FINANCIAL TIMES

لماذا تفشل التنظيمات الأمريكية في اختبار العملة المشفرة؟

لماذا تفشل التنظيمات الأمريكية في اختبار العملة المشفرة؟

نمت تجارة البيتكوين وإخوتها بشكل كبير ومع ذلك، لا توجد بيانات رسمية عامة عن الأسعار أو الحجم أو التقلبات.

الولايات المتحدة بلد مضحك. لدينا كثير من المنظمين الماليين لدرجة أننا ننتهي أحيانا دون تنظيم مالي مناسب. وتمثل العملات المشفرة أحدث مثال على ذلك.
فقد نمت تجارة البيتكوين وإخوتها بشكل كبير لا يمكن تجاهلها معه - ومع ذلك، هذا ما حدث. فلا توجد بيانات رسمية عامة عن الأسعار أو الحجم أو التقلبات. ولا توجد سلطة واحدة تنظم عمليات تبادل العملات المشفرة. ولا أحد يستطيع التأكد من أن المستثمرين محميون بالشكل المناسب.
حتى الأشخاص في عالم التشفير التحرري يتساءلون، متى ستتدخل الحكومة الفيدرالية؟ فقد أخبر مايك نوفوغراتز، مدير الصندوق الذي ساعد على قيادة الجهود ضمن فئة الأصول، قناة "سي إن بي سي" أنه سيكون هناك "راحة" في السوق بمجرد وضع القواعد التي تحكم الطريق، واقترح على الكونجرس إعطاء الوظيفة إلى جاري جينسلر، رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات.
وقال نوفوغراتز عن زميله خريج جولدمان ساكس، "عندما يتناولها غاري أخيرا، سيكون الأمر جيدا". إنه "يرغب في تنظيم جميع العملات المشفرة. لكن ليس لديه التفويض".
كل هذا يرقى إلى فشل تنظيمي أمريكي بشكل خاص. فقد تحول انتظار جينسلر لينظم جميع العملات المشفرة إلى ما يعادل "انتظار جودو" في "وول ستريت".
وتكمن الصعوبة الأساسية في أن التنظيم المالي للولايات المتحدة مشتت. فلدى عديد من السلطات المصرفية الفيدرالية والسوقية، اختصاصات متداخلة، إضافة إلى الأنظمة التنظيمية للولايات. كما قال جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورجان تشيس"، في رسالته السنوية إلى المساهمين، "لا توجد سلطة حقيقية واحدة يمكنها تنسيق جميع الأجزاء المتحركة وجسر الاختلافات".
في المدى الطويل، هذا ليس شيئا سيئا تماما. إن الشيكات والأرصدة أمريكية مثل فطيرة التفاح أو السندات غير المرغوب فيها؛ فوجود كثير من المنظمين بمنزلة حماية ضد أي منهم من الإخفاق.
لكن لهذا النظام نقاط ضعفه. فالمنتجات الجديدة التي ليست أسماكا ولا طيورا بالمعنى التنظيمي يمكن أن تسقط من خلال التصدعات. ويصعب تنظيم التشفير لأنه من الصعب تحديده. وبينما يطلق المؤمنون الحقيقيون على العملات المشفرة اسم عملات، ينظر المنظمون الأمريكيون إليها بشكل مختلف. على سبيل المثال، تم عد البيتكوين سلعة. وينظر إلى العملات المشفرة الأخرى على أنها أوراق مالية.
ويساعد هذا الارتباك الناتج على تفسير سبب عدم قيام لجنة الأوراق المالية والبورصات ولا لجنة تداول السلع الآجلة بتنظيم بورصات العملات المشفرة مثل "كوين بيس". لم يمنحهم أحد هذه الوظيفة - وهو ما يشكل مصدر إحباط للمنظمين.
الكونجرس، على طريقته، ينظر في القضية. فقد كتبت إليزابيث وارين، السيناتور الديمقراطي، إلى جينسلر هذا الشهر لتسأل عما إذا كانت لجنة الأوراق المالية والبورصات "تتمتع بالسلطة المناسبة لسد الفجوات القائمة في التنظيم التي تجعل المستثمرين والمستهلكين عرضة للمخاطر في هذه السوق شديدة الغموض والتقلب".
سيكون رد جينسلر، المقرر بحلول 28 تموز (يوليو)، مقنعا بلا شك. ولكن ما إذا كان سيحث المشرعين على العمل بسرعة مسألة أخرى. إذا كان التاريخ هو المرشد، فسينتظر الكونجرس حتى تنهار الأشياء قبل أن يقرر كيف كان ينبغي التعامل معها في المقام الأول.
ويؤدي المأزق الناتج عن ذلك إلى تفاقم المخاوف من أن المنظمين يتخلفون أكثر عن الركب. يذكر جنون العملات المشفرة عديدا من المحاربين القدامى في "وول ستريت" بالارتفاع غير المنظم لمقايضات التخلف عن السداد في الأعوام التي أدت إلى الأزمة المالية. ومثل العملات المشفرة، كان من الصعب توصيف مقايضات التخلف عن السداد، كونها شكلا من أشكال التأمين الذي لم يتم تنظيمه على هذا النحو، وعدها المدافعون عنها على أنها رائعة جدا ليشرف عليها مجرد بيروقراطيون.
وقالت سارة هامر، المديرة الإدارية لمركز "ستيفنز" للابتكار في التمويل في كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا، "لقد تطلب الأمر أزمة لتركيز اهتمامنا على منتجات مثل مقايضات التخلف عن السداد في بعض النواحي، ويعد التشفير أكثر صعوبة من المشتقات لأنه يقع في عديد من التعرجات التنظيمية المختلفة".
المفارقة بالنسبة للمشاركين في أسواق العملات المشفرة أنهم قد يكونون أفضل حالا إذا كان شرطي مثل جينسلر في حالة تأهب بالفعل. ويمكن للأطراف المختلفة التعرف على بعضها بعضا والوصول إلى نوع من التسوية. وقد يكون ذلك مصدر ارتياح، كما قال نوفوغراتز.
الآن، قد تكون أفضل طريقة للجهات التنظيمية للسيطرة على أسواق العملات الرقمية أن تتأرجح، باستخدام سلطات الإنفاذ العامة الخاصة بهم لوضع الأمور في نصابها الصحيح. وقامت هيئة الأوراق المالية والبورصات بالفعل بالنجاح في بعض قضايا التشفير. وأثار دان بيركوفيتز، مفوض هيئة تداول السلع الآجلة، أخيرا شكوكا حول شرعية أي صفقات للمشتقات التي تتم في التمويل اللامركزي، أو برامج "التمويل اللامركزي" التي تستخدم تقنية بلوكتشاين للتخلص من الوسطاء.
ويمكن أن تصبح ممتعة للغاية. أجد نفسي أتذكر تلك اللحظة في فيلم All About Eve عندما التفتت بيت ديفيس إلى ضيوفها وقدمت توقعاتها للمساء القادم. قالت لهم، "اربطوا أحزمة الأمان، ستكون ليلة حافلة بالمطبات".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES