FINANCIAL TIMES

استخدام بيانات العاملين للمصلحة العامة أمر ممكن

استخدام بيانات العاملين للمصلحة العامة أمر ممكن

إذا صادفت كيفن إليس، رئيس شركة برايس ووترهاوس كوبر في المملكة المتحدة، البالغ من العمر 58 عاما، ألقِ نظرة على معصمه الأيمن.
من شبه المؤكد أن تكون هناك واحدة من ساعات اللياقة البدنية التي يرتديها الناس لمعرفة مدى سرعة ضربات قلبهم وما إذا كانوا يسيرون يوم الثلاثاء بقدر ما فعلوا يوم الإثنين.
وفي حالة إليس الساعة هي جهاز التعقب "جارمين فيفوسمارت 4" الذي يحتفظ به مربوطا في السرير، وفي الحمام، وبالطبع عندما يهرول للوصول إلى هدفه المتمثل في 600 دقيقة من التمارين المكثفة كل أسبوع.
قال قبل أيام: "الفترة الوحيدة التي أخلعها فيه هي لإعادة الشحن"، مضيفا أنه يعتقد أن معظم أعضاء مجلس إدارته في مجموعة المحاسبة كانوا يضعون تلك الأجهزة أيضا. منوها: "لم أطلب من مجلس الإدارة ذلك، لكن كان الجميع مهتما".
حسنا، قد يكونون كذلك، لأن ساعة جارمين الخاصة بإليس ليست بالضبط كما تبدو.
إنها واحدة من ألف جهاز تتبع للياقة البدنية قدمتها شركة برايس ووترهاوس كوبر لموظفيها في المملكة المتحدة العام الماضي، بعد بدء عمليات الإغلاق الأولى الناتجة عن جائحة كوفيد، لاختبار نظام خوارزمي، مثل عدد قليل من الشركات الأخرى.
فكر في الأمر على أنها ساعة فيتبيت موضوع فيها منشطات، كما يقول روب مكارجو، مدير الذكاء الاصطناعي في برايس ووترهاوس كوبر في المملكة المتحدة. على عكس الأجهزة الرقمية الأخرى "القابلة للارتداء" التي تبث فقط أرقاما لمستخدميها، تنتقل بيانات جارمين إلى منصة صممتها شركة برايس ووترهاوس كوبر بالاشتراك مع آي إتش بي أناليتيكس IHP Analytics، وهي شركة عملت مع فورميولا وان لسباقات السيارات والهيئات الرياضية النخبوية الأخرى التي تحرص على تحسين الأداء.
تستقبل المنصة أيضا بيانات من سجلات الدوام لمرتدي الساعة وتقويمات العمل، إضافة إلى نتائج اختبارات القياسات النفسية والمعرفية. فبمجرد تغذية كل هذا من خلال خوارزمية، من المفترض أن يمنح النظام كل مستخدم إحساسا أفضل بأنماط نومه ومستويات التوتر والرفاهية العامة لديه.
يقول مكارجو إن البيانات الفردية متاحة فقط للشخص الذي يرتدي جارمين، لكنها مجهولة المصدر ومرتبة لتظهر للمديرين كيف تسير الشركة بأكملها.
لقد كشفت، مثلا، أن قلة الحركة في الشركة ارتفعت 25 في المائة على الأقل بعد بدء عمليات الإغلاق. (سمحت تجربة أصغر قبل الجائحة بإجراء مقارنة). كما انخفضت مستويات إجهاد العاملين بعد إعادة فتح الحانات وارتفعت خلال ذروة فترات مراجعة الأداء، ما قد يعزز الجهود المبذولة لتوزيع أعباء العمل بشكل متساو على مدار العام.
هل أنت متفاجئ؟ ربما لا. لكن مع اختبار مزيد من الشركات لطرق العمل الهجينة، تعتقد شركة برايس ووترهاوس كوبر أنه سيكون هناك طلب متزايد على أدوات مثل هذه يمكنها التحقق من رفاهية العاملين في الوقت الفعلي ومعرفة ما إذا كانت اشتراكات تطبيقات التأمل تحدث فرقا حقا، مثلا.
قال إليس الذي يحرص على التأكيد على أن الساعة ليست إلزامية "أستطيع أن أرى العملاء يأخذون هذا الأمر كوسيلة لجذب الموظفين. نحن لا نتحدث عن نوع من مراقبة الأخ الأكبر". وقد تعرضت برايس ووترهاوس كوبر لانتقادات العام الماضي لتطويرها أداة للتعرف على الوجه يمكنها تتبع موظفي الخدمات المالية العاملين في المنزل. لكن نظامها الجديد مهيأ للتوسع. فمن المقرر طرح ما يصل إلى خمسة آلاف ساعة لياقة إضافية قريبا ومن المتوقع أيضا أن يكون عليها طلب قوي: تخاطف الموظفون ألف ساعة جارمين العام الماضي في أقل من أربع ساعات.
مع ذلك، من الصعب أن تكون مقتنعا بشكل كامل بهذا النوع من المنصات. تكنولوجيا مكان العمل ليست بالضرورة سيئة إذا تم توظيفها بشكل جيد، ومن المرجح أن تستخدمها شركة كبيرة مثل برايس ووترهاوس كوبر لمصلحة موظفيها. لكن ليس هناك ما يضمن أن عملاءها سيستخدمونها. وبعد أيام قليلة من حديثي مع كيفن إليس، ظهرت أنباء مفادها أن برامج تجسس صنعتها شركة إسرائيلية كان من المفترض أن تتصدى للإرهاب قد تم تتبعها بدلا من ذلك إلى هواتف مسؤولين كبار وصحافيين.
إضافة إلى ذلك يتم بالفعل تشديد القيود الرقمية على بعض العاملين فيما وصفه تقرير حديث بـ"عصر العمل الأمازوني". تقول الدراسة التي أجراها معهد المملكة المتحدة لمستقبل العمل: "لقد انتشرت تكنولوجيات وأدوات اقتصاد الوظائف المؤقتة إلى ما هو أبعد من العمل الحر".
ويحذر التقرير من أن "الأنظمة الخوارزمية تستخدم في جميع أنحاء الاقتصاد للتحكم في الجوانب الأساسية للعمل"، مقوضة الجهود المبذولة لتحسين الرفاهية. وتحمل عمال السوبر ماركت وسائقو الشاحنات العبء الأكبر من هذا التحول حتى الآن. لكن بالنسبة إلى المحامين والمحاسبين أيضا، قد يتضح أن الخطر الأكبر الذي يواجهونه هو عدم استبدال الآلات بهم، ولكن أن تتم معاملتهم مثلها تماما.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES