن صعود الأسعار هو التوقع الأرجح في الشهور المقبلة، خاصة بعدما تبددت الآمال في وفرة المعروض وذلك عقب إعلان وزارة الطاقة الأمريكية، أنه ليس لديها خطط في هذا الوقت للاستفادة من احتياطيات النفط الخام في البلاد، إضافة إلى تمسك منتجي النفط الصخري بسياسات الحذر في نمو الإمدادات.
وأشار إلى أن النمو المحدود في أنشطة الحفر الأمريكية غير قادر على زيادة المعروض وإنما يقوم فقط بتعويض نضوب الحقول القائمة ومنع الإنتاج الأمريكي من الانخفاض، لافتا إلى أن أسعار النفط تتلقى دعما إضافيا من ضعف الدولار، الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع النفط وجاء الضعف بفعل تراجع بيانات الوظائف الأمريكية.
ويشير بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة إلى أن أسعار النفط الخام سجلت مكاسب أسبوعية سابعة على التوالي، وهي أطول فترة مكاسب منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وهي مرشحة للاستمرار في الأسابيع المقبلة وفقا لمعطيات السوق الراهنة، خاصة مع تسجيل حالة قوية وموثوقة من التعافي الاقتصادي من الوباء، إضافة إلى بقاء اضطرابات الإمدادات النفطية في الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن العوامل الداعمة للمكاسب اتسعت مع ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، ما أدى إلى زيادة الطلب على المنتجات النفطية مثل الديزل وزيت الوقود، بينما في المقابل وفيما يخص العرض نجد تمسك منتجي "أوبك" وحلفائهم بزيادة طفيفة للإنتاج في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وهو ما يعني مزيدا من تقييد الإمدادات في ظل طفرات الطلب المتلاحقة، لكن المجموعة ترى أن السوق لم تستقر بعد، وهي بحاجة إلى رصد نمو مستدام في الطلب على النفط الخام.
وتوضح أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية، أن عديدا من مقاييس سوق النفط الأساسية تظهر علامات القوة، وهناك بالفعل اشارات مستمرة على ارتفاع الطلب ونقص الإمدادات، خاصة مع اتجاه السوق العالمية للتوسع في عمليات استبدال الغاز الطبيعي بالنفط الخام في أقرب وقت ممكن.
وأشارت إلى أن الطلب العالمي مرشح لنمو أوسع، خاصة بعدما أمرت بكين الشركات المملوكة للدولة بتأمين إمدادات الطاقة لفصل الشتاء بأي ثمن، ما أدى إلى قفزة واسعة في أسعار العقود الآجلة للنفط الخام بلغت 10 في المائة، تقريبا في ختام الأسبوع الماضي.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط الجمعة بما يزيد على 4 في المائة، في الأسبوع، إذ عززت مخاوف عالمية من أزمة طاقة من الأسعار ودفعتها لأعلى مستوى منذ 2014 ودفعت الصين لطلب زيادة في إنتاج الفحم، ومع تنامي الطلب العالمي على الطاقة، قالت "أوبك" وحلفاؤها إنهم سيستمرون على مسار يقلل تدريجيا من خفض الإنتاج.
بينما قالت الحكومة الأمريكية إنها تراقب أسواق الطاقة، إلا أنها لم تعلن أي خطط فورية لاتخاذ إجراءات لخفض الأسعار، مؤكدة أن جميع الأدوات مطروحة دائما على الطاولة لمعالجة شح إمدادات الطاقة.
ولامس خام غرب تكساس الأمريكي الوسيط مستوى فوق 80 دولارا للبرميل لفترة وجيزة.
وشهدت أسواق الطاقة نقصا في الإمدادات في مواجهة تحسن الطلب على الوقود مع تعافي الأنشطة الاقتصادية من تبعات الجائحة. ويخشى الكثيرون من أن حلول شتاء بارد قد يضع مزيدا من الضغوط على إمدادات الغاز الطبيعي.
وأمرت الصين المناجم في إقليم منغوليا الداخلية بزيادة إنتاج الفحم للتخفيف من أزمة الطاقة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 62 سنتا أو 0.6 في المائة، إلى 82.56 دولار للبرميل بحلول الساعة 16:20 بتوقيت جرينتش، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.02 دولار أو 1.3 في المائة، إلى 79.31 دولار للبرميل بعد أن لامست لفترة وجيزة أعلى مستوى في الجلسة عند 80.11 دولار للبرميل متخطية أعلى مستوى وصلت له هذا الأسبوع وهو 79.78 دولار للبرميل، الذي كان أعلى سعر في سبعة أعوام تقريبا.
وفي وقت سابق من الأسبوع، وصل برنت لأعلى مستوى في ثلاثة أعوام مسجلا 83.47 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط