FINANCIAL TIMES

العلماء يخشون حدوث تسريبات مستقبلية من المعامل عالية المستوى

العلماء يخشون حدوث تسريبات مستقبلية من المعامل عالية المستوى

أفرد أمن في حراسة معهد ووهان لعلم الفيروسات الصيني.

يقول العلماء: إن المعامل الخاضعة لإجراءات أمنية قصوى التي تجري فيها أخطر الأبحاث البيولوجية انتشرت في العقد الماضي، محذرين من أن الضوابط المتراخية في بعض المواقع قد تؤدي إلى جائحة أخرى.
من المخطط أن يكون هناك ما لا يقل عن 59 مختبرا على الأقل من المستوى الرابع للسلامة الحيوية BSL-4، قيد الإنشاء أو قيد التشغيل في جميع أنحاء العالم، تغطي 23 دولة بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة والصين والهند والجابون وكوت ديفوار. من بينها المنشأة الصينية في معهد ووهان لعلم الفيروسات، الآن في مركز تحقيق استخباراتي أمريكي متجدد حول ما إذا كان كوفيد - 19 قد تسرب من مختبره.
وجد جريجوري كوبلنتز البروفيسور المساعد في مجال الدفاع البيولوجي في جامعة جورج ماسون، وفيليبا لينتزوس في كينجز كوليدج لندن، اللذان قاما برسم خرائط للمنشآت، أن من بين 42 مختبرا كانت بيانات التخطيط متاحة، تم بناء نصفها في العقد الماضي.
ثلاثة أرباع جميع مختبرات BSL-4 كانت في المراكز الحضرية. وثلاثة فقط من 23 دولة لديها سياسات وطنية توفر الإشراف على ما يسمى بالبحوث ذات الاستخدام المزدوج، حيث يمكن تكييف التجارب التي يتم إجراؤها لأغراض مدنية لأغراض عسكرية.
قال لينتزوس، خبير في العلوم والأمن الدولي: إن "إعداد التقارير يتحسن بالتأكيد في بعض الدول مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة حيث كانت هناك تغطية إعلامية لهذا الأمر، لكننا لم نصل بعد إلى حيث نريد أن نكون". ويضيف: "كلما زاد العمل الجاري، سيحدث مزيد من الحوادث".
أدى التوسع السريع في مثل هذه المرافق، ولا سيما في دول مثل الصين إلى زيادة المخاوف بشأن تسرب المواد الخطرة.
قال ريتشارد إبرايت، أستاذ البيولوجيا الكيميائية في جامعة روتجرز: "كلما زاد عدد المؤسسات، وكلما زاد عدد الأفراد الذين يمكنهم الوصول إلى هذه العوامل الخطرة زادت المخاطر". ويؤكد أن "الحوادث والتسريبات تحدث بالفعل بأعداد كبيرة جدا، ولا سيما في الأماكن التي لديها معايير ضعيفة للسلامة الأحيائية. نحن بحاجة إلى تعزيز قواعد السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي في جميع أنحاء العالم".
يحقق مسؤولو المخابرات الأمريكية حاليا فيما إذا كان معهد ووهان قد لعب أي دور في نشأة كوفيد - 19. تستضيف المنشأة الصينية واحدا من بين ما لا يزيد على ستة مختبرات BSL-4 في العالم كانت تجري أبحاثا مثيرة للجدل حول اكتساب الوظيفة حول مسببات الأمراض المرتبطة بالخفافيش قبل الوباء، وفقا لإبرايت.
مهما استنتجت الوكالات الأمريكية، فإن كوفيد - 19، قد ركز بالفعل الانتباه على الأبحاث الطبية الحيوية في مسببات الأمراض القاتلة التي لا يخضع كثير منها لأي رقابة أو رقابة دولية.
وفقا لمؤشر الأمن الصحي العالمي، الذي تمت الإشارة إليه بواسطة كوبلنتز ولينتزوس، فإن أقل من ربع الدول التي لديها مختبرات تعمل في BSL-4 لديها مستويات عالية من الاستعداد للأمن الحيوي، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. نحو الثلث، بما في ذلك الصين، لديها مستويات متوسطة، بينما 41 في المائة لديها مستويات منخفضة، مثل جنوب إفريقيا.
يضيف بحث كوبلنتز ولينتزوس إلى المخاوف القائمة بين عديد من العلماء بشأن العدد المرتفع بالفعل للحوادث التي تنطوي على أبحاث الطب الحيوي، حتى في أكثر المرافق أمانا.
في الولايات المتحدة، تراقب وزارة الصحة ومراكز السيطرة على الأمراض بشكل مشترك استخدام 67 نوعا مختلفا من السموم والمواد الأخرى التي يحتمل أن تكون خطرة. وجد تقريرهم الأخير أنه في الولايات المتحدة عام 2019 فقدت هذه المواد 13 مرة، وتم إطلاقها عن طريق الخطأ 219 مرة. أدى ذلك إلى خضوع أكثر من 1000 شخص للتقييمات الطبية، وتناول البعض الأدوية الوقائية. ومع ذلك، لم يصب أي منهم بأمراض محددة نتيجة لذلك.
جرى تكثيف المراقبة الأمريكية لمنشآتها المحلية بعد عام 2001، عندما قتل مهاجم خمسة أشخاص بإرسال بكتيريا الجمرة الخبيثة التي يعتقد أنها جاءت من معمل البحوث الطبية التابع للجيش الأمريكي في فورت ديتريك إلى عديد من وسائل الإعلام واثنين من أعضاء الكونجرس.
لم تكن هجمات الجمرة الخبيثة عام 2001 المثال الوحيد لفشل أمن المختبرات في العقود الأخيرة.
في عام 2004، أصيب تسعة أشخاص بفيروس سارز وتوفي شخص واحد بعد أن تعرض باحثان منفصلان للفيروس أثناء عملهما في المعهد الصيني لعلم الفيروسات في بكين. في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019، قبل شهر واحد فقط من أول حالة مؤكدة لكوفيد -19، أصيب أكثر من 6000 شخص في شمال غرب الصين بداء الحمى المالطية "البروسيلا"، مرض بكتيري له أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، بعد تسرب في مصنع لقاح.
كانت الصين حريصة خصوصا على بناء مزيد من المختبرات ذات أقصى درجات الأمان من أجل تعزيز قدرتها على البحث العلمي. كتب باي تشونلي، الرئيس السابق لأكاديمية العلوم الصينية التابعة للدولة، مقالا العام الماضي يحذر من أوجه القصور الواضحة في البلاد في عدد مختبرات السلامة الحيوية عالية المستوى مقارنة بالولايات المتحدة.
أعلنت مقاطعة جوانجدونج في آيار (مايو) الماضي، أنها تخطط لبناء ما بين 25 و30 مختبرا ثلاثيا لمستوى السلامة الحيوية ومختبر BSL-4 واحد، في الخمسة أعوام المقبلة. لكن بعض المسؤولين الصينيين حذروا من ضعف الأمن في المنشآت القائمة. في عام 2019، كتب يوان تشيمينج مدير مختبر BSL-4 التابع لمعهد ووهان لعلم الفيروسات، مراجعة لأوجه القصور في السلامة في مختبرات الصين. وكتب يوان أن "عديدا من الشركات عالية المستوى لا تملك أموالا كافية للتشغيل للعمليات الروتينية والحيوية"، موضحا أن تكاليف الصيانة مهملة عموما.
وقال: "نظرا لمحدودية الموارد، فإن بعض مختبرات BSL-3 تعمل بأقل قدر ممكن من التكاليف التشغيلية أو في بعض الحالات لا شيء على الإطلاق". في عام 2020، أصدرت الحكومة المركزية قانونا جديدا لتحسين معايير السلامة الأحيائية الوطنية.
يقول النقاد إن السرية في الصين حول الأنشطة في مثل هذه المنشآت تجعل من الصعب معرفة مدى أمانها. في كانون الثاني (يناير) 2020، أخبرت بكين مختبرات السلامة الحيوية التي تعمل على عينات سارز - كوف - 2 أنها بحاجة إلى تصريح حكومي للإفصاح عن أي معلومات حول الفيروس.
قال عديد من العلماء إن النهج الصيني للتحقيق الدولي في أصول كوفيد - 19 أظهر مشكلات إجراء تجارب عالية الخطورة في البلاد. في آذار (مارس) انتقدت 13 دولة الصين لعدم السماح للخبراء الدوليين بالوصول الكامل إلى البيانات والعينات المتعلقة ببدء الوباء.
قال لينتزوس: "ما رأيناه حتى الآن فيما يتعلق بمعهد ووهان لعلم الفيروسات هو مختبر غير مفتوح وواضح بشأن أنواع العمل الذي يقوم به". ويضيف: "عندما يكون لديك هذه الأنواع من المعامل، عليك التأكد من أنها مفتوحة وواضحة وأنك تعمل مع أقرانك".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES