FINANCIAL TIMES

النقاش حول الجرعات المعززة يتصدر مع ارتفاع إصابات كوفيد

النقاش حول الجرعات المعززة يتصدر مع ارتفاع إصابات كوفيد

الاستجابة المناعية الناتجة عن العديد من اللقاحات الحالية يمكن أن تستمر لفترة أطول.

أثار الارتفاع الحاد في معدلات الإصابة بكوفيد -19 في جميع أنحاء العالم نقاشا علميا وأخلاقيا حول ما إذا كانت هناك حاجة إلى جرعات معززة للحفاظ على الحماية من الفيروس.
هذا الأسبوع، بعد زيادة في الحالات المرتبطة بمتغير دلتا، بدأت دول بتقديم معززات، حيث سمحت بجرعات ثالثة من لقاحات "فايزر - بيوانتك" للبالغين الذين يعانون حالات طبية خطيرة موجودة مسبقا، وتفكر دول أخرى فيما إذا ستحذو حذوها.
لكن العلم حول ما إذا كانت هناك حاجة إلى المعززات لتوفير مناعة طويلة الأمد ضد متغير دلتا غير حاسم حتى الآن. وقد تحدت منظمة الصحة العالمية أخلاقيات إعطاء الحقنة الثالثة، بينما لا يزال مليارات الأشخاص في الدول منخفضة الدخل ينتظرون أول جرعة.
قال راجيف شاه، رئيس مؤسسة "روكفلر"، إنه يتوقع أن تكون حقن كوفيد المعززة ضرورية في الأعوام المقبلة مع استمرار انتشار الفيروس، مثل الإنفلونزا، التي تتطلب إعادة التطعيم السنوية.
وقال لـ"فاينانشيال تايمز" إن مهمة تطعيم العالم ليست مهمة لمرة واحدة، موضحا أن إعادة التطعيم "ستكون حقيقة مستوطنة".
لكن من غير الواضح ما إذا كانت هناك حاجة إلى التعزيزات الآن. وجدت الدراسات التي أجرتها هيئة الصحة العامة في إنجلترا في شهر أيار (مايو) في المملكة المتحدة، حيث يسود متغير دلتا، أن جرعتين من فايزر بيوانتك كانت لا تزال فعالة 96 في المائة في منع دخول المستشفى. حدد البحث انخفاضا في الحماية من العدوى المصحوبة بأعراض دلتا، ولكن تأثيره طفيف فقط - 88 في المائة مقارنة بـ93 في المائة ضد متغير ألفا الذي تم تحديده لأول مرة في كينت.
قال جميع صانعي اللقاح الرائدين إن التطعيم الكامل من المتوقع أن يوفر مناعة لمدة تراوح من ستة إلى 12 شهرا على الأقل. هذا الأسبوع، أوضحت شركة "جونسون آند جونسون" أن النتائج المؤقتة أظهرت أن اللقاح أحادي الجرعة أنتج استجابة مناعية قوية بعد ثمانية أشهر من التطعيم، بما في ذلك ضد متغير دلتا.
ومع ذلك، فقد أشارت دراسات أخرى إلى أن الاستجابة المناعية الناتجة عن عديد من اللقاحات الحالية يمكن أن تستمر لفترة أطول. وجد باحثون من جامعة واشنطن في حزيران (يونيو) أن لقاحي الرنا المرسال لشركة "فايزر وموديرنا" أنتج مناعة "مستمرة"، مع استجابة أقوى لدى الأشخاص الذين أصيبوا سابقا بفيروس كورونا وتلقوا لاحقا التطعيم الكامل.
قال مايكل ساغ، العميد المساعد للصحة العالمية في جامعة ألاباما في برمنغهام، "السبب في وجود معزز سيكون... ظهور متغير جديد لم تعد الاستجابة المناعية من اللقاح تغطيه". وأضاف، "في الوقت الحالي لا أرى ذلك"، مشيرا إلى أن عدد الأشخاص الذين تم تطعيمهم الذين أصيبوا بأمراض خطيرة من كوفيد لم يزد بشكل ملحوظ.
يبدو أن شركات الأدوية الرائدة تؤيد المعززات السريعة، حيث يدفع "فايزر وموديرنا" بصوت عال لاستخدام جرعات ثالثة.
قالت "فايزر" الأسبوع الماضي إنها تخطط لتقديم طلب للحصول على إذن استخدام طارئ في آب (أغسطس) من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لإعطاء الناس جرعة ثالثة. أثار هذا الإعلان رد فعل فوري من إدارة الغذاء والدواء ومراكز السيطرة على الأمراض، التي قالت في بيان مشترك إن الأفراد الذين تم تطعيمهم بالكامل "لا يحتاجون إلى جرعة معززة في هذا الوقت". وقالت الوكالات، "(نحن) مستعدون لجرعات معززة عندما يثبت العلم أن هناك حاجة إليها".
تقدم السوق المعززة فرصة كبيرة لصناعة الأدوية، حيث يتوقع المحللون عائدات تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات لـ"موديرنا وفايزر" وحدهما.
في المملكة المتحدة، أصدرت اللجنة الحكومية المشتركة للتحصين والتطعيم أخيرا نصيحة مؤقتة مفادها أن الملايين من الأشخاص الأكثر ضعفا، خاصة كبار السن، الذين يميلون إلى استجابات مناعية أضعف، يجب أن يعاودوا التطعيم في الخريف. قالت المملكة المتحدة إن القرار النهائي بشأن ما إذا كان سيتم تفويض حملة التعزيز سيعتمد على نتائج الدراسات الجارية حول مدة الحماية التي توفرها اللقاحات.
قالت أزرا غاني، رئيسة قسم وبائيات الأمراض المعدية في إمبريال كوليدج لندن، إنه من "الواقعي" أن تخطط المملكة المتحدة مسبقا نظرا لإمداداتها الوفيرة من الجرعات.
تم تطعيم ثلثي السكان البالغين في المملكة المتحدة بشكل كامل ولا تزال الحكومة تتوقع جرعات من عقود الشراء الأصلية مع نوفاكس وجونسون آند جونسون، إضافة إلى لقاحات إضافية من شركة فايزر تم طلبها في وقت سابق من هذا العام. وبالمثل، يستعد الاتحاد الأوروبي لإدارة المعززات، حيث طلب تسليم 1.8 مليار جرعة من شركة "فايزر" من نهاية هذا العام حتى عام 2023.
قال الاتحاد الأوروبي إنه يمكنه التبرع بأي فائض. ومع ذلك، انتقد تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، هذا الأسبوع الدول الغنية لطلبها جرعات إضافية، في حين أن مناطق شاسعة من العالم النامي لا يمكنها حتى الحصول على الجرعات الأولى.
قال تيدروس، "الفجوة العالمية في إمدادات لقاح كوفيد -19 غير متساوية وغير منصفة بشكل كبير". "بعض الدول والمناطق تطلب بالفعل ملايين الجرعات المعززة، قبل أن تحصل الدول الأخرى على الإمدادات لتطعيم العاملين الصحيين والأكثر ضعفا".
ما يقرب من نصف سكان الولايات المتحدة محصنون بالكامل، مقارنة بأقل من 2 في المائة من إجمالي سكان إفريقيا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
قال مايكل كاروم، مدير مجموعة الأبحاث الصحية في مجموعة المناصرة "ببلك سيتزن"، "إنه أمر مقلق حقا من الناحية الأخلاقية". "يجب أن ينصب التركيز الحقيقي على نقل اللقاح إلى الدول المتخلفة كثيرا لأن ذلك سيحمي الجميع في النهاية".
قالت غني، من إمبريال كوليدج لندن، إن قرار التعزيز في نهاية المطاف عمل لتحقيق التوازن السياسي.
وبالنسبة للدول الفردية، أوضحت أنه لا يوجد ضرر حقيقي عند إعطاء جرعة معززة. وعلى الصعيد العالمي تضيف، "من المحتمل أن تنقذ هذه اللقاحات مزيدا من الأرواح إذا تم إعطاؤها كجرعتين أولى وثانية للأشخاص الذين لم يتلقوها. وبالطبع، سيكون لذلك فائدة في تقليل انتقال العدوى وجعل هذا البلد أكثر أمانا".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES