الطاقة- النفط

النفط يواجه ضغوط تباطؤ نمو نشاط المصانع في الصين .. تعافي الطلب لا يزال متفاوتا

النفط يواجه ضغوط تباطؤ نمو نشاط المصانع في الصين .. تعافي الطلب لا يزال متفاوتا

تعافي الطلب على النفط لا يزال متفاوتا مع تسارع الإصابات بالوباء في ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم.

تراجعت أسعار النفط أمس، لتمر بمرحلة من الهدوء بعد أن لامست أعلى مستوياتها في ستة أسابيع، إذ عوضت المخاوف من إجراءات الإغلاق الأوسع نطاقا في الهند والبرازيل للحد من جائحة كوفيد - 19 التوقعات الإيجابية بشأن الطلب على الوقود في الصيف والتعافي الاقتصادي.
وهبط خام برنت 31 سنتا بما يعادل 0.5 في المائة، إلى 68.25 دولار للبرميل بحلول الساعة 06:30 بتوقيت جرينتش، وهو آخر يوم لتداول عقد أقرب استحقاق تسليم حزيران (يونيو).
ووفقا لـ"رويترز"، بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تسليم حزيران (يونيو) 64.59 دولار للبرميل، بانخفاض 42 سنتا أو 0.7 في المائة.
وتعرضت الأسعار أيضا لضغوط بعد أن تباطأ نمو نشاط المصانع في الصين وجاء دون التوقعات في نيسان (أبريل)، على الرغم من أن مسحا للقطاع الخاص أظهر أن نشاط المصانع في اليابان نما في نيسان (أبريل) بأسرع وتيرة منذ أوائل 2018.
وقال محللو إنرجي أسبكتس في مذكرة: "لا يزال تعافي الطلب بعد كوفيد - 19 متفاوتا، والارتفاع في حالات الإصابة بالهند بمنزلة تذكير في الوقت المناسب بأن أي ارتفاع إلى 70 دولارا سابق لأوانه".
وأضافوا أنه من المرجح بلوغ مثل هذا المستوى في الربع الثالث من هذا العام عندما يشهد الطلب تحسنا جوهريا ويتم خفض المخزونات، ويمر ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم بأزمة عميقة مع اكتظاظ المستشفيات والمشارح، إذ تجاوز عدد حالات كوفيد - 19 حاجز 18 مليون حالة الخميس.
وبرنت في طريقه للارتفاع بنحو 8 في المائة، في نيسان (أبريل)، فيما قد يشهد خام غرب تكساس الوسيط زيادة بنحو 10 في المائة، هذا الشهر.
وزاد إنتاج "أوبك" النفطي في نيسان (أبريل) 100 ألف برميل على أساس شهري إلى 25.17 مليون برميل يومي، وزيادة إنتاج "أوبك" النفطي قادته إيران، بينما سجلت فنزويلا وليبيا أكبر هبوط.
وأكد محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أن قطاع الطاقة يواصل بقوة مكافحة جائحة كورونا ومعالجة آثارها في أسواق الطاقة العالمية.
وأشار باركيندو- بمناسبة عقد الندوة الدولية الخامسة المشتركة بين وكالة الطاقة الدولية ومنتدى الطاقة ومنظمة "أوبك" حول آفاق سوق الفحم والغاز عبر الفيديو - أخيرا، إلى أن الطلب العالمي على الطاقة الأولية يتوقع أن يستمر في النمو على المديين المتوسط والطويل، حيث يرتفع 25 في المائة بحلول 2045، كما من المتوقع أن يظل النفط أكبر مسهم في مزيج الطاقة العالمي بنحو 31 في المائة، بينما من المقرر أن يمثل الغاز والفحم 28 في المائة، و25 في المائة على التوالي.
وحول انتقال الطاقة، قال: "في منظمة أوبك نعتقد أن حجم التحديات، التي يمثلها انتقال الطاقة، سيتطلب منا الاستفادة من جميع موارد الطاقات المتاحة، حيث يجب أن نبحث عن حلول تكنولوجية أنظف وأكثر كفاءة، مثل استخدام وتخزين الكربون CCUS مع تعزيز الاقتصاد الدائري للكربون CCE كوسيلة لتحسين الأداء البيئي العام".
وتغلبت حالة التفاؤل بتعافي الطلب العالمي على النفط الخام والوقود في أشهر الصيف المقبلة على المخاوف المحيطة بالإصابات السريعة بوباء كورونا في عدة دول أخرى. وأسهم تمسك مجموعة "أوبك+" بخطط زيادة المعروض التدريجية بدءا من الشهر المقبل، في تعزيز الثقة بالسوق وتنامي توقعات تعافي الطلب العالمي على النفط الخام.
وفي سياق متصل، ذكرت شركة "كوبلر" الهندية للخدمات الاستشارية أمس الجمعة في تقرير، أن واردات النفط إلى البلاد ربما تتراجع بأكثر من مليون برميل يوميا وربما أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا في الأسابيع المقبلة، حيث يضر ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بالطلب، طبقا لما ذكرته وكالة "بلومبيرج" للأنباء.
وتتفاقم المشكلة بسبب حقيقة أن الهند لديها مساحة ضئيلة لتخزين نفط إضافي، وربما تحاول معالجة المشكلة من خلال "التخزين العائم" أو تنويع أكثر للموردين، وتعويم النفط هو استخدام السفن لتخزين النفط الخام.
وتفاقمت مؤشرات تفشي وباء كوفيد - 19 في الهند الخميس مع تسجيل السلطات حصيلة قياسية جديدة للوفيات، بينما في أوروبا أعلنت فرنسا جدولها الزمني لرفع القيود المفروضة لمكافحة انتقال العدوى، بدءا من منتصف أيار (مايو) على الرغم من الوضع الصحي الهش. غير أن منظمة الصحة العالمية حذرت أوروبا أمس من تخفيف القيود، إذ إن "الوضع في الهند يمكن أن يحدث في أي مكان آخر".
ورجحت المنظمة أن تكون المتحورة الهندية لفيروس كورونا سببا للأزمة الصحية القائمة في البلاد، وأيضا بسبب سلوكيات على غرار عدم الامتثال للقيود الصحية.
وحذرت المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها من أن الأزمة، التي تعصف بالهند في مواجهة جائحة فيروس كورونا جرس إنذار لإفريقيا بأنه يتعين على حكوماتها ومواطنيها عدم التخلي عن الحذر.
وقال جون نكينجاسونج، مدير المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن الدول الإفريقية بشكل عام ليس لديها عدد كاف من العاملين في الرعاية الصحية أو من الأسرة في المستشفيات أو إمدادات الأكسجين، وإن القارة التي يبلغ عدد سكانها نحو 1.3 مليار نسمة قد تتضرر بدرجة أكبر حتى من الهند، إذ ارتفعت حالات الإصابة على نحو مماثل.
وكان قد قرر المنتجون في منظمة "أوبك" وحلفاؤهم من خارج المنظمة "أوبك+"، المضي قدما في نهج الزيادة التدريجية للإمدادات النفطية بدءا من أيار (مايو) المقبل والأشهر التالية، كما كشفوا عن ارتفاع نسبة امتثال المنتجين لحصص خفض الإنتاج في آذار (مارس) الماضي إلى 115 في المائة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط