FINANCIAL TIMES

جنون تداولات التجزئة دلالة على أسواق الأسهم الأمريكية

جنون تداولات التجزئة دلالة على أسواق الأسهم الأمريكية

كان جنون جيم ستوب انتصار غير مسبوق للمتداولين الهواة الشباب على محترفي وول ستريت.

تصاعد التداول في الأسهم الشاذة يوقع بالمستثمرين عديمي الخبرة كي يدفعوا تكاليف مرتفعة ويدخلوا معركة لا يمكنهم الفوز بها مع وول ستريت، وفقا لمؤسس إحدى أكبر الشركات التداول في العالم. قال أليكس جيركو، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة XTX Markets ومقرها لندن، لصحيفة فاينانشيال تايمز في مقابلة، إن التداول دون عمولة يساعد على بناء وهم بأن المستثمرين الهواة الآن في أفضل حال على الإطلاق، موضحا أن الطريقة التي تبيع بها شركات الوساطة بالتجزئة بناء على طلبات عملائها ومعيار ضعيف للغاية تعني أن أصغر المستثمرين يقذفون معا مليارات الدولارات من التكاليف المخفية كل عام عند شراء أو بيع الأسهم الأمريكية.
قال جيركو: "أوضحت حلقة جيم ستوب أن قسم البيع بالتجزئة في السوق مختل بشكل خاص"، مشيرا إلى الارتفاع الهائل في أسهم سلسلة متاجر وحدة التحكم في يناير، مضيفا: "الحوافز موجودة لإحداث كثير من الزخم في أسهم غير السائلة للغاية، وهو بالضبط ما نشهده هذا العام".
في ظاهر الأمر، كان جنون جيم ستوب انتصارا غير مسبوق للمتداولين الهواة الشباب على محترفي وول ستريت بما في ذلك بعض صناديق التحوط التي كانت تراهن ضد الشركة. لكن جيركو يعتقد أن الواقع عكس ذلك، بالقول: "إذا كنت تفكر في عدم وجود عمولات، فهذا يبدو رائعا على الورق -كان التداول مكلفا والآن أصبح مجانيا. من الواضح أن هذا كلام فارغ تماما".
جزء من جاذبية منصات البيع بالتجزئة مثل روبن هود أنها توفر التداول دون عمولة. لكن جيركو قال إن الرسوم مخفية في الفرق بين سعر البيع والشراء، ما يسمى بالهامش، ما يعني أن الوسطاء وصناع السوق يريدون من العملاء تداول الأسهم حيث تكون هذه الفجوة أوسع ما يمكن، كما هي الحال في الأسهم غير السائلة التي يكون التداول فيها ضعيفا بشكل عام.
أضاف: "إذا كان صانع السوق يكسب هامشا معينا من حركة التجزئة، ثم يدفع نسبة مئوية من هذا بالهامش إلى وسيط التجزئة ... سينتهي بك الأمر بحافز منحرف لضمان تداول العملاء النهائيين للأسهم بهوامش أسعار واسعة جدا".
تأتي انتقادات عالم الرياضيات البالغ من العمر 41 عاما مع ارتفاع مرة أخرى في أسعار الأسهم في سلسلة السينما AMC Entertainment وأسهم الميم الأخرى، المشهورة لدى مستثمري التجزئة في المنتديات عبر الإنترنت مثل ريديت. قفزت أسهم AMC بأكثر من 500 في المائة في الشهر الماضي إلى أعلى مستوياتها في الأسبوع الماضي قبل أن تتراجع، واكتسبت دفعة أخرى بعد أن وعدت الشركة مستثمري التجزئة بمزايا إضافية، بما في ذلك الفشار المجاني.
رأى جيركو أن شركات الوساطة والوسطاء الآخرين من بين المستفيدين من أسعار الأسهم هذه، خاصة أن وسطاء التجزئة يبيعون في كثير من الأحيان تداولات عملائهم بكميات كبيرة لصانعي السوق التي تهدف بعد ذلك إلى تأمين أسعار مواتية للعملاء. هذه الممارسة، المعروفة باسم "الدفع مقابل حركة الطلبات" PFOF، أكسبت الوسطاء الأمريكيين 2.9 مليار دولار عام 2020 دون فرض عمولة على المستثمرين الهواة مقدما، واجتذبت انتباه المنظمين.
وقال: "في النظام البيئي الحالي هناك ما يكفي بطريقة أو بأخرى ليجني صناع السوق إيرادات بمليارات الدولارات. إذن من أين تأتي هذه الأموال؟ من مستثمري التجزئة. عندما يدعي الناس أنهم قدموا X مليار دولار لتحسين الأسعار العام الماضي، فإن السؤال هو ما إذا كان أي من هذا التحسن في الأسعار حقيقيا. وما إذا كان ذلك شيئا يجب أن يفخروا به".
هذا المواطن البريطاني المولود في روسيا بدأ حياته المهنية كمتداول عملات في دويتشه بنك. في عام 2015، أسس شركة XTX Markets وأسس واحدة من أكبر شركات التداول القائمة على الكمبيوتر في العالم. وظل بعيدا عن الأنظار بينما كان يجمع ثروة أكثر من بعض الأسماء المعروفة للناس. في العام الماضي، أسهم في الخزائن الضريبية في المملكة المتحدة أكثر من دوق وستمنستر، وفقا لصحيفة صنداي تايمز، ما جعله في المرتبة الـ 13 بين أكبر دافعي الضرائب الأفراد في البلاد.
لا توظف شركته متداولين بشريين لكنها تعتمد فقط على نماذج الكمبيوتر لشراء وبيع الأصول في محاولة لتحقيق الأرباح. ولا تشارك في الدفع في حركة الطلبات. الشركة ثالث أكبر متداول في أسواق العملات العالمية، وتتعامل مع 13 في المائة من الأسهم الأوروبية المتداولة في البورصات. منذ عام 2019، تعمل الشركة في أسواق الأسهم الأمريكية.
ذكر بحث حديث من BestEx Research أن متوسط التحسن في أسعار طلبات سوق التجزئة بلغ نحو 25 في المائة، مقارنة بالمعيار القياسي. لكن الصحيفة أضافت أن هذا في الواقع "أشبه بالحصول على خصم بنسبة 30 في المائة على عنصر ما بعد أن يرفع صاحب المتجر السعر بنسبة 40 في المائة"، لأن المقياس لا يغطي سوى شريحة صغيرة من السوق.
دافعت شركة الوساطة روبن هود واثنان من أكبر صانعي السوق في الولايات المتحدة، Citadel Securities and Virtu، عن نموذج PFOF، بحجة أنه لا يوجد دليل على أن الدفع مقابل حركة الطلبات يضر بالمستثمرين. لكن جاري جينسلر، رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات، الذي أدى اليمين الدستورية حديثا، قال إنه سيجعل نموذج PFOF محورا للعمل المستقبلي.
أوضح جيركو أن أحد الحلول يمكن أن يكون تجريد PFOF من العملية، وبدلا من ذلك تغذية طلبات متداولي التجزئة إلى البورصات حيث يتطابقون مع بعضهم بعضا أو يتنافس صانعو السوق على تنفيذ الصفقات. كما أنه يرفض الانتقادات القائلة إن مقترحاته تخدم مصلحة ذاتية، مشيرا إلى أن XTX تدعو إلى تغييرات هيكل السوق في جميع الأسواق، حتى عندما تلعب دورا مهيمنا بالفعل، مثل أسواق العملات.
حتى مع هذه الأنواع من التغييرات، إلا أنه يشك في أن مستثمري التجزئة يمكن أن يخرجوا منتصرين من جولة أخرى من المعركة مع شركات التداول المتطورة. يقول: "تمكن مستثمرو التجزئة من إحداث بعض الألم لصندوق تحوط واحد. يمكنني أن أؤكد لكم على المدى الطويل أنه لن يفوز المشاركون في التجزئة بهذه اللعبة، فهذا مستحيل تماما".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES