الطاقة- النفط

توجس بين منتجي "الصخري الأمريكي" .. لا زيادة في الإنتاج رغم إغراءات الأسعار المرتفعة

توجس بين منتجي "الصخري الأمريكي" .. لا زيادة في الإنتاج رغم إغراءات الأسعار المرتفعة

أزمة الغاز العالمية أضافت 650 ألف برميل يوميا للطلب العالمي على الخام.

مالت أسعار النفط الخام إلى التراجع بعد بيانات تظهر زيادة غير متوقعة في المخزونات النفطية الأمريكية ما جدد المخاوف بشأن وتيرة تعافي الطلب العالمي وذلك بعد فترة من المكاسب القياسية دفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوى في نحو سبعة أعوام.
وجاءت المكاسب السابقة مدفوعة بأزمة الغاز العالمية وبقرار تحالف المنتجين في أوبك + بالحفاظ على زيادة تدريجية محدودة في الإمدادات النفطية تبلغ 400 ألف برميل في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بينما قفزت أسعار النفط العالمية هذا العام أكثر من 50 في المائة.
ويقول لـ"الاقتصادية" مختصون ومحللون نفطيون إن أسعار النفط الخام سجلت تراجعات بعد مكاسب واسعة وقياسية سابقة ويرجع ذلك لعوامل مستجدة دخلت إلى السوق بعدما عرضت روسيا تخفيف أزمة الغاز الطبيعي في أوروبا بإضافة المزيد من الإمدادات الطارئة وتزامن ذلك مع تزايد التكهنات باحتمال لجوء الولايات المتحدة إلى السحب من احتياطياتها الاستراتيجية من النفط الخام.
وأشار المختصون إلى أن حالة الحذر في زيادة الإمدادات النفطية تهيمن على جميع المنتجين حاليا سواء في مجموعة أوبك + أو خارجها لافتين إلى أن منتجي النفط الأمريكيين تحديدا ما زالوا مترددين في زيادة الإنتاج بشكل ملموس رغم إغراءات الأسعار المرتفعة.
وفي هذا الإطار، يقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة إن احتمال حدوث انفراجة قريبة في أزمة الغاز العالمية - التي كانت تسهم بقوة في زيادة الطلب على النفط - كان له تأثير ملحوظ في الأسعار وتحديدا عندما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه من المحتمل تصدير كميات قياسية من الغاز الطبيعي إلى أوروبا هذا العام لمساعدة القارة الأوروبية على تجاوز أزمة الطاقة.
وأشار إلى أنه عقب هذه التصريحات الروسية اطمأنت السوق نسبيا إلى وضع إمدادات الطاقة وتراجعت أسعار الغاز أكثر وقد يعني انخفاض الأسعار حافزا أقل للمستهلكين للتحول إلى الاستعانة بالنفط الخام كبديل عن الغاز الطبيعي.
من جانبه، يقول فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة سنام الإيطالية للطاقة إن أوبك + في ضوء قناعتها بعدم استقرار نمو الطلب وبقاء وفرة المعروض في الشهور المقبلة انتهت في اجتماعها الوزاري إلى الاتفاق على مواصلة خطتها لزيادة المعروض تدريجيا مؤجلة البت في بعض الدعوات لزيادة الإنتاج بشكل أسرع للمساعدة على تهدئة وتيرة صعود الأسعار.
ولفت إلى تراجع الأسعار فور الاطمئنان إلى أن السوق مزودة بشكل جيد خاصة بعد تقرير عن أن الإدارة الأمريكية تدرس الإفراج عن جزء من احتياطياتها النفطية الاستراتيجية المخصصة للطوارىء حيث يمكن أن تفرج واشنطن عما يصل إلى 60 مليون برميل من احتياطيها الاستراتيجي وإذا تم تنفيذ هذه الخطة سوف تتوقف الأسعار عن الصعود وتميل إلى التراجع بحسب تقديرات بنوك عالمية في مقدمتها مجموعة "جولدمان ساكس".
من ناحيته، يقول أندريه موريس مدير شركة "بويري" الدولية للاستشارات إن أسعار النفط تحلق حول مستويات قياسية وكانت مرشحة لمزيد من المكاسب بسبب أزمة الطاقة في كل من أوروبا وآسيا وقد أدت إلى اتساع كبير وزيادة في الطلب على النفط الخام والمنتجات النفطية قبل موسم الشتاء ولكن المخاوف تراجعت بشكل لافت مع تدخل روسيا حيث أسهمت في تهدئة الأسواق باعتزامها توفير احتياجات الاستهلاك من الغاز في أوروبا بشكل كاف ووفير.
وأشار إلى أن أزمة الغاز العالمية أضافت للطلب العالمي على النفط الخام 650 ألف برميل يوميا وإذا زادت صادرات الغاز الروسي ولبت بالفعل احتياجات المستهلكين في أوروبا وآسيا فقد يعني ذلك انتهاء الطلب الإضافي على النفط الناتج عن التحول من الغاز إلى النفط متوقعا استمرار هدوء وتيرة الأسعار.
وبدورها، تقول ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية إن تحالف أوبك+ في وضع قوي للغاية وهو اللاعب الرئيس والمحوري في إدارة السوق النفطية في المرحلة الراهنة، مشيرة إلى أنه يساعد على ذلك أن إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة سينمو بمعدل متواضع خلال الـ18 شهرا المقبلة حتى مع وصول الأسعار إلى أعلى مستوياتها في عدة أعوام.
وأشارت إلى أن المنتجين الأمريكيين يستخدمون التدفق النقدي لسداد الديون ومكافأة المساهمين بدلا من الاستثمار في عمليات حفر جديدة، لافتة إلى أن الطلب على الطاقة آخذ في الارتفاع في جميع أنحاء العالم كما وصلت أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي إلى أعلى مستوى لها في سبعة أعوام خاصة مع تمسك أوبك + بالزيادات المحدودة المتفق عليها في تموز (يوليو) الماضي.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، هبطت أسعار النفط للجلسة الثانية، تحت ضغوط ناجمة عن زيادة غير متوقعة لمخزونات الخام الأمريكي أثارت مخاوف بشأن الطلب بعد ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوياتها في أعوام عديدة.
ونزل الخام الأمريكي 0.67 في المائة، أو 52 سنتا، إلى 76.91 دولار للبرميل قبيل افتتاح أسواق أوروبا، بعد صعود السوق الأربعاء إلى 79.78 دولار، الأعلى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2014. وخسر خام برنت 0.1 في المائة، أو ثمانية سنتات، إلى 81 دولارا للبرميل.
وقالت إيه.إن.زد في مذكرة "ارتفعت المخزونات التجارية للخام، الأسبوع الماضي، وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة. وزادت أيضا مخزونات البنزين ما أثار مخاوف من ضعف الطلب".
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي 2.3 مليون برميل، مقارنة بتوقعات لانخفاض متواضع قدره 418 ألفا. وارتفعت مخزونات البنزين أيضا في حين تراجعت مخزونات نواتج التقطير قليلا.
وقالت منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفاؤها (أوبك+) الإثنين إنها ستتمسك باتفاقها على زيادة إنتاج النفط بالتدريج، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الخام لأعلى مستوياتها منذ أعوام.
وأوضحت مصادر مقربة من المجموعة إن قرار أوبك+ زيادة إنتاج النفط باعتدال وبالتدريج، رغم ارتفاع الأسعار هذا العام، يرجع جزئيا إلى مخاوف من أن يتراجع الطلب وتنخفض الأسعار.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 80.65 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 80.45 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك الخميس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق ثالث ارتفاع له على التوالي وإن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 77.72 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط