FINANCIAL TIMES

اليابانيات يدخلن بعزم في صناعة السيارات المحافظة

اليابانيات يدخلن بعزم في صناعة السيارات المحافظة

أساكو هوشينو المرأة الوحيدة من بين أعلى سبعة مسؤولين تنفيذيين في "نيسان" باستثناء مجلس الإدارة عموما.

كانت أساكو هوشينو من نواح كثيرة وجه حقبة جديدة لـ "نيسان" عندما انضمت إلى شركة صناعة السيارات اليابانية عام 2002.
كارلوس غصن، الرئيس التنفيذي للشركة في ذلك الوقت، أنعش الشركة من الإفلاس الوشيك فيما لا يزال أحد أكبر التحولات في تاريخ الشركة. تركت هوشينو أحد المصارف اليابانية بعد أن شعرت بالسخط بسبب الاحتمالات القاتمة في حصول الموظفات على ترقية -فضلا عن تعيينهن في الخارج. في الوقت نفسه، كانت "نيسان" تعد بأن تكون أكثر تنوعا وعالمية من خلال تحالفها مع شركة رينو الفرنسية.
مسؤولون تنفيذيون في "نيسان" تمنوا أن تضخ هوشينو التي عملت في شركة استشارية بعد حصولها على ماجستير إدارة الأعمال من كلية كيلوج للإدارة في جامعة نورث وسترن، دماء جديدة في المؤسسة. كان دورها الأول قيادة إنشاء قسم جديد للتنبؤ بطلب العملاء.
بعد عقدين، تشرف هوشينو على التسويق والمبيعات العالمية لـ "نيسان"، وتعد الأعلى مرتبة بين المديرات التنفيذيات اللائي تمت ترقيتهن داخليا في صناعة السيارات المحافظة في اليابان. وواحدة من المديرين التنفيذيين القلائل الذين خرجوا سالمين نسبيا بعد تجديد فريق إدارة "نيسان " بشكل جذري بعد اعتقال غصن وإقالته أواخر عام 2018.
قالت هوشينو، التي ساعدت في إعداد برنامج "نيسان" لتطوير التنوع في مكالمة فيديو: "لقد تغيرت الأمور بشكل كبير منذ أن بدأنا في وضع التنوع كأحد ركائز استراتيجيتنا. منذ عقدين، لم يفهم الناس عندما قلت إنه يجب علينا الاستماع إلى رأي النساء في صناعة السيارات. اعتقد كثيرون أنه يجب على النساء ببساطة تحديد لون السيارة لكن من الواضح أن هذا لم يعد هو الحال بعد الآن".
لا يزال التنميط يعيق تقدم المرأة في اليابان التي تحتل المرتبة 120 في العالم من حيث المساواة بين الجنسين -حسب المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث أقل من 8 في المائة من المناصب الإدارية تشغلها النساء.
في شباط "فبراير"، استقال يوشيرو موري رئيس لجنة الألعاب الأولمبية في طوكيو بعد تصاعد الانتقادات العامة بشأن تصريحاته المتحيزة ضد المرأة مفادها أن النساء لا ينتمين إلى اللجان لأنهن يتحدثن كثيرا. "أعتقد أن استقالة موري كانت تغير لمجرى التاريخ في اليابان لأن السياسيين لم يكونوا ليستقيلوا في الماضي بسبب تصريحات مماثلة"، حسبما تقول هوشينو. وتضيف: "توصيف الأشخاص من خلال الصور النمطية يؤدي إلى التمييز، ويحتاج الأشخاص إلى التدريب على عدم وضع افتراضات باستخدام الصور النمطية".
أجزاء من مسار هوشينو المهني في "نيسان" تم تحديده من الكفاح من أجل التغلب على الأعراف والصور النمطية التي تم بناؤها على مدى عقود في صناعة لا تزال يهيمن عليها التنفيذيون الذكور. مثلا قضت أيامها الأولى في الشركة تصطدم بالمهندسين الذكور. اعتقد المهندسون أن لديهم فكرة أفضل عن عدد السيارات التي سيتم بيعها من فريق هوشينو، الذين كانوا يحللون أرقام المبيعات السابقة واتجاهات السوق.
مع استمرار الجدل حتى وقت متأخر من المساء، غالبا ما كانت تفوت آخر قطار لها إلى المنزل وتبقى في فندق قريب. سألها مهندس غاضب ذات مرة بعد أن أدت توقعاتها للسوق إلى القضاء على ميزانية منتج كان يعمل عليه: "هل تحاولين قتلي؟"
تحسنت العلاقات الداخلية منذ عام 2004 فقط، بعد أن أثبتت توقعاتها للسوق أنها دقيقة لستة من طرز السيارات الجديدة التي تم إطلاقها. "كنت أتجول مع مطبوعات من الرسوم البيانية لطرز السيارات الست وقلت للناس الذين قابلتهم كيف أنها كانت دقيقة وصحيحة. قال البعض: ستكونين مخطئة في المرة المقبلة، لكنني رددت قائلة إنه حتى الآن أنا على حق".
هوشينو متزوجة من يوشيهارو هوشينو، الرئيس التنفيذي لمنتجعات هوشينو، المشغل لأحد أشهر النزل الفاخرة في اليابان. الزوجان كان طفلهما صغيرا في الوقت الذي انضمت فيه هوشينو إلى "نيسان"، وكانت تتنقل من كارويزاوا، وهو منتجع جبلي على بعد نحو ساعة ونصف الساعة من طوكيو بالقطار السريع. من أجل التوفيق بين العمل ورعاية الأطفال، وظفت أربع مربيات -عثرت عليهن من خلال نشر إعلان في إحدى الصحف المحلية- وكانوا قادرين على رعاية ابنها من الساعة 8 صباحا حتى 9 مساء.
"عانيت أكثر بعد أن انتقلت إلى طوكيو. لم أتمكن من العثور على جليسة أطفال ولم أتمكن من العثور على رعاية نهارية شاغرة، " حسبما تقول هوشينو. بعد أن فشلت في العثور على مركز للرعاية النهارية بالقرب من المكان الذي تعيش فيه والدتها، قررت الانتقال إلى منطقة في المدينة بها عدد أقل من الأطفال.
في ذلك الوقت، كانت الفجوة في تطلعات الشركة إلى التنوع والواقع كبيرة. تقول هوشينو: "لم تكن هناك مديرة واحدة في ذلك الوقت، لذا إذا سألتني عما إذا كان مساري المهني مرئيا، فهذا غير واضح تماما"، مشيرة إلى أنه كان من الصعب تخيل كيف ستتطور حياتها المهنية دون وجود نموذج نسائي يحتذى به داخل الشركة.
حتى الآن، هوشينو المرأة الوحيدة من بين أعلى سبعة مسؤولين تنفيذيين في "نيسان" باستثناء مجلس الإدارة عموما. ارتفعت نسبة مديرات المجموعة في اليابان من 1.6 في المائة فقط في العام المالي 2004 إلى 10 في المائة في الوقت الحالي. وهذا أعلى من متوسط 4 في المائة في صناعة السيارات في البلاد. يضم مجلس إدارة "نيسان" المكون من 12 عضوا مديرتين.
رغم ندرة المديرات خلال النصف الأول من حياتها المهنية، تقول هوشينو إنها بالكاد تفكر فيما إذا كانت المقاومة التي واجهتها في البداية في الشركة كانت بسبب كونها امرأة. وتقول إن تركيزها الأساسي كان على تحقيق النتائج. اعتقدت أن هذا سيكون أسرع طريقة للفوز على منتقديها. تقول هوشينو: "مضيعة للوقت التنافس حول قضايا من هذا القبيل".
بالنظر إلى المستقبل، ترى عوائق مختلفة أمام تقدم المرأة في أماكن العمل اليابانية. "التحدي الأكبر الذي يواجه حركة التنوع في اليابان تعريفات الوظائف التي تستند إلى الجنس. يجب على المرأة أن تفعل هذا أو على الرجل أن يفعل ذلك. يجب أن تختفي هذه الصور النمطية" -حسبما تقول هوشينو.
مثل هذه الصور الثابتة تحد من فرص عمل النساء، على حد قولها، مستشهدة بتجربتها الخاصة في رفض منحها فرصة للعمل في لندن لا لسبب سوى أن البنك الذي عملت فيه لم يعين امرأة في الخارج.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES