الطاقة- النفط

الكربون الأسود آفة مناخية للقطب الشمالي .. يفاقم أزمة الاحترار العالمي

الكربون الأسود آفة مناخية للقطب الشمالي .. يفاقم أزمة الاحترار العالمي

يترسب الكربون الأسود، وهو الاسم الذي يطلق على الجسيمات الملوثة، التي تنشأ خصوصا من زيت الوقود الثقيل الذي تستخدمه السفن، على الغطاء الجليدي في القطب الشمالي ويسهم في تسريع ذوبانه.
وتدعو شآن بريور، كبيرة مستشاري منظمة "كلين أركتيك الاينس" غير الحكومية، أعضاء المنظمة البحرية الدولية مع بداية دورة اجتماعاتهم إلى إصدار تشريعات حول هذا الموضوع، وفقا لـ"الفرنسية".
وعلى الرغم من أن السفن ليست السبب الوحيد في ذلك، إلا أنها تستخدم عموما الوقود الأرخص المستخرج من تكرير البترول، وهو زيت الوقود الثقيل أو الفيول.
وعندما تحرق السفن زيت الوقود الثقيل تنتج جزيئات الكربون الأسود، التي تنبعث في البيئة من أبخرة العوادم، ثم تستقر هذه الجزيئات على الثلج أو الجليد، حيث تتسبب بتقليل انعكاس الشمس عن السطح، ومن ثم يزداد امتصاص الحرارة، ما يؤدي إلى تسارع ذوبان الجليد.
ومع أنه ليس من غازات الاحتباس الحراري بالمعنى الدقيق للكلمة، غير أن الكربون الأسود يسهم في الاحترار العالمي بشري المنشأ، ولا سيما في القطب الشمالي، حيث يتضخم تأثيره بسبب وجود الثلج والجليد.
لكن النقل البحري ليس المسؤول الوحيد عن ذلك، فجسيمات الكربون الأسود تنبعث أيضا من قطاع الطاقة، وكذلك من حرائق الغابات ومواقد الأخشاب. وللكربون الأسود تأثير سلبي كذلك في صحة الإنسان وهو مسؤول عن أمراض في الجهاز التنفسي ووفيات مبكرة.
وعندما يسقط على الثلج أو الجليد، يؤثر الكربون الأسود في ارتفاع درجات الحرارة بمقدار سبع إلى عشر مرات أكثر مما لو سقط على الأرض. ويمكن أن يعزى نحو 7 إلى 21 في المائة، من تأثير النقل البحري في ظاهرة الاحتباس الحراري إلى الكربون الأسود، فيما يرتبط الباقي بانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
زادت انبعاثات الكربون الأسود من النقل البحري بالفعل 85 في المائة بين العامين 2015 و2019. وستؤدي الزيادة في النقل البحري في المنطقة، حيث أصبح أسهل بسبب الأضرار الأولى، التي خلفها، أي ذوبان الجليد وفتح طرق بحرية، إلى زيادة انبعاثات الكربون الأسود، وتسريع تلك الحلقة المفرغة.
ويتمثل الحل المقترح في تحفيز قطاع الشحن على استخدام الوقود المقطر مثل الديزل أو الديزل البحري أو غيرها من مصادر الطاقة الأنظف، وبذلك ستخفض انبعاثات الكربون الأسود في القطب الشمالي على الفور 44 في المائة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يطلب من السفن، التي تستخدم الديزل أو الديزل البحري أيضا تركيب واستخدام مرشحات الجسيمات، هذا سيقلل انبعاثات الكربون الأسود بأكثر من 90 في المائة. ومن خلال فرض تغيير الوقود المستخدم، يمكن أن تحقق المنظمة البحرية الدولية، وكذلك قطاع الشحن نصرا سهلا عبر حصول خفض كبير في انبعاثات الكربون الأسود في القطب الشمالي.
وسيكون ذلك أيضا بمنزلة انتصار للمناخ على نطاق عالمي وللقطب الشمالي وللبشر الذين تعتمد سبل عيشهم على نظامه الإيكولوجي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط