الطاقة- النفط

انتشار لقاحات كورونا يعيد التفاؤل إلى أسواق النفط .. معنويات القطاع صاعدة بقوة

انتشار لقاحات كورونا يعيد التفاؤل إلى أسواق النفط .. معنويات القطاع صاعدة بقوة

أوبك ووكالة الطاقة اتفقتا على الرؤية الإيجابية لتعافي الطلب خلال الأشهر المقبلة.

واصلت أسعار النفط الخام مكاسبها السعرية بفعل انخفاض أكبر من المتوقع في المخزونات النفطية الأمريكية، علاوة على عودة التفاؤل إلى السوق نتيجة انتشار أوسع للقاحات ضد فيروس كورونا، ما جدد التوقعات الإيجابية لتعافي الطلب العالمي على النفط الخام والوقود في الأشهر المقبلة.
ويكبح المكاسب السعرية البيانات المتضادة حول وضع الاستهلاك في الصين حيث أظهرت أحدث البيانات تراجع معدل تشغيل المصافي وانخفاض استهلاك الصين إلى أقل مستوى منذ أيار (مايو) الماضي.
يأتي ذلك في وقت أكد محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك، أن المنظمة قادرة على التعامل بشكل جيد مع التطورات الجديدة في مجال الطاقة التي دخلت إلى الصناعة مع بزوغ فجر الألفية الجديدة، وتشمل معالجة القضايا البيئية وتوسيع مفهوم التنمية الاقتصادية وتعزيز استقرار السوق وفي الوقت نفسه الكفاح من أجل القضاء على فقر الطاقة.
وقال باركيندو – في تقرير له بمناسبة الاحتفال بمرور 61 عاما على تأسيس منظمة أوبك في بغداد في 1960 بعضوية خمس دول مؤسسة - السعودية، الكويت، العراق، فنزويلا، وإيران - وأيضا زيارته إلى فنزويلا - أن فنزويلا لعبت دورا حاسما في تأسيس المنظمة وما تلاها من نجاحات عبر تاريخها.
وأضاف: "أوبك حققت أهدافها واليوم نعيد إطلاقها لمواصلة تنفيذ أهدافنا بشكل أكثر فاعلية وتحديثها للانضمام إلى المسار الجديد، منوها بتعامل أوبك بحكمة شديدة مع أزمات كبرى أبرزها تراجع سوق النفط في 2014-2016 والانكماش الحاد في الطلب على النفط بسبب جائحة كورونا في 2020.
ولفت إلى أهمية إطلاق الشراكة مع دول خارج أوبك المعروف باسم "إعلان التعاون" أو "أوبك+" ويشمل التعاون مع عشر دول منتجة غير أعضاء في أوبك، إذ إن هذا التعاون ساعد على اتخاذ إجراءات جماعية لمصلحة منتجي ومستهلكي النفط والاقتصاد العالمي وأنه نتيجة لشجاعة هذه المجموعة الرائعة من الدول المنتجة أدى ذلك إلى تفادي كارثة في سوق النفط.
وشدد على إيمان أوبك الشديد بالحوار الدولي القائم على الاحترام كوسيلة للتغلب على تحديات عصرنا وهو أمر مستوحى من إرث وتاريخ المنظمة العريق وخبرتها التي تمتد إلى 61 عاما كما يمكن للمنتجين معا تحقيق مزيد من الإنجازات في المستقبل والحفاظ على مرحلة الازدهار لعقود عديدة مقبلة.
وفي سياق متصل، يقول مختصون ومحللون نفطيون إن مكاسب النفط جاءت مدعومة من تعافي الطلب وانخفاض المخزونات الأمريكية ولكن أنظار السوق تتجه صوب المزاد الأول للنفط في الصين وذلك من احتياطياتها الاستراتيجية موضحين أن احتمال إطلاق مزيد من النفط لا يزال من المرجح أن يكون له تأثير قوي في أسعار الخام العالمية. وأوضح المختصون أن ارتفاع أسعار النفط يعد أحد أكبر العوامل الدافعة للتضخم في دول الاستهلاك وهو ما ستأخذه "أوبك+" في الحسبان خلال الفترة المقبلة ولكنها ترى حاليا ضرورة الحفاظ على خطتها الأصلية لإضافة ما لا يزيد على 400 ألف برميل يوميا إلى إنتاجها المجمع حتى تعود إلى مستوى ما قبل الوباء لافتين إلى ما جاء في أحدث تقرير شهري لأوبك وهو توقع أن يتجاوز الطلب مستويات ما قبل الوباء في أقرب وقت في العام المقبل.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة إن معنويات السوق النفطية صاعدة بشدة خاصة بعد تقريري أوبك ووكالة الطاقة الدولية اللذين اتفقا على الرؤية الإيجابية لتعافي الطلب العالمي خلال الشهور المقبلة وهو ما تمت ترجمته على الفور إلى صعود الأسعار إلى مستوى 74 دولارا للبرميل بالنسبة لخام برنت وتوقع مزيد من المكاسب في نهاية الربع الرابع من العام الجاري.
وأضاف أنه في المقابل يسعى المستهلكون إلى تخفيف الأعباء وتقليل الضغوط التضخمية عليهم جراء ارتفاع أسعار النفط الخام ولذا وجدنا محاولة من جانب بكين لتهدئة ارتفاع أسعار المواد الخام والسيطرة على التضخم من خلال إقامة مزادات لبيع جزء من الاحتياطي الاستراتيجي لديها، مشيرا إلى أن الاستراتيجية الجديدة للصين تهدف للحد من صعود الأسعار وهي تعد أحد الأسباب المتوقعة التي ستجعل أسعار النفط الخام العالمية قد لا ترتفع بشكل مستدام فوق 80 دولارا للبرميل.
ويوضح، جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد ايه إف" في كرواتيا أن بيع الاحتياطي الاستراتيجي هو بالفعل أداة قوية للصين لتهدئة وتيرة صعود أسعار النفط الخام على المدى القصير ولكن انتشار اللقاحات وتعافي الطلب وبطء عودة الإنتاج الأمريكي المتأثر بأزمة الإعصار سيجعل فرص تحقيق المكاسب السعرية أكبر.
وذكر أن هناك إشارة قوية في السوق على أن الصين مستعدة لتكثيف تدخلها في المستقبل في حال استمر صعود الأسعار وذلك لتخفيف الضغوط والأعباء على المستهلكين، موضحا أن الصين تمتلك حاليا نحو 220 مليون برميل من النفط الخام في احتياطياتها الاستراتيجية، ولا سيما أن حكومة بكين تريد بالفعل التأثير في السعر ولذا من المتوقع ضخ المزيد من الإمدادات في الربع الرابع من العام الجاري.
من ناحيته، ذكر أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة أن "أوبك+" تنفذ بشكل جيد وتدريجي زيادات شهرية بنحو 400 ألف برميل يوميا بمشاركة 23 منتجا في أوبك وخارجها، وعلى أثر ذلك قفز إنتاج روسيا من النفط الخام والمكثفات في الأسابيع الأولى من أيلول (سبتمبر) الجاري تماشيا مع اتفاق "أوبك+".
ولفت إلى أن المنتجين في "أوبك+" يزيدون إنتاجهم بشكل تدريجي ودقيق منذ آب (أغسطس) الماضي وذلك استجابة للطلب العالمي المتزايد على الطاقة إذ إن الأزمات والاضطرابات الإنتاجية في بعض الدول قد تحول دون وصولها إلى الهدف المقرر وهو إضافة 400 ألف برميل يوميا إلى السوق كل شهر.
من جانبها، أشارت الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة إلى أن دول الاستهلاك الرئيسة خاصة الصين والهند قلقة للغاية بشأن التضخم ومن هنا جاء تفسير خلفية قرار إطلاق مخزونات استراتيجية في الدولتين من كل المواد الخام خاصة النفط.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، ارتفعت أسعار النفط أمس، بعدما أظهرت بيانات انخفاضا أكبر من المتوقع لمخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للوقود في العالم، إضافة لتوقعات بتعافي الطلب مع التوسع في تقديم التطعيمات.
ولكن انخفاض استهلاك الصين للنفط الخام في آب (أغسطس) مع تراجع معدل تشغيل المصافي لأقل مستوى منذ أيار (مايو)، وتراجع إنتاج المصانع حد من مكاسب سعر النفط. وارتفع سعر النفط الخام الأمريكي القياسي تسليم تشرين أول (أكتوبر) 2.15 دولارًا إلى 72.61 دولارًا للبرميل في ختام تعاملات أمس، فيما ارتفع خام برنت تسليم تشرين ثاني (نوفمبر) 1.86 دولار إلى 75.46 دولار للبرميل.
كما ارتفع البنزين بالجملة لتسليم تشرين أول (أكتوبر) 4 سنتات إلى 2.21 دولار للجالون. وسجل زيت التدفئة للشهر ذاته ارتفعا بـ 5 سنتات 2.21 دولار للجالون. وسجل الغاز الطبيعي زيادة بـ 20 سنتًا إلى 5.46 دولارًا لكل 1000 قدم مكعب.
وقال مصدران في السوق، نقلا عن أرقام من معهد البترول الأمريكي صدرت أمس الأول، إن مخزونات النفط الخام والبنزين ونواتج التقطير هبطت الأسبوع الماضي بعد أن تسبب الإعصار إيدا في إغلاق عديد من المصافي النفطية ومنصات إنتاج بحرية. وانخفضت مخزونات الخام 5.4 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 10 أيلول (سبتمبر)، مقارنة بتوقعات المحللين بانخفاض قدره 3.5 مليون برميل.
كما لقيت أسعار النفط دعما من وكالة الطاقة الدولية التي ذكرت الثلاثاء أن توزيع اللقاحات المضادة لكوفيد - 19 من شأنه أن يغذي انتعاشا، وذلك بعد تراجع الطلب العالمي على النفط على مدى ثلاثة أشهر بسبب انتشار السلالة دلتا المتحورة من فيروس كورونا وتجدد القيود المفروضة لمواجهة الجائحة.
ولكن حد من مكاسب سعر النفط، انخفاض استهلاك الصين للنفط الخام في آب (أغسطس) مع تراجع معدل تشغيل المصافي لأقل مستوى منذ أيار (مايو) وتراجع إنتاج المصانع ككل. ومن جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 73.29 دولار للبرميل الثلاثاء مقابل 72.77 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق رابع ارتفاع له على التوالي وأن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 71.34 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط