FINANCIAL TIMES

مستثمرو المستقبل .. مليونيرات في سن الـ30

مستثمرو المستقبل .. مليونيرات في سن الـ30

تعلم الاستثمار في الصغر يجلب مكاسب عظيمة في الكبر.

هل من الممكن أن تصبح مليونيرا في سن الـ30؟ وهل من الممكن أن يساعد تعلم الاستثمار على تعزيز مرونتك المالية؟ وكيف يمكن أن يتأثر المستهلكون بمجتمع لا يستخدم العملة النقدية؟
كانت هذه من بين الأسئلة التي فكر فيها أكثر من 300 طالب متحمس دخلوا مسابقة "فاينانشيال تايمز" للعثور على أفضل كتاب التمويل الشخصي الشباب في بريطانيا.
المسابقة التي تمت بالاشتراك مع معهد لندن للأعمال المصرفية والمالية، أثبتت أن الجائحة كانت حافزا للمستثمرين الشباب الذين يملكون الوقت والمال. كان ناتج البقاء في المنزل محصولا وفيرا من المشاركات، حيث أعرب كثيرون عن رغبة واضحة في معرفة مزيد حول موضوعات التمويل الشخصي في المدرسة.
تقول كاترين وينتر، المديرة في معهد لندن للأعمال المصرفية والمالية، التي كانت ضمن لجنة التحكيم على المشاركات مع كاتب عمود في "فاينانشيال تايمز" وخبير في الرياضيات، "لقد كان المستوى عاليا جدا، لذلك كان التحكيم صعبا جدا، لكنه مجز للغاية أيضا. من الرائع معرفة أن عديدا من الشباب شغوفون بشأن التمويل".
وعلى الفائزين الثلاثة، الذين تظهر مشاركاتهم المعدلة أدناه، أن يقرروا الآن كيفية استثمار جائزتهم البالغة 150 جنيها استرلينيا.

الفئة العمرية 18-19

باميلا كروز الفائزة في هذه الفئة، طالبة في كلية بندلتون السادسة في سالفورد. تساءلت كروز قائلة، هل تريد أن تصبح مليونيرا في سن الـ30؟ وما الدور الذي يلعبه الاستثمار والتداول في الأسهم في مساعدة الناس على بناء الثروة من أجل مستقبلهم؟
هل من الممكن حقا أن تصبح مليونيرا في سن الـ30؟ لقد تمكن التاجر الأمريكي تيم جريتاني من ذلك في سن 24 من خلال التداول في الأسهم الرخيصة. يقل سعر هذه الأسهم عن جنيه استرليني واحد في المملكة المتحدة، أو خمسة دولارات في الولايات المتحدة. ادعى جريتاني، المبتكر على منصة يوتيوب، أنه شق طريقه لتحقيق أرباح تجاوزت أربعة ملايين دولار خلال خمسة أعوام. إذن، هل يمكننا فعل هذا أيضا؟
وكما هو الحال دائما، هذا يعتمد على الظروف. الاستثمار يسمح للناس ببناء ثروة، لكن ليس هناك ما يضمن أن تصبح مليونيرا. يجب عليك توخي الحذر، لأن كل شيء يمكن أن يضيع.
هل يمكنك تحديد الاتجاهات منذ البداية؟ بالنسبة للمتداولين على المدى القصير مثل جريتاني، توقيت الشراء والبيع هو كل شيء. إذا كنت مع الحركة الجماعية للحصول على شركة "جيم ستوب" لفترة قصيرة ثم انسحبت قبل أن ينخفض السعر، فحينئذ بإمكانك تحقيق عائد جيد - لكن ليس بالملايين. مع ذلك، يعتقد كثيرون أن شركة "جيم ستوب" مبالغ في قيمتها، وستتحطم الأوهام حولها قريبا.
كان أداء الأسهم لشركات مثل خدمة البث "نتفليكس" جيدا خلال الجائحة حين كان الناس عالقين في بيوتهم ويقومون بالاشتراك في الخدمة والإفراط في المشاهدة. هذا ما حدث في الماضي - لكن المستثمرين يحاولون دائما الاستفادة من التنبؤ بالمستقبل.
لتوزيع مخاطرك، فكر في استثمار طويل الأجل يستهدف نموا راسخا، لكن ثابتا. وهذا أقل خطورة، لكن تحتاج أصولك إلى مزيد من الوقت لتنمو من حيث القيمة، وبالتالي فإن فرص أن تصبح مليونيرا في سن الـ30 ضئيلة للغالية. لكن هناك جانب مشرق، قم بالاختيار جيدا ويمكنك إعادة استثمار مدفوعات الأرباح لزيادة قيمة استثماراتك أثناء الانتظار.
قبل الاستثمار عليك أن تفكر في خياراتك وتزن مخاطر وفوائد استراتيجية استثمار معينة قبل أن تقرر ما إذا كنت تريد المضي فيها أم لا. وكلما زادت المخاطرة، كان العائد أكبر - لكن كذلك خطر خسارة أموالك.
تحتاج للتفكير أيضا في تكاليف وعمولات سمسار الأوراق المالية، لكن تتوافر بدائل أرخص تتمثل في شركات مثل فري ترايد وروبين هوود وويبول، لذا أصبح الوصول إلى الأسهم والحصص الآن أسهل بكثير للمستثمرين الشباب.
بشكل عام، يسمح لك الاستثمار بتكوين ثروتك على مدى فترة من الزمن ويتوافر عديد من الخيارات اعتمادا على وضعك المالي ومستوى المخاطرة الذي أنت مستعد لتحمله. إذا كنت على دراية بكل هذه العوامل، فيمكنك بناء ثروة من أجل مستقبلك. وربما، في الوقت المناسب، يمكن أن تصبح مليونيرا أيضا.

الفئة العمرية 16-17

الفائزة إليزا ستيفينسون-هاميلتون، من مدرسة بينيندين في كرانبرووك، قالت في أوقات عدم اليقين، يقلق عديد من الناس بشأن مواردهم المالية. ما الذي نعنيه بالمرونة المالية؟ ما سبب أهميتها وكيف يمكن للمستثمرين الشباب تحسين مرونتهم المالية من أجل المستقبل؟
بدت فكرة إدارة أموالي عملية مؤرقة بالنسبة لي كشخص يستعد لمواجهة العالم الحقيقي. حيث إننا تعلمنا من خلال العيش في وقت فيروس كورونا الآثار الحقيقية للركود الاقتصادي، ليس فقط في مناهجنا المدرسية، بل أيضا من خلال مشاهدة آبائنا وأشقائنا يصابون بالقلق من خسارة أعمالهم أو قدرتهم على دفع الإيجار.
مصطلح المرونة المالية هو مصطلح صادفته من قبل، عندما يذكرنا الآباء أو المعلمون بأهمية الحصول على المال للاعتماد عليه وتخطي الظروف غير المتوقعة. مع ذلك، ما أزال بانتظار أحد البالغين لتفسير كيف لي أن أصبح مرنة من الناحية المالية.
لماذا يصعب على الشباب تنمية هذه المهارات؟
أجبرت نسب العاطلين عن العمل العالية ومعدلات التوفير المنخفضة بعض الأشخاص على العيش مع آبائهم مرة أخرى. هذه التدابير قصيرة المدى في ظاهرها يمكن أن يكون لها عواقب طويلة المدى. وفقا لدراسة أجراها معهد أوربان في عام 2019، هؤلاء الذين يسكنون مع آبائهم ممن ينتمون إلى الفئة العمرية 25 -35، لديهم فرص أقل بشكل كبير لامتلاك منزلهم الخاص بهم بعد عشرة أعوام.
وأستطيع المجادلة بأن أحد العوامل المؤدية لحدوث ذلك، هي أن هؤلاء الشباب ببقائهم في منازل آبائهم، فإنهم يبقون على "عذريتهم المالية". وتضيع منهم فرصة تعلم هذه المهارات من خلال التجربة الشخصية مثل إدارة فواتير المنزل وميزانية الطعام ودفع الإيجار.
قد يوفر هذا فرصة التوفير للمستقبل. لكن مع قراءة الأخبار عن أسعار المنازل العالية جدا وديون الطلاب الضخمة، من السهل فهم الميول العالية للاستهلاك في الأعمار ما دون الـ30.
إذن، ما الطريقة الأمثل لتشجيع الطلاب والشباب للانطلاق للعالم دون حاجتهم للاعتماد على آبائهم في أوقات صعبة مثل هذه؟ بحسب رأي الشخصي، فإن السر يكمن في الاستثمار.
يستطيع الشباب التحكم في مواردهم المالية من خلال بناء استثمارات طويلة الأمد. وهذا سبب اعتقادي في حاجتنا إلى مزيد من التعلم حول الاستثمار الموجه للشباب.
قد يكون من السهل تجاهل هذا بالقول إن الشباب لا يريدون تعلم كيفية استثمار أموالهم أو أنهم غير قادرين على منافسة المستثمرين الأكثر خبرة.
وهذا ببساطة أمر غير صحيح. أجريت استطلاعا لطلاب تراوح أعمارهم بين 11 و17 عاما في مدرستي ووجدت أن 91 في المائة من المشاركين يقولون إنهم يخططون لاستثمار أموالهم في المستقبل، وقال 88 في المائة إنهم يرغبون في تعلم كيفية القيام بذلك. ويمكن رؤية هذا الشغف للاستثمار في العالم الحقيقي أيضا.
خذ قصة شركة "جيم ستوب" مثلا. نستطيع أن نرى أن الشباب يتطلعون لفرص الاستثمار وسيأخذون أي فرصة بإمكانهم العثور عليها. نحن لسنا كسالى أو ينقصنا الحافز، نحن فقط لم يتم تعليمنا كيفية الاستثمار.
يحتاج الاستثمار للشباب أيضا. محبتنا الفطرية للمخاطرة تسمح لنا باتخاذ قرارات قد لا يتخذها المستثمرون المتخوفون من المخاطرة. إضافة إلى ذلك، نحن نمتك الوقت الذي يعمل لمصلحتنا. ببدء الاستثمار في عمر يافع، يملك الناس الفرصة لارتكاب الأخطاء في المراحل الأولية، ما يتيح فرصة تطوير المرونة الضرورية للنجاح في الاستثمار، وكذلك الوقت لبناء العوائد من الفائدة المركبة.
إذن، كيف يمكن للشباب تحسين مرونتهم المالية؟ بشكل متوقع، إجابتي هي التعلم. من الجنون أن يتوقع أي أحد أن نخرج للعالم ونظهر مرونة مالية دون أن يخبرنا أحد كيفية القيام بذلك. بتقديم الاستثمار إلى الشباب، يستطيع المعلمون تمهيد الطريق لطلبتهم ليصبحوا مستقلين ماليا ومحصنين بالمعرفة الكافية للتغلب على أي مشكلات غير متوقعة لا بد أن نواجهها في المستقبل.

الفئة العمرية 14-15

موكند ماهيندرا سوني، من مدرسة الملكة إليزابيث في بارنت، هو من حاز الصدارة في هذه الفئة.
تضمنت مشاركته أن النقد لم يعد هو الملك في وقتنا الحالي، متناولة الفوائد المحتملة لمجتمع غير نقدي والسلبيات المحتملة؟
ينظر إلى اختراع العملة في حدود عام 640 قبل الميلاد عموما على أنه اختراق اقتصادي. ومع ذلك، على مدار العقود القليلة الماضية، أصبحنا نبتعد عن النقد، وأصبحنا نفضل البطاقات غير الملموسة، والمعاملات عبر الإنترنت، أو الدفع عبر الهاتف المحمول. وقد يؤدي هذا إلى ثورة اقتصادية أخرى، لكن هناك مقاومة - وذلك لسبب وجيه.
أدت الجائحة إلى تسريع تراجع السيولة. يفضل المستهلكون في العصر الرقمي سهولة وسرعة المدفوعات غير النقدية. وتشير بعض التقديرات إلى أنه بحلول عام 2027 سيشكل النقد 10 في المائة من جميع المعاملات في المملكة المتحدة.
النقد غير عملي بالنسبة للبنوك بسبب التكلفة العالية للبنية التحتية المطلوبة، مثل أجهزة الصراف الآلي والشاحنات التي تحمل الأوراق النقدية والفروع وأمناء الصناديق الذين يتسلمون الأوراق النقدية والعملات المعدنية.
وتستفيد الحكومة أيضا من رقمنة المدفوعات. في الدول الغنية، تقدر تكلفة سك النقود وتخزينها وفرزها وتوزيعها بنحو 0.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وعدم وجود عملات نقدية من شأنه أن يعيق الاقتصاد غير الرسمي، ما قد يمكن الحكومة من الحفاظ على مراقبة التهرب الضريبي والاحتيال عن كثب.
مع ذلك، لا تزال هناك مخاوف، إذ إن أكثر من مليون شخص في المملكة المتحدة ليس لديهم حساب مصرفي، ما يجعل من المستحيل عليهم الدفع باستخدام طرق غير نقدية. وقد تجعل الطبيعة السهلة للمعاملات غير النقدية من الصعب على المستهلكين إدراك مقدار ما ينفقونه.
يمكن أن يؤثر المجتمع غير النقدي سلبا في الشركات الصغيرة أيضا. حيث يجب على جميع الشركات دفع رسوم التبادل لجهات إصدار بطاقات الائتمان التي تشغل أنظمة الدفع الإلكترونية. وفي الأغلب ما تكون هذه التكاليف باهظة بشكل غير متناسب مع الشركات الصغيرة التي تميل إلى معالجة معاملات منخفضة القيمة.
أما بالنسبة للمستهلكين، فقد يؤدي فقدان القدرة على إخفاء الهوية في المعاملات النقدية، إلى تمكين الحكومات أو البنوك ذات الأهداف التجارية من استغلال البيانات الشخصية والتجسس على عادات التسوق الخاصة بهم.
ويتمثل الجانب السلبي الرئيس الآخر في أن أنظمة الدفع الإلكترونية معرضة للإخفاقات التقنية والهجمات الإلكترونية، ولا يزال الربط الرقمي ضعيفا في كثير من المناطق الريفية.
مع ذلك، يمكن توضيح أكبر القيود الناتجة عن التحول إلى مجتمع غير نقدي في السيناريو التالي.
تخيل أنك في بلد أجنبي - لا أحد يعرفك، وتريد أن تستقل سيارة أجرة إلى فندقك. أنت تعتمد في الدفع على هاتفك، لكن بطاريته نفدت. ماذا أنت فاعل الآن؟

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES