الطاقة- النفط

«أوبك»: سوق النفط العالمية تخرج ببطء من أشد الأزمات في تاريخها .. تحسن آفاق الطلب

«أوبك»: سوق النفط العالمية تخرج ببطء من أشد الأزمات في تاريخها .. تحسن آفاق الطلب

مخاوف الطلب وعمليات الإغلاق بسبب الجائحة فاقت في تأثيرها حالة التفاؤل المرتبطة بتشديد المعروض النفطي بالسوق.

سجلت أسعار النفط الخام خسائر أسبوعية بنحو 2 في المائة هذا الأسبوع جراء تسارع الإصابات الجديدة بفيروس كورونا، ما أدى إلى عودة الإغلاق العام في عديد من دول العالم، وجدد المخاوف على وتيرة تعافي الطلب العالمي على النفط الخام والوقود.
كما تأثرت السوق بزيادة في الإمدادات النفطية خاصة بعد إعلان مجموعة "أوبك+" تخفيف قيود خفض الإنتاج بدءا من أيار (مايو) المقبل ولمدة ثلاثة أشهر بنحو 500 ألف برميل يوميا، إلى جانب انتهاء فترة عمل التخفيضات الطوعية السعودية والعودة تدريجيا إلى زيادة الإنتاج في ظل ارتفاع مستوى الاستهلاك المحلي صيفا.
في هذا الإطار، أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن الدول الأعضاء في المنظمة وشركاءها في "أوبك+"، متحدون من خلال قضية مشتركة، موضحة أنه من خلال التضامن والوحدة تمكنوا من الاستجابة بفاعلية لتحديات السوق، ما يؤكد التزامهم الراسخ باستقرار سوق النفط المستدام، مشيرة إلى أن هذه الجهود المشتركة نجحت في خفض المستوى المرتفع لمخزونات النفط التجارية.
وقال تقرير حديث - عن مشاركة محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة أوبك في اجتماع اللجنة المالية والنقدية الدولية الذي يعد جزءا من اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي ومجلس محافظي مجموعة البنك الدولي عبر الإنترنت - "إن "أوبك" ثمنت الجهود العالمية المستمرة للتعافي من التداعيات الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا منذ أكثر من عام".
وشدد التقرير مجددا على التزام "أوبك" طويل الأمد بدعم استقرار سوق النفط من أجل المنفعة المتبادلة للدول المستهلكة والمنتجة، ما يسهم بشكل كبير في مواجهة التحديات المشتركة للاقتصاد العالمي.
ولفت إلى قول الأمين العام "إن الاقتصاد العالمي وسوق النفط العالمية يتعافيان حاليا من واحدة من أشد الأزمات التي شهدها التاريخ الحديث"، مضيفا أن "كلا المجالين شهدا أخيرا تحسنا في الآفاق"، منوها بتوقعات أحدث إصدار من تقرير سوق النفط الشهري الصادر عن منظمة "أوبك" بارتفاع معدل النمو الاقتصادي العالمي بنسبة 5.4 في المائة في عام 2021 بينما من المتوقع أن يزداد الطلب العالمي على النفط بنحو ستة ملايين برميل يوميا، كما من المتوقع أن تنمو الإمدادات من خارج "أوبك" بنحو مليون برميل يوميا.
وأشار إلى أهمية التعاون الدولي في مجال الطاقة في الاستجابة لحالات عدم اليقين واسعة النطاق، موضحا أن إعلان التعاون التاريخي "أوبك+" يعد إطارا ناجحا ومثبتا لدعم استقرار سوق النفط خلال دورتين من التقلبات الشديدة.
وذكر التقرير أنه استجابة للوباء العالمي والانكماش الهائل في الطلب على النفط تصرفت منظمة أوبك، وعشر دول من خارج "أوبك" بموجب اتفاقية "أوبك+" بسرعة وحسم للمساهمة في مزيد من الاستقرار في سوق النفط من خلال تعديل إنتاج النفط طوعا، مشيرا إلى أن هذه التعديلات الطوعية هي الأكبر والأطول مدة في تاريخ صناعة النفط وتستمر حتى العام المقبل 2022.
وأشار التقرير إلى بدء الاقتصاد العالمي وبالتالي سوق النفط العالمية في الخروج ببطء من واحدة من أشد الأزمات في التاريخ الحديث، الناجمة عن جائحة كورونا، مشيرا إلى أنه خلال العام الماضي تم إغلاق الدول في جميع أنحاء العالم فعليا، وفرضت قيود على السفر وإجراءات إلزامية للتباعد الاجتماعي.
وأضاف التقرير أنه "لا تزال هذه الإجراءات ضرورية في بعض المناطق لمكافحة موجات جديدة من الإصابات والطفرات الفيروسية"، مشيرا إلى أن التعافي إلى مستويات ما قبل الجائحة ليس متوقعا حتى الآن في عام 2021 وذلك بعد انخفاض يقدر بنسبة 3.5 في المائة، في عام 2020 حيث تتوقع أمانة "أوبك" نموا اقتصاديا عالميا 5.4 في المائة، في 2021.
وذكر التقرير أن إجراءات وقف انتشار كورونا لم تؤثر بشدة في النمو الاقتصادي العالمي فحسب بل تسببت أيضا في صدمة تاريخية للطلب في سوق النفط ما أدى إلى تقلبات شديدة في أسعار النفط.
ونوه بأن إجراءات الإغلاق كان لها تأثير واسع وبشكل غير متناسب في التنقل وبالتالي في الطلب على الوقود، لذلك تقدر الأمانة العامة أن الطلب العالمي على النفط تقلص بمقدار 9.5 مليون برميل يوميا في عام 2020 ومن المتوقع أن ينمو بنحو ستة ملايين برميل يوميا في عام 2021.
وأشار إلى أنه بالمثل عانى العرض من خارج "أوبك" الأحداث غير المسبوقة، حيث انخفض بنحو 2.5 مليون برميل يوميا في عام 2020 بينما من المتوقع أن ينمو بنحو مليون برميل يوميا في عام 2021.
ولفت التقرير إلى أنه استجابة للأزمة العالمية والانكماش الهائل في الطلب على النفط عملت منظمة أوبك وعشر دول من خارج "أوبك" بموجب "إعلان التعاون" بسرعة وحزم للمساهمة في مزيد من الاستقرار في سوق النفط من خلال تعديل الإنتاج طواعية.
ونوه بنجاح سلسلة من الاجتماعات الفنية والوزارية لكل من مؤتمر "أوبك" والدول الأعضاء في تحالف "أوبك+" خلال عامي 2020 و2021 في الاستجابة للسوق بنجاح ومواكبة التحديات.
من جانب آخر، ذكر تقرير "أويل برايس" الدولي أن تراجع أسعار النفط الخام هذا الأسبوع يرجع إلى أن مخاوف الطلب وعمليات الإغلاق بسبب الجائحة فاقت في تأثيرها حالة التفاؤل المرتبطة بتشديد المعروض النفطي في السوق.
وأوضح التقرير نقلا عن شركة "ريستاد إنيرجي" تأكيدها أن الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري في حوض بيرميان ارتفع خلال الربع الأول من عام 2021 كما من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الصخري الأمريكي في الربع الحالي، لكن من المرجح أن يتباطأ مرة أخرى في وقت لاحق من العام الجاري.
ولفت إلى أن الطلب على وقود الطائرات يظهر بوادر انتعاش قوية حيث يزداد الطلب على رحلات السفر بين دول العالم خاصة خلال شهور الصيف المقبلة، منوها بتخفيض وكالة الطاقة الدولية توقعات إنتاج النفط خلال العام الجاري حيث يبلغ متوسط إنتاج الولايات المتحدة من النفط 11.04 مليون برميل يوميا هذا العام - وفقا لإدارة معلومات الطاقة - بانخفاض عن توقعات الشهر الماضي عند 11.15 مليون بعد أزمة الإنتاج في تكساس في شباط (فبراير) الماضي، وقد خفضت الوكالة توقعاتها لعام 2022 بمقدار مائة ألف برميل يوميا.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، أغلقت أسعار النفط منخفضة يوم الجمعة وبلغت خسائرها نحو 2 في المائة، هذا الأسبوع في ظل زيادات للإنتاج وتجدد إغلاقات مكافحة كوفيد - 19 في بعض الدول، ما ألقى بظلاله على حالة التفاؤل حيال تعافي الطلب على الوقود.
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتا بما يعادل 0.4 في المائة، ليتحدد سعر التسوية عند 62.95 دولار للبرميل. وأغلق الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط منخفضا 28 سنتا أو 0.5 في المائة عند 59.32 دولار.
ويتعرض النفط لضغوط بعد قرار منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك وحلفائها، فيما يعرف بمجموعة "أوبك+"، زيادة الإمدادات مليوني برميل يوميا بين أيار (مايو) وتموز (يوليو).
من جانبه، ذكر تقرير "بيكر هيوز" يوم الجمعة أن عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة زاد بمقدار اثنتين هذا الأسبوع ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 432.
وفي الأسبوع الماضي زاد عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة بمقدار 13 فيما لا يزال العدد الإجمالي لمنصات التنقيب عن النفط والغاز النشطة في الولايات المتحدة أقل بـ170 من هذا الوقت من العام الماضي.
وظل عدد منصات النفط كما هو عند 337 هذا الأسبوع، وزاد عدد حفارات الغاز بمقدار اثنين إلى 93، كما ظل عدد الحفارات المتنوعة كما هو.
وانخفضت تقديرات إدارة معلومات الطاقة لإنتاج النفط في الولايات المتحدة للأسبوع المنتهي في الثاني من نيسان (أبريل) بمقدار 200 ألف برميل يوميا هذا الأسبوع إلى 10.9 مليون برميل. وتقدر إدارة معلومات الطاقة الآن أن إنتاج النفط الأمريكي سيصل إلى 11.04 مليون برميل يوميا هذا العام مع تركيز منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة على إعادة الأموال إلى مستثمريهم بدلا من زيادة الإنتاج. وقد انخفض إجمالي عدد الحفارات في كندا هذا الأسبوع بمقدار 11، ومنصات النفط والغاز في كندا الآن 58 منصة نشطة بزيادة 23 عن العام الماضي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط