نشوى

يقول بيل جيتس، "رسبت في بعض المواد في الجامعة بينما نجح صديقي فيها، صديقي الآن مهندس في شركة مايكروسفت وأنا أمتلك الشركة".
واقع محير فعلا يدفعنا للتساؤل لماذا يتوقف كثير من الناس عن المضي قدما في تحقيق أحلامهم رغم أن بوادر النجاح قد تلوح لهم من بعيد؟! ولماذا يمضي القلة قدما نحو تحقيق أحلامهم رغم كل العقبات والعثرات التي يمرون بها؟.
ما الذي تفتقده الفئة الأولى؟ وما الذي تمتلكه الفئة الثانية؟.
نشوى زوجة مصرية بسيطة قررت قبل أعوام أن تنشئ قناة يوتيوب خاصة بها تعرض من خلالها يومياتها البسيطة وروتين منزلها وبعض طبخاتها، وكان هدفها تحسين ظروفها المعيشية، بالأمس وصلني مقطع لها وهي تبكي فرحا وتزف لمتابعيها خبر شرائها لمنزل لعمر وتحقيق حلمها بامتلاك منزل، المثير للدهشة حقا أنها اشترت كامل العمارة السكنية التي كانت تسكن سابقا في إحدى شققها بالإيجار، والأكثر دهشة أنها كانت أحيانا تعجز عن دفع إيجار شقتها نظرا لظروفها المادية الصعبة، واليوم أصبحت نشوى تمتلك كامل العمارة ذات الأدوار الثلاثة بشققها السكنية ومحالها الأرضية، وتقول إنها منذ فتحت القناة وهي تحلم بشراء العمارة رغم سخرية البعض منها وعدم إيمانهم بقدرتها على ذلك، ورغم ذلك استمرت غير عابئة بالمحبطين والظروف والأحداث، بل تؤكد أنها كانت تؤمن دوما وبشدة أن حلمها سيتحقق ثم تنصح من يشاهدها بأن يسعى بجهد ولا يلتفت للمحبطين.
بعض اليائسين الذين يطبقون نظرية "محلك سر" حين تحدثه عن قصص الناجحين الذين حققوا أحلامهم، فستجده يعزو ذلك إلى ميراث حصلوا عليه أو دعم من محيطهم أو ظروف أسرية وبيئية كانت مهيأة لهم، لأن المتخاذل ببساطة يدرك جيدا أن مشوار النجاح يحتاج إلى صمود رغم كل الانهيارات التي توشك أن تدفنه تحت الحطام، ويحتاج إلى تحد يدفعه لعدم التوقف مهما أخبره من حوله بأنه لا يستطيع، كما يتطلب منه الأمر دفع ضريبة مؤلمة حتى يحقق حلمه، إشكالية اليائس أنه ينصت كثيرا لتقييمات الآخرين وتعليقاتهم السلبية فيتخلى عن حلمه، خوفا من الفشل وشماتة المقربين، لذلك يموت معظم الأحلام مع الأسف.
أيا كان حلمك سواء الحصول على وظيفة أو امتلاك منزل أو إنقاص وزنك أو التفوق بدراستك... إلخ، فكن واثقا بأنه سيتحقق بمشيئة الله، إن كنت أكثر صمودا في بداياتك البسيطة.
وخزة:
كل ما عليك فعله لتحقيق حلمك هو أن تكفر بنظرية "محلك سر".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي