FINANCIAL TIMES

المستثمرون أكثر حذرا في أواخر العام

المستثمرون أكثر حذرا في أواخر العام

نهاية العام أصبحت على مرمى البصر. عاد لاتيه بهارات اليقطين، وبدأت محال السوبر ماركت في وضع صور فطائر اللحم المفروم على تطبيقاتها. "من المبكر جدا، من وجهة نظري".
في هذا الوقت من العام لدى مديري الصناديق مهمة رئيسة واحدة، هي ألا تفعل أي شيء غبي. سخاء البنوك المركزية والحكومات عزز عائداتهم بشكل جيد إلى حد ما في 2021، وما لم يكسروا تلك القاعدة الذهبية برهان سيئ الحظ، فإن معظمهم في طريقهم لوضع أرقام محترمة للعام بأكمله.
قال ديفيد رايلي، كبير محللي الاستثمار في بلوباي لإدارة الأصول "يبدو الأمر وكأن فعل شيء غبي الآن سيلقى عقابا خاصا". من الناحية المثالية ينبغي ألا يحدث ذلك على الإطلاق، لكن حدوثه الآن، مع وصول العام إلى نهاياته ومع تسعير الأسواق المحفوفة بالمخاطر لتحقيق الكمال "سيكون أقل تسامحا".
قد يساعد ذلك على تفسير التحول الكبير في المشاعر. فجأة، أصبح المستثمرون أكثر حذرا.
أحدث استطلاع شهري أجراه بنك أوف أمريكا لمديري الصناديق - وهو مقياس رئيس لمزاج السوق - أظهر هذا الأسبوع أن التفاؤل آخذ في الانكماش. من بين 232 مدير صندوق شملهم الاستطلاع ـ يديرون 800 مليار دولار من الأصول ـ يتوقع 13 في المائة فقط اقتصادا عالميا أقوى.
حدوث تراجع في التفاؤل العالمي تقريبا ابتداء من هذا الربيع، عندما بدأنا بالخروج من عمليات الإغلاق، أمر لا مفر منه. قبل شهر كانت نسبة المتفائلين ضعف هذا الحجم. لم يكن المستثمرون بهذا التشاؤم منذ نيسان (أبريل) 2020.
وبالمثل، تراجعت بشدة التوقعات بشأن أرباح الشركات. يعتقد 12 في المائة فقط أنهم سيتحسنون، انخفاضا من 41 في المائة في الشهر الماضي، وهي النسبة الأدنى منذ أيار (مايو) من العام الماضي.
تساعد الصين حقا على إثارة التوتر هنا. ربما بشكل يخالف الحدس، لم يكن ذلك بسبب ضغوط الديون التي تضرب قطاع العقارات في البلاد. عن حق أو خطأ، يعتقد المستثمرون العالميون أن شركة إيفيرجراند للتطوير العقاري تمر في أزمة تشبه الانهيار الداخلي الخاضع للسيطرة، مع تداعيات قليلة، إن وجدت، على البنوك الخارجية.
إذا كان هناك من شيء، فهو أن المحللين يشكون في أن انهيار "إيفيرجراند" قد يشجع البنك المركزي الصيني على العودة ثانية مع مزيد من الدعم النقدي المقدم في فترة فيروس كورونا. لا شك أن الأسابيع المقبلة ستختبر هذا الرأي المتفائل.
بدلا من ذلك، فإن مصدر القلق الرئيس هو أننا تجاوزنا نقطة ذروة النمو، ولا سيما في الصين، حيث أثبتت مبيعات التجزئة الأسبوع الماضي أنها أضعف بكثير مما توقعه الاقتصاديون، وأثبت الإنتاج الصناعي أيضا أنه ضعيف بشكل مدهش. يشعر المستثمرون بالقلق بشأن أي مجال من الأسواق قد يثير غضب بكين مرة أخرى، بعد الضربات الشديدة في قطاعات التعليم والتكنولوجيا والألعاب.
لكن الصين ليست وحدها. مؤشر سيتي جروب للمفاجآت الاقتصادية العالمية - وهو مقياس لدرجة البيانات الاقتصادية وما إذا ما كانت ستتجاوز توقعات الاقتصاديين أو تخيب آمالهم - هبط إلى سالب 16 نقطة، انخفاضا من 90 نقطة في حزيران (يونيو). بعبارة أخرى، على الرغم من موجة التشاؤم المتزايدة، فشل المحللون والاقتصاديون في توقع مدى سوء أداء الاقتصاد.
على الصعيد العالمي، لن يختفي متحور دلتا بطريقة سحرية. ويمكن القول إن الخطر الأكثر إثارة للرعب في الأسواق هذا العام - التضخم - يثبت أنه ينذر بالخطر.
مع ذلك، فإن الأمر المثير للفضول حقا هو أن التفاؤل ينخفض، لكن من الواضح تماما أن الأسواق ليست كذلك. تضاءلت قوة الدفع إلى أعلى بالتأكيد، لكن على الرغم من الحالة المزاجية الكئيبة لا يزال نصف المستثمرين في مسح بنك أوف أمريكا يزيدون الاستثمار في الأسهم. الزيادة أقل من الذروة التي بلغت 62 في المائة في وقت سابق من هذا العام، لكنها لا تزال تمثل توزيعا ناجحا للأصول.
في العادة، كما يقول البنك، تعد توقعات النمو مؤشرا جيدا على المكان الذي سيوظف فيه المستثمرون أموالهم، لكن هذه المرة تخصيص الأسهم "متأخر". مخصصات النقد - وهي ملاذ في أوقات الشدة - آخذة في الارتفاع، لكنها لا تزال منخفضة بالمعايير التاريخية، ولا توجد رغبة للبحث عن الأمان في سوق السندات الحكومية.
رايلي، من "بلوباي"، واحد من بين أولئك الذين يزدادون توترا، وهو أكثر إحجاما عن خوض رهانات بطولية جديدة محفوفة بالمخاطر قبل نهاية العام، لكنه ليس على استعداد للمراهنة على انتهاء الحفل. قال "ليس الأمر أننا نعتقد أنه سيكون هناك تصحيح كبير. الأمر فقط هو أنك لا تحصل على عائد لاتخاذ كثير من المخاطر، خاصة في ديون الشركات. مع وضع التقييمات الآن ليس هناك كثير من الإيجابيات".
بدلا من ذلك، كما قال "أضفنا بعض الحماية إلى الجانب النزولي. نحن نعمل على تقليل المخاطر"، وفي حال وصول صدمة كبيرة "سنكون من المشترين".
مرة أخرى، تظهر مرونة الأسواق قوة شعار "تينا" TINA الذي يعني "لا يوجد بديل" There Is No Alternative للاستثمار في الأصول الخطرة، بينما تكون عائدات السندات الحكومية منخفضة للغاية. كما أشار "جولدمان ساكس" الأسبوع الماضي، تينا قوة جبارة، مشيرا إلى استمرار تدفق المال إلى صناديق الأسهم. قال البنك "نعتقد أن العوائد المنخفضة و"تينا" لا يزال بإمكانهما دفع مزيد من التدفقات إلى الأسهم. وبالنظر إلى الأرصدة النقدية المرتفعة، يمكن للشركات دعم الطلب على الأسهم من هنا".
وفقا لكول سميد، رئيس "سميد كابيتال مانجمنت"، هذا يترك كثيرا من المستثمرين محاصرين. قال "كثير من الأشخاص الذين يمتلكون أسهما اليوم لا يحبون الأسهم حقا، لكنهم فقط يكرهون السندات". شعار "لا يوجد بديل قوي".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES