FINANCIAL TIMES

شركات التكنولوجيا الهندية الناشئة تختبر شهية المستثمرين

شركات التكنولوجيا الهندية الناشئة تختبر شهية المستثمرين

عامل في خدمة التوصيل في شركة زوماتو يسلم أحد العملاء طلبا خاصا به.

أطلق تطبيق زوماتو لتوصيل الطعام فورة من الظهور الأول في سوق الأسهم من قبل عدد من الشركات الهندية الناشئة التي تأمل أن تؤدي إجراءات صارمة ضد مجموعات التكنولوجيا الصينية إلى دفع المستثمرين العالميين إلى تحويل انتباههم إلى عروض التكنولوجيا في الهند.
عقب الاكتتاب العام الأولي الذي بلغت قيمته 1.25 مليار دولار لشركة زوماتو في مومباي أخيرا، من المتوقع يتم في الأشهر المقبلة إدراج شركة بايتم بقيمة تبلغ 2.2 مليار دولار، وهي تطبيق للمدفوعات والخدمات المالية أصبح يرمز إلى الإثارة المحيطة بالرقمنة في الهند. كل من بايتم وزوماتو مدعومة من قبل الملياردير الصيني جاك ما، من مجموعة آنت، بينما يعد سوفت بانك الياباني أحد المستثمرين في بايتم.
تأتي الاكتتابات العامة الأولية في وقت يتزايد فيه تفاؤل المستثمرين بشأن الهند بعد استهداف بكين لمجموعات الإنترنت الصينية. فقد تعرضت شركة تطبيق طلب سيارات الأجرة، ديدي، لتحقيق تنظيمي بعد أيام من جمعها 4.4 مليار دولار في اكتتاب عام أولي في نيويورك، ما أدى إلى انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا الصينية الكبيرة.
قال مصرفيون إن عمليات الإدراج الهندية تمثل قدوم عهد جديد لشركات التكنولوجيا الناشئة في البلاد، حيث تم تمويل الشركات التي تحرق النقد حتى الآن من قبل مستثمرين من القطاع الخاص فقط. لكن بعض المحللين أثاروا مخاوف من أن أسواق الأسهم الهندية تشهد حالة من النشاط المفرط وحذروا من احتمال استهداف الجهات التنظيمية لهذا القطاع.
قال أوسانغ شوكلا، المدير العام لتمويل الشركات في شركة أمبيت للوساطة، "هناك ضجة وصخب حول الاكتتاب"، مشيرا إلى أن "الناس لديهم سبل محدودة للاستثمار في التكنولوجيا الهندية في الوقت الحالي".
أضاف "مؤسسو منافسين شرسين لزوماتو وبايتم يريدون أن تنجح الاكتتابات العامة" لأنها "إذا وصلت إلى أدنى مستوياتها، سيحصل القطاع بأكمله على سمعة سيئة".
أصبحت زوماتو ومنافستها سويغي، اللاعبان المهيمنان في توصيل الطعام، تجسدان النمو السريع لشركات التكنولوجيا الهندية الناشئة. قدمت كلاهما خصومات كبيرة للتوسع في مئات المدن، وكانت الطلبات كثيفة خلال جائحة كوفيد -19 حيث أدت عمليات الإغلاق إلى تقييد الهنود في منازلهم. مع ذلك سجلت زوماتو خسارة صافية بلغت 100 مليون دولار في العام المنتهي في آذار (مارس).
يمكن أن تنضم فليب كارت إلى كل من زوماتو وبايتم وتدرج أسهمها في الأسواق العامة. وهي مجموعة للتجارة الإلكترونية تدعمها شركة التجزئة الأمريكية وولمارت وتتنافس مع أمازون في الهند، بعد أن جمعت 3.6 مليار دولار هذا الشهر، الأمر الذي منحها تقييما بلغ 38 مليار دولار. أشارت شركة بولسيبازار للتأمين ومتاجر نايكا لمستحضرات التجميل وشركة ديلهفيري للخدمات اللوجستية إلى أنها ستدرج أسهمها في البورصة قريبا.
قال أودهاي فورتادو، الرئيس المشارك لأسواق رأس المال الآسيوية في سيتي جروب، "لقد طال انتظار ازدهار الاكتتاب العام لشركات التكنولوجيا في الهند - هناك بعض الشركات ذات المستوى العالمي في طريقها إلى السوق". أضاف، "من الواضح أن هناك شهية عالمية (...) نحن نرى مستثمرين من جميع أنحاء العالم بما في ذلك عديد ممن لم يكونوا نشطين في السوق الهندية المحلية من قبل".
من المتوقع أن يمنح الاكتتاب العام الأولي لشركة زوماتو تقييما يبلغ ثمانية مليارات دولار، في حين أن رسملة بايتم السوقية البالغة 25 مليار دولار ستضعها بين أكبر 25 شركة في الهند.
قال نيها سينغ، مؤسس شركة تراكسن لتزويد البيانات في بنغالور، إن الخسائر في كلتا الشركتين لم تردع المستثمرين. "في الهند، كان التوقع هو أن تصبح مربحا ثم تدرج الأسهم"، مضيفا، "الأسواق في أعلى مستوياتها على الإطلاق، لذلك يرغب الناس في الاستفادة".
تتزامن عمليات الإدراج مع اندفاع أوسع من جانب الشركات الهندية للاستفادة من الأسواق العامة حتى مع معاناة الاقتصاد بعد الموجة الثانية الوحشية من فيروس كورونا. في النصف الأول من عام 2021 جمعت 37 شركة مدرجة في الهند 3.9 مليار دولار، وفقا لبيانات ريفينيتيف، وهو أكبر عدد منذ الأزمة المالية العالمية. ارتفع مؤشر نيفتي 50 القياسي 13 في المائة هذا العام ليسجل مستوى قياسيا.
بالنسبة إلى زوماتو، يأمل المستثمرون أن تثبت الشركة أنها رد الهند على ميتوان، أكبر منصة لتوصيل الطعام في الصين التي أصبحت مربحة في عام 2019. وقد وصفت نفسها بأنها تطبيق ممتاز مع إمكانية أن تصبح علي باي الهندية، وهي سوبر ماركت للعروض المالية عبر الإنترنت.
مثل أقرانها، استحوذت زوماتو على حصتها في السوق في الاقتصاد غير الرسمي الواسع في الهند حيث دفعت عمليات الإغلاق مزيدا من الأعمال التجارية إلى الإنترنت. لكن المحللين يتساءلون عما إذا كان الازدهار سيستمر.
بحسب بنك جيفريز، ما يمثل "مصدر قلق بالغ للمستثمر" هو ما إذا كان توصيل الطعام في الهند يمكن أن يكون مربحا بشكل مستدام على المدى الطويل، بالنظر إلى أن قيم الطلبات تظل أقل بكثير من تلك الموجودة في الصين أو الولايات المتحدة. كتب البنك الاستثماري، "بينما هناك كثير من الأسئلة في أذهان المستثمرين (...) يجب أن يحافظ عامل فومو (الخوف من فوات الفرصة) على مستوى الإثارة مرتفعا".
كما هو الحال في الصين، يمثل عدم اليقين بشأن الضوابط التنظيمية خطرا في الهند حيث تقدم الحكومة تشريعات مصممة لمنحها مزيدا من التحكم في بيانات 1.4 مليار شخص.
قال زينون كابرون، مدير شركة كابروناسيا للاستشارات المالية الإقليمية، "كان للمنظمين في الهند وجهات نظر متقلبة إلى حد ما حول دور التكنولوجيا في الصناعة المالية، خاصة عند التعامل مع لاعبين أجانب".
بالنسبة إلى زوماتو والشركات الناشئة الأخرى التي توشك على دخول السوق، فإنها تأمل في أن يمنحها المستثمرون ميزة الشك.
قال سمير أرورا، مؤسس هيليوس كابيتال، وهي مجموعة استثمارية، "زوماتو هي الأولى من نوعها، لذا يجب أن تعمل بشكل جيد". أضاف "زوماتو شيء فريد والهنود يحبون الأشياء الفريدة في السوق. إنها خاسرة، لكنها ليست سيئة".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES