FINANCIAL TIMES

لماذا يجب على المديرين التنفيذيين الاستماع إلى النشطاء؟

لماذا يجب على المديرين التنفيذيين الاستماع إلى النشطاء؟

عندما جادلت كريستابيل بانكهورست في قضية حق المرأة في التصويت لأعضاء بورصة لندن في 1909، ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن خطابها أثار بعض الاحتجاج لكن تخللها تصفيق صادق، وكذلك قدر كبير من المرح في اندفاعاتها المضحكة.
بعد ثلاثة أعوام من الفشل في تحويل هذا التصفيق إلى حقوق تصويت، تبنت الحركة التي قادتها بانكهورست ووالدتها إيميلين تكتيكات أقل إمتاعا، وأصبحت وجهة نظر صفحات الأعمال لها أكثر قتامة. أدت هجمات الحرق المتعمد على صناديق البريد في مدينة لندن في 1912، إلى جعل صحيفة فاينانشيال تايمز تتوعد بالحاجة إلى تدابير صارمة ... لحماية المجتمع ككل من النوايا الخبيثة لجماعة صغير متمردة.
لماذا نذكر هذا التاريخ الآن؟ لأن قادة الأعمال اليوم يواجهون جيلا جديدا من المحرضين الذين يعدون أهدافهم غير واقعية، وأن أساليبهم غير معقولة لكن من المحتمل أن تكون رسالتهم جديرة بالاهتمام على المدى الطويل.
شهد موسم الاجتماعات السنوية لهذا العام احتجاجات على رواتب المديرين التنفيذيين في الشركات من أسترازنيكا إلى جنرال إلكتريك. الراهبات خاطبن "أمازون" بشأن تقنية التعرف على الوجه الخاصة بأمازون ويواجهن شركة بوينج بشأن جماعات الضغط. انتقد المدافعون عن التنوع المجالس لتحركها ببطء شديد لتحقيق المساواة بين الجنسين -بعد قرن من حق المرأة في الاقتراع.
مع ذلك، لم يجتذب أي موضوع مزيدا من التشدد في الآونة الأخيرة من مساهمات الشركات في تغير المناخ. ولم يحدد أي صدام ربيع المساهمين هذا بشكل أكثر وضوحا من الثورة في إكسون موبيل، حيث شق إنجن نمبر 1، وهو مستثمر ناشط لديه حصة دقيقة ويمتنع عن الوقود الأحفوري، طريقه إلى مجلس إدارة شركة النفط الكبرى البالغة قيمته 250 مليار دولار.
يقول روبرت إكليس، الأستاذ في كلية سعيد لإدارة الأعمال: "هذا يشبه الطلقة التي تسمع في جميع أنحاء العالم". تدرك الشركات والمستثمرون الآخرون أنه: "إذا كان صندوق التحوط الصغير هذا يستطيع فعل ذلك لشركة إكسون موبيل، إذن، أوه، الأمور مختلفة".
كانت آراء المساهمين في شركات النفط والغاز الكبرى تتغير بالفعل بشكل أسرع من تغيير إكسون لأنموذج أعمالها، كما يشير إكليس، لكن مثل مثيري المشكلات أمثال بانكهرست: "كنت بحاجة إلى الشرارة: لقد فجروا صناديق البريد".
قبل إنجن نمبر 1، كان هناك عصيان مدني لجماعة إكستنكشن ريبليون، الذين قاموا بإلقاء الفحم المزيف خارج لويدز أوف لندن وحاصروا مواقع طباعة الشركات الإخبارية في العام الماضي. استهدف نشطاء حماية البيئة مكاتب جي بي مورجان تشيس في نيويورك وبلاك روك في باريس. وقد ظهرت جريتا ثونبرج في المنتدى الاقتصادي العالمي العام الماضي، وألقت رفضا لممارسات رواد دافوس في غرس الأشجار.
يبدو أن مثل هذه التكتيكات المتحمسة ستولد تهيجا أكثر من التصفيق. كما يقول إكليس، "هنا أناس ليست لديهم أي سلطة. ما لم ينتهكوا القواعد أو يستخدموا القواعد بقوة، كما فعل إنجن نمبر 1، لا يمكنك جذب الانتباه".
هذا يجعل من السهل استبعادهم. قال وارن بافيت للاجتماع السنوي لبيركشاير هاثاواي الشهر الماضي إن الناس في طرفي الجدل حول الوقود الأحفوري مجانين قليلا.
ربما ذلك صحيح، لكن من أسلوب الشارع إلى الموضات في وول ستريت، تميل الأفكار الجديدة إلى البدء على الهامش. يشير أمثال بانكهورست والناشطين المتعاقبين لأسباب تراوح من الحقوق المدنية إلى حقوق المثليين إلى أن الأفكار الأكثر قوة ستصبح سائدة في النهاية.
نادرًا ما يحدث هذا بين عشية وضحاها: لقد استغرق الأمر حتى 1928 حتى تحصل المرأة البريطانية على المساواة الانتخابية مع الرجل. لكن العوامل المهيجة اليوم يمكن أن تكون بمنزلة نذير لإجماع الغد.
وهذا من شأنه أن يجعلها ذات قيمة لأي شركة ترغب في فهم المخاطر والفرص في الأعوام المقبلة. يعرف كل مدير تنفيذي أن توقعات المجتمع للأعمال التجارية تتغير باستمرار، لكن قليل منهم أدرك أن أشد منتقديهم قد يساعدهم على وضع أنفسهم في مواجهة تلك التحولات.
لا تزال توقعات المجتمع تهم مجالس الإدارة عندما يتم التعبير عنها من خلال أصوات المساهمين، ويشير النمو المستمر للاستثمار الواعي اجتماعيا إلى تقارب أجندات المحرضين ومديري المحافظ.
هذا الأسبوع، مثلا، وجد استطلاع ليو بي إس للمستثمرين الأغنياء أن 90 في المائة منهم زعموا أن الوباء جعلهم أكثر تصميما على مواءمة استثماراتهم مع قيمهم.
أكد هذا التقرير مرة أخرى كيف يقود الرأسماليون الشباب هذه العملية: قال ما يقرب من 80 في المائة من المستثمرين الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما إن كوفيد - 19 جعلهم يرغبون في إحداث فرق أكبر في العالم، مقارنة بنصف الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاما. يجدر بالمديرين التنفيذيين أن يسألوا أنفسهم: أي من هذه التركيبة السكانية يقضون وقتا أطول معها.
أظهر نشطاء إكسون غير المعقولون أن العالم قد تغير ولم يتغير. السؤال المطروح على الشركات الأخرى هو ما إذا كانت تستطيع تعلم مثل هذه الدروس بشكل أقل إيلاما.
هل هذا يعني أن المجالس يجب أن تنحني لكل مهذب يوبخها في اجتماع سنوي؟ لا، لكن يجب على الشركات أن تتجنب صرف النظر عن كل ناقد باعتباره مهووسا، وأن تدرس المحرضين بحثا عن علامات الإنذار المبكر لما قد يتحول إلى موجة كبيرة.
يحب التنفيذيون التحدث عن الابتكار وميزة أول من يتحرك. إذا كانوا جادين، فينبغي عليهم قضاء مزيد من الوقت في التفكير في المكان الذي تشير فيه أطراف اليوم إلى الاتجاه السائد في الغد.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES